رجال أعمال فلسطينيون شباب ـ مشاريع عابرة للحدود
٢٤ سبتمبر ٢٠١٩الشابة الفلسطينية روان علوي لا تحتاج إلى وقت طويل لشرح نموذجها التجاري. تخرج هاتفها النقال من حقيبتها وتكشف عن صور من شوارع من رام الله ومواقع أخرى في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية بالضفة الغربية. في الصور رجال يقفون على جنبات الطريق أو جالسين ينتظرون عروض عمل، إنهم عمال بناء. "كثير من العمال في فلسطين يحاولون العثور على عمل". وفي الوقت ذاته تبحث شركات بناء عن عمال مختصين ولا تجدهم، تقول روان.
منصة رقمية لعمال البناء
نشأت فكرة إطلاق منصة رقمية يسجل فيها عمال البناء والشركات أسماءهم، لتنسيق العرض والطلب بشكل أفضل. "Amalwork.com" اسم الموقع الذي أطلقته روان علوي مع والدها، الذي يملك شركة بناء. في الشهرين الأولين سجل 600 عامل بناء أسماءهم ومعلومات عن قدراتهم وأمكاناتهم المهنية. خلال فترة قصيرة نسبيا نجح الموقع في الوساطة والجمع بين عمال يبحثون عن عمل وشركات بناء تبحث عن عمال، وحصلت روان وموقعها على رسوم الوساطة من الشركات.
وتعتقد الفلسطينية الشابة أنه بفضل الرقمنة يمكن تجاوز الحدود، وتقول "نحن نتجاوز الحدود في عملنا"، لكنها لا تعتزم التوسط لإرسال عمال إلى اسرائيل، لأنه من الصعب الحصول على تراخيص عمل، كما توجد تجارة كبيرة في السوق السوداء بهذه التراخيص، تقول روان علوي.
فرص عمل في الأراضي الفلسطينية
يعتبر كثير من الشباب الفلسطينيين التكنولوجيا والإبداع فرصة لإيجاد فرص عمل وتأمين دخل شهري. "لا حدود للإبداع. عن طريق الانترنيت يمكننا الوصول إلى الجميع، والعالم يتحول إلى قرية صغيرة"، تقول أماني ابو طير، مؤسسة منصة "Wazza.Inc" الرقمية في القدس.
أبو طير هي سيدة أعمال شابة تم تكريمها أكثر وحصلت على جوائز منها "جائزة أفضل مبتكر للإبداع والابتكار الفلسطينية". وتستخدم منصة "Wazza.Inc" الذكاء الاصطناعي لدعم التلاميذ والطلبة في التحصيل الدراسي. وتقول أماني "يبذل رجال الأعمال الفلسطينيين كل جهودهم لبلورة مستقبلنا". لكن شركتها لا تستطيع تجاوز الحدود القائمة على الأرض. "إنه صعب جدا السفر من القدس إلى رام الله. إذ يجب المرور عبر عدة نقاط تفتيش. لكن في العالم الرقمي (الافتراضي) لست مجبرة على تجاوز الحدود".
نظام بيئي حيوي
غير معروف كم هو عدد االشركات الناشئة أي "Start-upps" في الأراضي الفلسطينية، ولا توجد أرقام رسمية. لكن أماني أبو طير لها شبكة تواصل واسعة وتقدر عدد تلك الشركات ببضع مئات، وهي تتحدث عن نظام بيئي حيوي نشأ في السنوات الأخيرة.
ويفيد "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" بأنه يعيش اليوم نحو خمسة ملايين شخص في الأراضي الفلسطينية، وتصل نسبة البطالة بين الفلسطينيين الشباب رسميا إلى نحو 27 في المائة، لكن في الواقع هي أعلى من ذلك.
مختبر للعالم العربي
علي جميل اسماعيل يريد تغيير هذا الوضع. فهو يعمل منذ عام 2018 لدى شركة "Flow Accelerator" في رام الله حيث يتم دعم ستة من الشركات الناشئة. وهناك مرشدون واستشارات قانونية وعدة جهات مانحة. ويؤكد اسماعيل بأن هدفهم هو إيجاد مركز يقدم كل ما تحتاجه الشركات الناشئة ويضيف "نحن نريد إقامة نظام بيئي فعال للمشاريع المبتدئة في فلسطين".
ويعرب اسماعيل عن تفاؤله لوجود مستثمرين في الأردن ومصر وسويسرا يمكن أن يدعموا الشركات الناشئة. ويختم حديثه بالقول "نتوفر على ولوج محدود إلى باقي العالم، نحتاج في كل مكان لتأشيرة دخول . لكن بإمكاننا استخدام فلسطين كمختبر لمنتجاتنا، التي يمكن أن تلقى الإقبال في جميع أنحاء العالم العربي".
مانويلا كاسبير كلاريدج/ م.أ.م