خسارة بايرن أمام ماينز أو حين يهتز عرش ملك بوندسليغا!
٣ مارس ٢٠١٦كان من المفترض أن تتحول مباراة بايرن ميونيخ لكرة القدم أمام ماينز ضمن منافسات المرحلة 24 من منافسات بوندسليغا، إلى حفل استقبال حار للرئيس السابق للنادي البافاري أولي هونيس صانع أمجاده. فلأول مرة منذ 662 يوما تطأ قدم هونيس أرض الملعب بعد أن قضى 21 شهرا في السجن بسبب تورطه في قضية التهرب الضريبي. ومنذ خروجه من السجن توجه الأخير إلى معبده آليانس أرينا، معقل البافاري حيث أقيمت المباراة. وهناك استقبل هونيس بلافتات كتب عليها بالخط العريض "هونيس إنك الأفضل"، فيما أكد المدافع جيروم يبواتينغ المصاب أمام عدسة قناة سكاي الخاصة وبحماسة شديدة "كل لاعب متعطش للفوز ويريد أن يهديه (هونيس) هذا الفوز". لم يقل بواتينغ سنهديه "الفوز" وإنما "هذا الفوز" وذلك قبيل المباراة وكأنه تحصيل حاصل وتسلسل لمنطق بافاري تفرضه عضلات الفريق، غير أن ما حصل كان العكس!
"قلّة الحيلة"
خسر بايرن ميونيخ أمام ماينز بهدفين مقابل هدف على أرضه وأمام جمهوره، بل وأمام مرأى ومسمع أولي هونيس عرّاب النادي. وكانت الهزيمة الأولى لبايرن منذ الأخيرة أمام بروسيا مونشنغلادبخ (3-1) قبل ثلاثة أشهر.
وأمام ماينز بدا البافاري هزيلا، مسيطرا على الكرة لكن مفتقدا للإبداع والقدرة على خلق الفرص، كما أنه اصطدم بحائط دفاعي رصين فشل المدرب بيب غوارديولا في اختراقه معترفا أن المباراة "لم تكن سهلة في ظل وجود 10 لاعبين في منطقة الجزاء إلا أن هناك الكثير من الفرص التي سنحت لنا لتحقيق الفوز بالمباراة. لا يزال أمامنا الكثير من العمل للدفاع عن لقبنا".
ووضع خايرو سامبريو ماينز على طريق الفوز بهدف التقدم (26) بعد تمريرة من جيوليو دوناتي. غير أن الفريق المضيف أدرك التعادل عبر الهولندي ارين روبن في الدقيقة (64) بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، كما واصل الضغط لتسجيل الهدف الثاني لكن ماينز استغل هجمة مرتدة سريعة ليلعب جوليان باومجارتلينجر تمريرة عرضية إلى كوردوبا الذي سدد في المرمى (86) فحسم نتيجة المباراة لصالح ماينز.
وفي الوقت الذي كان بايرن يعاني من قلة الحيلة، كان دورتموند غريمه التقليدي، قد انتزع العلامة الكاملة إثر فوزه على دارمشتات بهدفين نظيفين ضمن منافسات ذات المرحلة، فرفع رصيده إلى 57 نقطة مقابل 62 للبافاري. ما يعني أن الكلاسيكو الألماني القادم بين الفريقين مساء السبت، اتخذ الآن طابعا مصيريا لكل من الفريقين، إذ أن فوزا محتملا لدورتموند يعني أن المنافسة على اللقب ستصبح زوجية ولن تبقى حكرا على البافاري فقط.
"الكرة في ملعبنا"
خسارة البافاري أطاحت بالنظريات العديدة التي تصف الدوري الألماني على أنه دوري ممل يحكمه فريق خرافي ينافس "الأقزام"، فبلسان غوارديولا "تمثل المباراة (ماينز) مؤشرا واضحا على أنه ليس سهلا الفوز بلقب الدوري الألماني". ومن هذا المنطلق يمكن القول أن هزيمة البافاري في مرحلة حرجة كالمرحلة 24 من الدوري يخدم الدوري برمته، لأن خسارة ذلك الفريق تعني مقياسا للإثارة والتشويق، وتمنح اندفاعا معنويا لباقي الفرق وعلى رأسها بالطبع دورتموند.
ومن الطبيعي أن لا أحد أسعد حاليا من توماس توخل الذي لم يكن يحلم بدعم خارجي كهذا في رحلة النهوض بدورتموند. وبعد أن كان حلم اللقب بعيد المنال أصبح الفريق الأصفر والأسود على كل لسان كمرشح محتمل في حال فاز على البايرن وقلص الفارق إلى نقطتين فقط.
وحول مباراة السبت القادم، قال توخل "الكرة الآن في ملعبنا"، في إشارة إلى أن الخطوة الأولى قام بها الغريم والآن على دورتموند ضمان استحقاقات أكبر. وفي الحقيقة جملة توماس توخل تنطبق على الفريقين معا، فالكرة في ملعبيهما معا، والسؤال من سيهز بها شباك الآخر؟!