دور دامسغارد ودولبرغ في "المعجزة الدنماركية"
٦ يوليو ٢٠٢١بدأت منافسات كأس الأمم الأوروبية بصدمة قوية عند انهيار لاعب المنتخب الدنماركي كريستيان إريكسن بنوبة قلبية. الأمور وكما رأينا اتخذت ولحس الحظ نهاية سعيدة لكن البطولة انتهت بالنسبة لإريكسن وقررت الدنمارك "اللعب من أجله"، كما كتب على لافتات رفعت على المدرجات في المباريات اللاحقة للمنتخب.
المهمة عادت وبسرعة إلى زميله في خط الوسط ميكيل دامسغارد. وبذات السرعة استغل هو الفرصة وأبان على شراسة محارب الـ "فايكينغ" ببراعة برازيلية، حتى أن صحيفة "بي تي" كتبت عنه أنه "يبدو وكأنه فارس طريّ العود خرج للتو من البيضة (...)، ولكن على المسرح الأوروبي الكبير، يشبه المحارب القديم المحنك في التشكيلة، تقريباً مثل كريستيان إريكسن في أفضل أيامه".
مهّد دامسغارد الطريق أمام بلاده للفوز على روسيا 4-1 في دور المجموعات بافتتاحه التسجيل، وبات أصغر هداف في تاريخ الدنمارك في نهائيات اليورو، ليعود ويتألق في رباعية الفوز أمام ويلز في ثمن النهائي لترتفع أسهم هذا الجناح السريع والنحيف (1,80 م و70 كلغ).
بات دامسغارد جناح سمبدوريا الإيطالي، رمزا لحنكة المدرب كاسبر هيولماند في إعادة بناء النجاعة الهجومية لمنتخبه مع غياب إريكسن، هو الذي يعرفه جيدا إذ سبق له وأن أشرف عليه مع ناديه السابق أف سي نوردسيالند عندما انتقل إلى صفوفه في عام 2017 قادماً من قريته الصغيرة غيلينغ.
وبعد التأهل إلى نصف النهائي، في أمسية الفوز على جمهورية تشيكيا 2-1 في ربع النهائي والتي تزامنت مع احتفاله بعيد ميلاده الـ 21، نقلت عنه شبكة "بي تي" قوله: "لم أحلم بهدية عيد ميلاد أفضل. هو أمر جنوني أن أذهب إلى ويمبلي". وتابع "إنها مغامرة أن نكون هنا. من الجنون بعد كل الذي حصل".
"الرجل الجليدي"
محارب "فايكينغ" آخر ساهم بدوره وبقوة في تحقيق هذه "المعجزة". يطلق عليه "الرجل الجليدي" لكونه لا يظهر أي أحاسيس على الملعب. ويتعلق الأمر بالمهاجم كاسبر دولبرغ.
لم يكن هو الآخر ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب الدنماركي كاسبر هيولماند. لكنه ترك في الأدوار الإقصائية بصمة لا يمكن تجاهلها. هدفان في مرمى ويلز (4-صفر) وثالث ضد تشيكيا (2-1).
كما حصل لدامسغارد بعد إصابة إيركسن، دخل دولبرغ إثر اصابة المهاجم الأول يوسف بولسن، فأصبح لاحقًا أساسيًا برغم عودة مهاجم لايبزيغ الألماني.
في باكو، راوغ اللاعب المكنّى "آيس بيرغ" (الرجل الجليدي)، في ناديه السابق أياكس امستردام الهولندي (2015-2019)، الدفاع وظهره إلى مرمى تشيكيا، مرر لزميله مارتن برايثوايت كرة مقشرة في العمق، وشارك في أدوار دفاعية. لم يتردّد في ترجمة عرضية يواكيم مايهلي الرائعة، ليهزّ الشباك قبل الاستراحة.
هدفٌ ثالثٌ لم ينتزع ابتسامة اللاعب. ردّ فعل بارد اعتاد عليه بنسبة أقل جمهور فريق نيس المتوسطي.
لكن الظاهر لا يعكس الباطن، يقول زميله الشاب المقرب منه في نيس المدافع النمساوي فلافيوس دانيليوك، موضحا أن "هناك فارقا بين الصورة التي يعطيها للعالم الخارجي، وشخصيته الحقيقية داخل النادي...كنت مصدومًا لعدم احتفاله بتسجيله الأهداف. جليدي وغير عاطفي، حتى ولو حصل على فرصة واحدة. (لكنني) اكتشفت شخصًا يتحدث كثيرًا، يبتسم ويمرح كل يوم".
وتابع: "كاسبر بعيد جدًا عن الصورة المتداولة بين الجماهير. حتى إذا غضب، يبقي كل شيء داخليًا، لا يعطي الحجج لخصمه".
ولا شك بأن دولبرغ سيتسبب بصداع لمدربه. فيتعين على هيولماند في مباراة يوم غد الأربعاء الاختيار بين الشاب القادم من نيس أو الخبير بولسن (27 عامًا)، المتعافي من اصابة بعضلات فخذه الخلفية والذي دخل بدلا منه قبل نصف ساعة على نهاية مباراة تشيكيا.
و.ب / م.س(أ ف ب، د ب أ)