حديقة هاجينيك للحيوانات ... مثال يحتذى به في مجال رعاية الحيوانات

تحتفل مدينة هامبورغ الألمانية بعيد ميلاد حديقة حيوانات "هاجنبيك" المئوي. وكانت الحديقة التي أنشأت في عام 1848 قد أثارت منذ افتتاحها جدلاً واسعاً لأنها كانت تأوي حيوانات طليقة تسرح وتمرح دون قضبان حديدية أو أقفاص. وقد سعت حديقة "هاجنبيك" التي تضم عددا كبيرا من مختلف أصناف الحيوانات من آكلات النمل وحتى الزرافات والحمر الوحشية، سعت إلى توفير بيئات مشابهة لبيئات هذه الحيوانات الأصلية. وفي إطار الاحتفال بذكرى مرور مائة عام على إنشاء الحديقة، دشن محافظ مدينة هامبورغ، أولي فون بويست في السابع من أيار/ مايو 2007 حوضا مائيا لحفظ المجموعات المائية الاستوائية ويُتيح لزواره إمكانية الاقتراب من التماسيح الاستوائية وأفاعي الأناكوندا الضخمة، فضلا عن الاستمتاع بمشاهدة عدد آخر من الزواحف عن قرب.

ولحديقة "هاجنبيك" أيضا أهميتها العلمية الخاصة، حيث قال الخبير في علم الأحياء في حديقة حيوانات برلين، راغمر كوني إن هذه الحديقة "ساعدت على تصنيف الحيوانات في أنحاء ألمانيا،" لافتا الانتباه إلى أنه من الممكن أن تكون حديقة حيوانات مدينة برلين في هذا الوقت أكثر اجتذابا للزائرين بسبب المولود الجديد الدب القطبي (كنوت)، لكن حديقة هاجنبيك لها تاريخ منقطع النظير، حسب تعبيره.

تاريخ حديقة هاجنبيك

ويعود تاريخ نشأة حديقة الحيوان "هاجنبيك" إلى عام 1848 حين قام تاجر الأسماك جوتفرد كلاس هاجنبيك، بعرض ست بطاريق في السوق في وسط مدينة هامبورغ لبيعهم. وبعد ذلك، تولى الابن الأكبر، كارل جوتفرد هاينريخ هاجينبيك في عام 1866 الأمر بحيث أسس تجارة مزدهرة بالحيوانات الغريبة. هذه العروض التجارية أثارت دهشة سكان مدينة هامبورغ وزوارها الذين كانوا يتقاطرون على المدينة من كافة أنحاء البلاد. وفي آواخر القرن التاسع عشر خطط كارل جوتفرد لإنشاء حديقة فريدة من نوعها. وفي العام 1907 أنشأت بالفعل أول حديقة حيوانات في العالم. ويرى كوني أن حديقة "هاجنبيك" كانت تجسد مثالاً نموذجياً لحفظ الحيوانات، لأن تربية الحيوانات فيها كانت تراعي بالأساس توفير بيئة مشابهة لبيئات الحيوانات الأصلية لتصبح فيما بعد فكرة رائدة تم تطبيقها في عدد من حدائق الحيوانات في مختلف بقاع العالم.

توفير البيئات الملائمة للحيوانات

وأثناء الحرب العالمية الثانية، دمرت أجزاء من الحديقة، غير أن العائلة التي كانت قد ساهمت في إنشاء حديقة "هاجنبيك" أول مرة قامت بترميمها، مستخدمة الفيلة من أجل إزالة بقايا الدمار. وأما اليوم فتضم "هاجنبيك" آلاف الحيوانات التي تم جلبها من 210 منطقة في العالم. يشار إلى أن بعض هذه الحيوانات معرض لخطر الانقراض في موطنه الأصلي.

وفضلا عن ذلك، تعد هذه الحديقة أكبر حديقة حيوانات خاصة لا تتلقى مساعدات حكومية في أوروبا وهي تجتذب قرابة مليون زائر سنوياً. كما أنها تحضى بسمعة طيبة، إذ أنها احتلت المرتبة الثالثة في التصنيف الذي أجرته عام 2000 مجلة "شتيرن" الألمانية لتصنيف أفضل حدائق الحيوانات في ألمانيا.