دعوة القذافي أن يصبح الإسلام دين أوروبا تثير زوبعة في ايطاليا
٣٠ أغسطس ٢٠١٠احتدم الجدل في وسائل الإعلام الإيطالية اليوم الاثنين(30 اغسطس/آب) حول تصريحات للزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقوم بزيارة رسمية لايطاليا، حيث دعا أمام جمع من 500 شابة في روما إلى أن "يصبح الإسلام دين أوروبا". وذكرت تقاير اعلامية أن كل مشاركة في هذه الندوة التي عقدت أمس الأحد، تلقت 80 يورو لقاء حضورها الندوة، كما تسلمت كل شابة نسخة من القرآن.
ونقلت صحيفة "لاستامبا" عن احدى المشاركات أن القذافي أوضح ان "الإسلام يجب أن يصبح دين أوروبا بأسرها وأن محمد هو خاتم الأنبياء". وأضافت مشاركة أخرى لصحيفة "لاريبوبليكا "لقد كان الأمر مملا لنا، والقذافي لم يكن يعرف انه دُفعت لنا أموال والا ما كان قبل بأن يستقبلنا".
وقد أثارت تصريحات القذافي موجة من الجدل، إذ تساءلت صحيفة "المساجيرو" اليومية: "ماذا كان يمكن أن يحدث اذا ذهب رئيس دولة أوروبي الى ليبيا أو أي دولة اسلامية أخرى ودعا أي أحد الى اعتناق المسيحية؟ نعتقد أن هذا كان سيثير ردود فعل قوية جدا في أنحاء العالم الإسلامي."
من جهته قال روكو بوتيجليوني العضو البارز في الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض التابع لتيار الوسط "إذا ذهبت لطرابلس ودعوت الليبيين للتحول إلى المسيحية، أراهن أنني لا يمكن أن أعود بعدها قطعة واحدة". من جانبه أعرب النائب الأوروبي ماريو بورغيزيو عضو رابطة الشمال حليف برلوسكوني عن قلقه من تصريحات القذافي التي قال إنها "تظهر مشروعه الخطر لأسلمة أوروبا".
انتقادات واسعة
وتأتي زيارة القذافي لإيطاليا احتفالا بالذكرى الثانية لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين التي وافقت من خلالها حكومة برلسكوني المحافظة على دفع حوالي 5 مليارات دولار لليبيا تعويضا عن "الانتهاكات" التي ارتكبت خلال ثلاثة عقود من الاستعمار الايطالى لليبيا. وجدد قادة المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولو الكنيسة الكاثوليكية أيضا إدانتهم لإتفاقية سبق أن وقعت بين روما وطرابلس تسمح بترحيل فوري للمهاجرين غير الشرعيين، الذين يجري توقيفهم في المياه الدولية، الى ليبيا. ويقول المنتقدون إن ما يعرف بسياسة "الحواجز" تنتهك حقوق طالبي اللجوء السياسي بما فيهم هؤلاء الفارين من الاضطهاد الديني والسياسي.
وأحضر القذافي معه خيمته التي نصبها هذه المرة في حديقة بمقر السفارة الليبية في روما بالإضافة إلى 30 من الخيول الأصيلة. وتطورت العلاقات بين ايطاليا وليبيا، مستعمرتها السابقة، منذ توقيع معاهدة الصداقة، ما رفع ايطاليا إلى مرتبة ثالث شريك لطرابلس. لكن في المقابل أثيرت ايضا انتقادات ازاء اهتمام ليبيا المتزايد بالاقتصاد الإيطالي مع تركيز الانتباه على حصة ليبيا التي وصلت إلى نحو 6.7 في المائة في مجموعة "يوني كريديت" وهي واحدة من أكبر المجموعات المصرفية في إيطاليا.
كما انتقد ساسة من حزب رابطة الشمال - حلفاء برلسكوني في الائتلاف الحاكم- هذه الاستثمارات وطالبوا مؤسسة "كونسوب" التي تراقب أداء البورصة في إيطاليا بإجراء تحقيق. وفضلا عن حصتها في "أوني كريديت" تملك ليبيا ايضا حصة في شركة "ايني" للنفط وعبرت عن رغبتها في المزيد بما في ذلك شركة "اينيل" للكهرباء.
(ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: منصف السليمي