حلقات مسلسل "إقالة" المدربين في الدوري الألماني

لا يقتصر الصراع في الدوري الألماني على الظفر بلقب درع البطولة بين الفرق المتقدمة فحسب، بل تخوض الفرق المتعثرة صراعا من نوع آخر هدفه الابتعاد عن خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. ومنذ منذ بدء مرحلة الإياب في بوندسليغا والصراع يشتد بين الفرق المتعثرة لكسب أي نقطة تعزز تقدمها في ترتيب الجدول وتبعد عنها خطر الهبوط. والسؤال هنا: هل الصوم عن كسب النقاط يمكن تفاديه بتغيير المدرب؟

الإقالة الخامسة

تزايدت مؤخرا ظاهرة "إقالة" المدربين في الأندية الألمانية التي لم تنجح في تحقيق نتائج إيجابية. وفي هذا المسلسل بلغنا الحلقة رقم 5. خمسة مدربين خسروا وظيفتهم منذ بداية الموسم ورحلوا عن بوندسليغا، وهم ميركو سلومكا مدرب هامبورغ وروبن دوت مدرب فيردر بريمن وآرمين فيه مدرب شتوتغارت وجوس لوهكاي مدرب هيرتا برلين، أما المدرب الخامس فهو الدنماركي كاسبار هيلماند مدرب ماينز.

فبعد أن قرر توماس توخل مدرب ماينز السابق مغادرة الفريق في نهاية الموسم الماضي، اختارت إدارة النادي الدنماركي هيلماند ليكون خلفا له. وغادر توخل فريق ماينز محققا نتائج لم تكن سيئة، إذ احتل فريقه المركز السابع في الموسم الماضي. والذي يعني أن مشاركته في الدوري الأوروبي كانت مرتبطة بخوضه لتصفيات مؤهلة. خاضها الفريق بقيادة المدرب الجديد آنذاك هيلماند، لكن بدايته كانت غير موفقة. إذ خسر أمام فريق أستيراس تريبوليس اليوناني، كما خرج من منافسة كأس الاتحاد الألماني على يدّ فريق كيمنتس (فريق من دوري الدرجة الثالثة).

أما نتائجه في بداية الدوري فجاءت مختلفة تماما. فعلى مدار ثمانية جولات متتالية لم يذق ماينز طعم الخسارة. ومع المرحلة التاسعة انقلب حال ماينز رأسا على عقب، إذ تلقى أول خسارة قوية على يد فريق فولفسبورغ (3/صفر)، ليصاب بعد ذلك بنحس الهزائم، كان آخرها أمام فريق دورتموند بنتيجة (4 /2)، ما دفع إدارة الفريق لإقالة المدرب. ففريق ماينز حاليا في المركز الـ 14 برصيد 22 نقطة، أي بفارق نقطة واحدة عن فريق فرايبورغ صاحب المركز الـ 16 المهدد بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

عينت إدارة ماينز المدرب السويسري مارتن شميدت خلفا لهيلماند. شميدت كان مدربا لفريق الشباب تحت 23 عاما في ماينز منذ عام 2010، وقاده للترقي إلى الدرجة الثالثة في الموسم الماضي. وسيكون الاختبار الأول له على أرضه ضد جاره اينتراخت فرانكفورت.

وربما يكون تعيين السويسري مارتن شميدت الخيار المناسب لمساعدة ماينز على حل عقدته، فمارتن ميكانيكي محترف، ولديه خبرة في إزالة الأعطال. وقاد شركة متخصصة في صناعة المنسوجات. وكان حلم طفولته أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، إلا أن تعرضه وبشكل متكرر لإصابة في الرباط الصليبي، كان السبب في حرمانه من تحقيق هذا الحلم.

أول نادي قام بتدريبه هو نادي "افس رارون" وهو نادي من الدرجة الثانية في سويسرا. وقاد فريق "إفس سي تون" السويسري للشباب إلى قمة دوري الناشئين. وفي عام 2009 انتقل إلى تدريب فريق الشباب في ماينز.

على العكس في دورتموند

يحدث تغيير المدرب صدمة نفسية معاكسة يمكن أن تترك آثارا إيجابية في الفريق. فمثلا أقالت إدارة نادي بايرن ميونيخ أسماء لامعة، لأن نتائج الفريق كانت سلبية ودون الطموحات. ومن أهم المدربين الذين أقالهم بايرن: الهولندي فان خال، ويورغ كلينسمان وأوتو ريهاغل. وقد حققت هذه الإقالات أهدافها آنذاك. بينما لم تحقق إقالات أخرى نتائج إيجابية.

وبعكس بايرن صمدت إدارة نادي بوروسيا دورتموند ولم تستغن عن المدرب يورغن كلوب برغم تواصل النتائج السيئة وبلوغ الفريق المركز الأخير في القائمة. وقرار دورتموند الإبقاء على مدربه بدأ يعطي ثماره. إذ خرج الفريق من القاع إلى المركز الـ 15. ومن المؤمل أن يواصل تقدمه نحو وسط القائمة.