"دونر كباب".. النسخة التركية في مواجهة الألمانية؟
١٣ يوليو ٢٠٢٤تنتشر في كل ربوع ألمانيا مطاعم بيع وجبة الشاورما التركية، التي يسميها الأتراك "دونر كباب"، وتعد تلك الوجبة هي أشهر وجبة شعبية في ألمانيا حاليا. غير أنها تختلف في طريقة تقديمها بين تركيا وألمانيا.
ففي حين يتم الاستمتاع بها على البوسفور في شكل طبق دون أي صلصات أو سلطات إضافية. يقدم في ألمانيا على شكل "ساندوتش" بالخبز التركي أو مع البطاطس المقلية إلى جانب سلطات وصلصات مختلفة. وهذا هو بالضبط الخليط المبتكر الذي ساهم في انتصار هذا الطبق خلال العقود الأخيرة، وفق صحيفة "غاينيشه بوست" الألمانية. إذ يقدر حجم المبيعات السنوية لصناعة الكباب في ألمانيا وحدها بنحو 2.4 مليار يورو.
في غضون ذلك تقدمت عدة جمعيات تركية بطلب يلزم مطاعم الاتحاد الأوروبي بالاستغناء عن مكونات مثل الدجاج، أو لحم العجل أو الخضار واستخدام لحوم الحملان أو الماشية التي لا يقل عمرها عن 16 شهراً.
بالإضافة إلى مواصفات تخص مدة تتبيل اللحم، والتركيب الدقيق للتوابل المستخدمة، ووقت الشوي، والمسافة بين سيخ اللحم ومصدر الحرارة. ما يعني أن تحضر وجبة "دونر كباب" تماماً كما يتم تحضيرها في تركيا، وإلا لا ينبغي أن يطلق عليها اسم "دونر كباب".
النسخة التركية مقابل الألمانية؟
في المقابل قوبل هذا القرار بموجة من الرفض والاعتراض في ألمانيا. فقد حذر الاتحاد الألماني للفنادق والمطاعم "DEHOGA" من خطوة تنظيم تحضير دونر كباب وفق مواصفات المتقدمين الأتراك، فسيكون لذلك "عواقب وخيمة على مؤسسات تقديم الطعام والمستهلكين"، وفق المديرة التنفيذية للاتحاد، أنغريد هارتغيس.
من جانبه يرى الخبير في علم الاجتماع من برلين، إيبرهارد سايدل، مؤلف كتاب "التاريخ الثقافي للكباب"، نقلاً عن صحيفة "غاينيشه بوست" الألمانية، أن "أساليب الإنتاج المعقدة للغاية التي طورها مهاجرون أتراك في ألمانيا "مهمة" في تطوير "دونر كباب" والنجاح الكبير الذي حققته هذه الوجبة في ألمانيا والعالم.
في المقابل، يرى الخبير في علم الاجتماع أن "النسخة التركية لم تحظ بالقبول ذاته". ومع ذلك، يعترض أصحاب المطاعم الأتراك على ذلك وعلى مزاعم إنتاج "دونر كباب" في مرافق إنتاج مشكوك فيها وفي ظل ظروف صحية سيئة. ويتعين على الاتحاد الأوروبي الآن حمايته باعتباره "جزءاً من ثقافة" تركيا.
يذكر أن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قد اصطحب معه على متن طائرته خلال رحلته إلى تركيا، سيخ شاورما مجمدة تزن 60 كيلوغراما. ووفق وسائل إعلام مختلفة، كان الهدف من رحلة شتاينماير هو التشديد على العلاقات الوثيقة التي توحد مواطني البلدين، ولا سيما مساهمة جميع الأتراك الذين جاؤوا للعمل في ألمانيا منذ ستينات القرن العشرين.
إ.م