خارطة طريق أميركية تركية بشأن الأزمة السورية
٢٨ مايو ٢٠١١قالت مصادرغربية إن الولايات المتحدة الأميركية وتركيا توصلتا إلى خارطة طريق مشتركة للتعامل مع الأزمة السورية، وأشارت إلى أن مؤتمر المعارضة السورية الذي سينعقد بداية شهر يونيو/حزيران المقبل، في انطاليا التركية القريبة من الحدود مع سورية "يحمل رسائل ذات أهمية قصوى" منها انخراط تركيا في رعاية الوضع السوري بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت صحيفة" الشرق الأوسط" اللندنية في عددها اليوم السبت (28 مايو/أيار) استنادا إلى معلومات أفادت بها مصادر غربية للصحيفة السعودية بأن الجانبين الأميركي والتركي توصلا إلى خارطة طريق للتعامل مع الأزمة السورية تلعب فيها تركيا دورا بارزا. وقد أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الجمعة اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد في مسعى للضغط عليه لإنهاء حالة الاضطراب التي تعيشها البلاد.
وميدانيا، قالت مصادر حقوقية إن ثمانية متظاهرين على الأقل قتلوا خلال احتجاجات أمس الجمعة في سورية حيث خرج الآف المتظاهرين للشوارع في عدة مدن ودعوا إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وقال ناشط سوري من دمشق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن ثمانية متظاهرين قتلوا اليوم الجمعة بعد استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
من جهة أخرى قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن عناصر من جمارك الرقة ضبطت اليوم الجمعة 36 بندقية آلية حديثة داخل سيارة شحن مخصصة لنقل الإسمنت في بوابة تل أبيض الحدودية.
تركيا تحتضن مؤتمر المعارضة السورية
وتسعى المعارضة السورية لتوحيد جهودها لممارسة مزيد من الضغط على نظام الرئيس الأسد، وستعقد المعارضة مؤتمرا لها في أول حزيران/ يونيو المقبل في انطاليا التركية، ويستمر 3 أيام بحضور أكثر من 200 شخصية من كتاب وناشطين ورجال أعمال. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، عمار القربي، إن المؤتمر سيحمل عنوان "المؤتمر السوري للتغيير". وأوضح المنظمون أن ممثلين عن المتظاهرين في سوريا سيحضرون أيضا المؤتمر. وقال عضو أمانة المؤتمر خلاف علي خلاف ان المؤتمر سيختار ممثلين للمساعدة في زيادة الضغط الدولي على سوريا، لكنه لن يشكل مجلسا انتقاليا على غرار المجلس الذي شكله في ليبيا المعارضون الذين يقاتلون ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال خلاف إن تركيا وافقت على عقد الاجتماع، لكنها لا تؤدي دورا في تنظيم المؤتمر.
ضغوط دولية على نظام الرئيس الأسد
وتكثفت الضغوط الدولية على الرئيس السوري من أجل إيقاف العنف ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، ودعت مجموعة الثماني القيادة السورية إلى "الكف فورا عن استخدام القوة والترهيب "ضد شعبها وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين. وقالت المجموعة إنها "ستدرس مزيدا من الإجراءات". ومن جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما "كان محقا" عندما دعا الأسد إلى الاختيار ما بين قيادة التحول الديمقراطي في البلاد أو الرحيل.
وفي تطور آخر، أبدت منظمة المؤتمر الإسلامي عدم ارتياحها لمسودة قرار أوروبي يطلب من مجلس الأمن الدولي إدانة سوريا وطالبت بحذف جزء من النص، حسب ما ذكرت وكالة رويترز. وصرح دبلوماسيون غربيون بان شكوى المنظمة سلطت الضوء على المعركة الصعبة التي تواجهها الدول الغربية في الوقت الذي تناضل فيه لتوحيد مجلس الأمن الدولي المنقسم على نفسه حيال انتقاد دمشق.
ووزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال مسودة القرار على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا الأسبوع الماضي. وأبدت روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض(الفيتو) بالاضافة إلى أربع دول أخرى من غير الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن قلقها بشأن مسودة القرار الذي ينتقد سوريا بسبب قمعها الدامي للمحتجين المناهضين للحكومة.
وبعث أفق جوكجين مبعوث منظمة المؤتمر الإسلامي في الأمم المتحدة رسالة إلى جيرار ارود سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة بشأن تلك المسودة التي تشير إلى بيان صحفي أصدرته منظمة المؤتمر الإسلامي في 22 مايو/ أيار. ومن شأن حذف الفقرة المتعلقة بقلق منظمة المؤتمر الإسلامي من الأوضاع في سورية، أن يضعف الإجماع داخل مجلس الأمن الدولي حول توجيه إدانة واضحة وقوية للنظام السوري.
(م.س/ د ب أ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند