دراسة ألمانية: القلق النفسي لدى مرضى القلب يتسبب في تزايد احتمال الوفاة لديهم
٣ ديسمبر ٢٠٠٨في دراسة طبية أجريت على 211 مريضا ممن يحملون جهازا طبيا لمعالجة دقات القلب، أو ما يسمى بمُزيل الرجفان، تبين أن احتمال تعرضهم للوفاة يماثل نحو ضعف احتمال تعرض المرضى الآخرين للوفاة. ولذلك، حذر فريق من العلماء الألمان من جامعة ميونيخ التقنية من تبعات زراعة مُزيل الرجفان. ونبه الباحثون إلى أن المريض الذي يحمل مثل هذا الجهاز والذي يتعرض إلى أزمة قلبية أكثر من مرتين، يتضاعف لديه احتمال الوفاة خلال خمس سنوات فقط. ويعزو العلماء ذلك إلى حالة القلق النفسي التي يُصاب بها المريض.
القلق يضاعف من خطر الموت
كما يقول العلماء إن حتى المرضى الذين لا يعانون من مشاكل صحية أو أزمات قلبية يصبحون معرضين لخطر الموت بعد زرع جهاز مزيل الرجفان، وذلك جراء الاضطرابات النفسية التي تظهر لدى المريض إثر إجراء العملية الجراحية، والناجمة عن الصدمة التي يتعرض إليها المريض عقب الأزمة القلبية. وعلى الرغم من أن الأطباء الجراحين يحاولون تهدئة روع المرضى وتبديد مخاوفهم، إلا أن العديد ممن تعرضوا لأزمات قلبية من قبل يخشون أن يتعرضوا مرة أخرى لنفس الصدمة، وهو ما يولّد لديهم شعورا بالفزع والقلق، يؤثر بطريقة مباشرة على صحّتهم وعلى سلامة قلوبهم ويزيد في الوقت نفسه من احتمال الإصابة بسكتتات قلبية قد تؤدي إلى الموت.
وتبين للباحثين الألمان أن أعراض الاضطرابات النفسية التي تُصيب المريض عقب إجراء عملية جراحية على قلبه وزرع جهاز مزيل الرجفان تؤدي إلى تضاعف احتمال الوفاة لديهم بمقدار 2.4 مقارنة بغيرهم. وفي هذا الإطار، يقول رئيس فريق العلماء الألمان كارل هاينز لادفيغ إنه قد اُصيب بالدهشة، عندما تبين له أن المرضى، الذين يعانون من اضطرابات نفسية جراء التعرض لأزمات قلبية وزرع جهاز مزيل الرجفان، يزيد لديهم احتمال الوفاة بشكل جوهري. وأشار لادفيغ إلى وجود علاقة مباشرة بين الإصابة بالاضطرابات النفسية بعد الصدمة القلبية وبين تزايد احتمال الموت لدى المريض.
الجراحة ليست العلاج الوحيد لمرضى القلب
وفي دراسة طبية نشرت في مجلة "أرشيف طب النفس العام" (أركايفز أوف جنرال سايكياتري)، أشار كارل هاينز لادفيغ إلى أنه من الواجب إخضاع المرض الذين يحملون جهاز مزيل للرجفان (آي سي دي) للفحص والعلاج النفسي في إطار متابعة ما بعد الجراحة، لكنه يضيف أن هذا الأمر يُهمَل إلى حد كبير. ويرجع لادفيغ هذا الأمر في جانب منه إلى كثير من المرضى أنفسهم، الذين يرفضون رعاية من هذا النوع مفضلين التكيف مع الوضع بأنفسهم. لكن الباحث شدد في الوقت نفسه على ضرورة مساعدتهم ودعا إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث لتقييم السبل السلوكية والبيولوجية التي تنجم عن الاضطرابات النفسية، التي يُصاب بها المريض إثر خضوعه للجراحة على القلب.