رئاسة الاتحاد الأوروبي تطالب بمحكمة حول جرائم حرب في إيزيوم
١٧ سبتمبر ٢٠٢٢دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2022) إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب، إثر العثور على مئات الجثث في مقابر جماعية قرب مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا بعد استعادتها من القوات الروسية.
وكتب وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للتكتل الأوروبي، في تغريدة السبت "في القرن الحادي والعشرين، لا يمكن تصور اعتداءات شنيعة كهذه على السكان المدنيين".
وتابع "علينا ألا نتجاهلها. نطالب بمعاقبة جميع مجرمي الحرب" مضيفا "أدعو إلى إنشاء محكمة دولية خاصة في أسرع وقت تتولى ملاحقة جريمة العدوان".
وأعلنت السلطات الأوكرانية الجمعة العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.
وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الاقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. وأورد المكلف الحقوق الانسانية الاوكراني دميترو لوبينتس عبر تلغرام "الأرجح أن أكثر من ألف مواطن أوكراني تعرضوا للتعذيب والقتل في الأراضي المحررة من منطقة خاركيف". كما أفاد مدير الشرطة الوطنية إيغور كليمنكو عن العثور على عشر "غرف تعذيب" في البلدات التي استعيدت من الروس في منطقة خاركيف، بينها ست في إيزيوم.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في فيديو عبر تلغرام بجرائم جيش من "القتلة والجلادين". وأثار العثور على المقابر الجماعية موجة استنكار في الغرب بعد نحو خمسة أشهر على انسحاب القوات الروسية من محيط كييف في نهاية آذار/مارس تاركة خلفها جثث مئات المدنيين يحمل العديد منها آثار تعذيب وإعدامات، ولا سيما في بلدة بوتشا.
وقال زيلينسكيفي رسالته اليومية عبر الفيديو مساء الجمعة "يجب أن يتحرك العالم حيال كلّ ذلك. روسيا كررت في إيزيوم ما سبق أن فعلته في بوتشا"، مثنيا على إعلان الأمم المتحدة إرسال فريق للمشاركة في التحقيق الأوكراني.
وأعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن استنكارهما محملين الإدارة الروسية المسؤولية. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة في بيان "ستُحاسب روسيا وقادتها السياسيون وجميع المتورطين في الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا".
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الخميس قبل العثور على المقابر الجماعية والجثث في إيزيوم، إلى مثول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام القضاء الدولي لارتكابه جرائم حرب.
استمرار المعارك شرق أوكرانيا
ميدانيا، تتواصل المعارك وعمليات القصف بعدما استعادت القوات الأوكرانية المزودة بأسلحة غربية آلاف الكيلومترات المربعة من الروس في إطار هجوم مضاد شنته في شمال شرق البلاد. في كوبيانسك التي استعادتها القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي، تتواصل المواجهات مع الجيش الروسي المتحصن في الطرف الشرقي من نهر أوسكيل، على ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
ولم تكن الشرطة الأوكرانية دخلت بعد إلى مركز الشرطة المتضرر وأمام مدخله علم أحمر للجيش الروسي ممزق ومرمي أرضا. وأعلنت قيادة الأركان الأوكرانية في بيان أن "العدو شن خلال النهار أربع ضربات صاروخية و15 ضربة جوية، إضافة إلى أكثر من عشرين ضربة براجمات الصواريخ على مواقع مدنية وعسكرية في أوكرانيا".
وفي منطقة خاركيف، قتلت فتاة عمرها 11 عاما حين سقطت صواريخ روسية على بلدة تشويغيف، بحسب ما أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف. وفي شرق البلاد، أفاد حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو أن "الغزاة الروس قصفوا" محطة حرارية صباح السبت في ميكولايفكا، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء الأوكرانية تكافح الحريق الذي اندلع فيها وأن القصف أدى إلى انقطاع مياه الشرب.
واتهم القوات الروسية بأنها "تستهدف بصورة متعمدة البنى التحتية في المنطقة لإلحاق أكبر ضرر ممكن، وفي المقام الأول بالسكان المدنيين". وكان أفاد في وقت سابق عن مقتل مدنيَّين وإصابة 11 بجروح بالنيران الروسية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وفي منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة أكد الحاكم المحلي فالنتين ريزنيتشنكو أن "الروس أطلقوا النار طوال الليل على منطقة نيكوبول بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة"، مشيرا إلى أن القصف ألحق أضرارا مادية جسيمة بدون أن يتسبب بوقوع ضحايا. غير أن رئيس المجلس المحلي ميكولا لوكاتشوك أفاد عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى جراء النيران الروسية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وفي الجنوب، قال حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم "قتل شخص في دميتريفكا جراء القصف العدو". وينفي الجيش الروسي أن يكون يستهدف بنى تحتية مدنية أو مناطق سكنية، وتؤكد القيادة العسكرية في موسكو أنها تشن ضربات "عالية الدقة" على مواقع أوكرانية في منطقتي ميكولاييف وخاركيف.
أما بالنسبة لمحطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا والتي كانت خلال الأسابيع الماضية وسط مواجهات بين الروس والأوكرانيين أدت إلى وقف كل مفاعلاتها، فأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت إعادة ربطها بشبكة التيار الكهربائي الأوكرانية، ما يسمح بضمان تبريد المفاعلات.
ز.أ.ب/ص.ش (أ ف ب)