ذهاب البوندسليغا بين سقوط دورتموند وتألق بادربورن

لا يخفى على المتتبعين أن بايرن ميونيخ يغرد خارج السرب في سماء الدوري الألماني. تصدر الفريق لمرحلة الذهاب وبفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه يجعله – وخاصة بالنظر لجوقة النجوم التي يقودها المايسترو غوارديولا – المرشح الأبرز لحصد اللقب وربما في زمن قياسي.

مرحلة الذهاب كانت شاهدا أيضا على صعود نجم فريق فولفسبورغ، ليحل ثانيا في الترتيب برصيد 34 نقطة، وبفارق 6 نقاط أمام ليفركوزن الثالث. فريق الذئاب لم يكن من بين الأربعة الأوائل في الترتيب منذ إحرازه اللقب في موسم 2008/2009. نحاول فيما يلي القيام بجرد حساب مختصر لأبرز ملامح ذهاب هذا الموسم.

مفاجآت الذهاب

لنتحدث بداية عن المفاجآت الإيجابية في ذهاب موسم 2014/2015: المفاجأة الأولى هي فريق بادربورن. هذا الفريق الصاعد للمرة الأولى إلى دوري الدرجة الأولى انتزع صدارة الترتيب في المرحلة الرابعة، وسط دهشة الجميع. لاعبو المدرب أندريه برايتنرايتر هم الأقل من حيث القيمة السوقية بين فرق البوندسليغا (حوالي 24 مليون يورو). ورغم أن بادربورن غادر المراكز الأولى في ختام الذهاب (حاليا يحتل المركز العاشر برصيد 19 نقطة)، إلا أن هذا المركز يبقى أيضا مركزا متقدما نسبيا، بالنظر إلى أسماء الفرق التي تأتي خلفه في سلم الترتيب.

فريق أوغسبورغ قدم هو الآخر نصف موسم استثنائيا، هو الأفضل في تاريخ النادي. المركز السادس برصيد 27 نقطة، وبفارق الأهداف فقط خلف صاحبي المركزين الرابع والخامس، أمر لم يكن أشد المتفائلين بأوغسبورغ يتوقعه عند انطلاق الدوري. والآن باتت جماهيره تمني النفس بأن يواصل الفريق انتصاراته لحجز إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

خيبة تاريخية

لعل المفاجأة (السلبية) الأكبر في ذهاب هذا الموسم من البوندسليغا تمثلت في أن بوروسيا دورتموند (وصيف الموسم الماضي) سيهبط إلى الدرجة الثانية، في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن. وما يجعل جمهور الكرة الألمانية يضرب أخماسا بأسداس هو تألق دورتموند أوروبيا بشكل ملفت أمام فرق ليست بالسهلة، وتأهله إلى دور الـ16 متصدرا لمجموعته. فلماذا يا تلاميذ كلوب هذه الازدواجية في النتائج؟!

المركز قبل الأخير وفقط بفارق هدف واحد عن المركز الأخير، أمر لم يعتد عليه تلاميذ المدرب يورغن كلوب، الذي يبدو الآن في وضع لا يحسد عليه، رغم إعلان إدارة دورتموند تجديد الثقة به. مارك زورك، مدير الكرة بالفريق الألماني، قال في تصريحات لموقع "كيكر" الرياضي عقب اجتماع مطول جمعه بالمدرب كلوب والرئيس التنفيذي للنادي هانز يواخيم فايتسكه: "نحن على قناعة كبيرة بأننا سنخرج سويا من هذا الوضع الصعب".

وتلقى دورتموند هزيمته الـ11 في الدوري الألماني يوم السبت الماضي ( 20 كانون الأول/ ديسمبر) إثر سقوطه أمام منافسه فيردر بريمن. كلوب استبعد بدوره طرح موضوع الاستقالة حاليا، وأكد تمسكه بالبقاء على رأس الإدارة الفنية لأسود فيستفاليا.

فهل سيتمكن كلوب من إعادة الحياة مجددا لفريقه؟ للأسف، لا يوجد ما يؤكد بأن دورتموند سيصبح أفضل في الإياب. نجم الدفاع الألماني ماتس هوملز أعلنها بكل وضوح: "ليس هناك ضمان، بأن الأمور ستتحسن". ووضع هوملز، الذي تتحدث الصحافة الألمانية عن قرب رحيله من دورتموند، النقاط على الحروف، عندما أعلن بصراحة: "من المذهل أننا أصبحنا مثيرين للشفقة". وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة ميرور البريطانية "لقد لعبنا جيدا على ملعبنا في الأسابيع الأخيرة لكن ليس بالشكل المطلوب".

والآن ينتظر الجميع ماذا يمكن أن يفعل كلوب خلال فترة الأسابيع الخمسة، قبل انطلاق مرحلة الإياب. حينها ستدق ساعة الحقيقة مجددا عندما يواجه ليفركوزن القوي في الـ31 من كانون الثاني/ يناير المقبل.