خطورة بعض معتنقي الإسلام في ألمانيا ترفع أصوات المطالبين بمراقبتهم
١٢ سبتمبر ٢٠٠٧يزداد عدد الألمان الذي يعتنقون الإسلام بشكل ملحوظ، فوفقاً لصحيفة "كولنيشه روندشاو" بلغ عددهم خلال العام الماضي وحده حوالي 4000 مقابل نحو 800 شخص عام 2005. ويعزي سالم عبدالله رئيس الأرشيف الإسلامي في ألمانيا دخول الكثيرين منهم إلى "مجرد التضامن مع الإسلام على ضوء تقديمه بشكل سيئ إلى الرأي العام". وذكر عبدالله إلى أن الجزء الأكبر من معتنقي الإسلام في ألمانيا من النساء إذ تبلغ نسبتهن 60 بالمائة منذ سنوات. وتشكل النسوة المتزوجات من مسلمين الغالبية منهن.
المشكلة ليست في اعتناق الإسلام
ولا تكمن مشكلة من دخلوا الإسلام في زيادة عدد معتنقيه، وإنما في مشاركة بعضهم في التخطيط لعمليات إرهابية. وعليه فإن هذا البعض يعد خطراً قوياً تجاه أجهزة الأمن الألمانية. وهو الأمر الذي يجد مبرراته في محاولات ما يسمى اتحاد الجهاد الإسلامي القيام بعملية تفجير إرهابية على أهداف ألمانية مؤخراً. فقد تبين أن العقل المدبر لهذه المحاولات وأحد مساعديه ممن اعتنقوا الإسلام من ألمانيا. وخلال السنوات القليلة الماضية اتهم ألمان اعتنقوا الإسلام بتورطهم في أعمال إرهابية كتلك التي أصابت جزيرة جربة التونسية عام 2002.
الغالبية الساحقة لا علاقة لها بالإرهاب
خطورة بعض معتنقي الإسلام من الألمان دفعت عدة مؤسسات أمنية إلى اتخاذ إجراءات احترازية. فعلى سبيل المثال تقوم مصلحة حماية الدستور الألماني بمراقبة أنشطة الذين يبدّلون دينهم على أساس أن نسبة كبيرة منهم متعصبة. وهو الأمر الذي يجعلهم أكثر تقبلاً للأفكار الداعية إلى القيام بأعمال متطرفة وإرهابية وفقاً لما ذكرته صحيفة زوددويتشه تسايتونغ في مقال عن معتنقي الإسلام من الألمان نشرته في 6 سبتمبر/ أيلول 2007. غير أن رئيس المصلحة الاتحادية لمكافحة الجريمة يحذر من المبالغة في تضخيم المشكلة، إذ يقول، بحسب الصحيفة، إن الغالبية الساحقة من معتنقي الإسلام ليست خطرة وأن 99.9 بالمائة منهم لا علاقة لهم بالإرهاب.
المشكلة في مستوى التأهيل العالي للإرهابيين
وجاءت تصريحات لوزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله لتصب في هذا السياق، إذ يقول: "لا نريد أن نعتبر كل معتق للإسلام مصدراً للخطر". غير أنه يرى بأن الـ 0.1 بالمائة التي تعد مصدر الخطر تشكل لأجهزة الأمن ما يكفي من التحديات. ويعود السبب في ذلك إلى التأهيل العالي الذي تتمتع به هذه النسبة وإلى المعرفة الجيدة بخفايا الإنترنت وكيفية التعامل معها. كما يعود إلى سهولة تنقل هؤلاء من بلد إلى آخر على أساس أنه ليس لديهم مشكلة في الحصول على تأشيرات دخول كونهم يحملون الجنسية الألمانية.
هذا الوضع دفع وزير داخلية ولاية بافاريا غونتر بيكشتاين من الاتحاد الاجتماعي المسيحي وفي تصريح إلى جريدة هاندلسبلات لمطالبة الأجهزة الأمنية بمراقبة معتنقي الإسلام في حالات معينة. أما نائب رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي ورئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى كريستيان فولف فدعا المسلمين إلى التعاون مع السلطات المختصة في مسألة الكشف عن المشتبه بهم بالقول: "أعتقد أن الوضع سيكون أسهل في حال أبدى المسلمون استعداداً أكبر للتعاون مع الأجهزة الأمنية عندما ينزلق الشباب إلى براثن التطرف".
دويتشه فيله + وكالات (ا.م)