ردود فعل أوروبية إيجابية على فوز حزب العدالة والتنمية التركي
٢٣ يوليو ٢٠٠٧بينت النتائج غير الرسمية للانتخابات التركية حصول حزب العدالة والتنمية على 47 بالمائة من أصوات الناخبين الأتراك بزيادة حوالي 12 نقطة عن عام 2002. ورغم زيادة نسبة المؤيدين لهذا الحزب إلا أن توحد أحزاب المعارضة سيؤدي إلى حصول حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي على 341 مقعدا من 550 مقعدا وهو ما يقل عن المقاعد الـ 363 التي يشغلها حاليا.
المفوضية الأوروبية ترحب بفوز حزب العدالة والتنمية
وفي أول رد فعل أوروبي على نتائج الانتخابات التركية هنأ جوزيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية رئيس الوزراء التركي طيب إردوغان على الفوز. وأشار باروسو الى التزام إردوغان بعلاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وقال باروسو في بيان صدر عنه: "إن هذا الفوز يأتي في وقت مهم للشعب التركي حيث تتحرك فيه البلاد إلى الأمام بإصلاحات سياسية واقتصادية".
من جهته قدم أردوغان عقب إعلان نتائج الانتخابات التزامه الشخصي بالتحرك الثابت صوب الانضمام للاتحاد الأوروبي. وقال فرانكو فراتيني، مفوض شؤون العدالة والأمن بالاتحاد الأوروبي، لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية إن إردوغان ساعد بالفعل في تقريب تركيا من أوروبا سياسيا واقتصاديا وحثه على مواصلة الخطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان والمحافظة على العلمانية في تركيا.
السويد وبريطانيا تريدان علاقة أوثق مع تركيا
وكانت المفاوضات الأوروبية- التركية بشأن ضم تركيا للإتحاد الأوروبي قد توقفت جراء نزاع تجاري مع قبرص. وتقف فرنسا حاليا ضد انضمام تركيا للاتحاد حيث يعارض رئيسها الجديد نيكولا ساركوزي هذا الأمر. ورغم ذلك فإن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت قال إنه يعتقد أن هذا الفوز سيزيد تركيا قربا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف الوزير السويدي للصحفيين عند وصوله لحضور اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل: "لقد أعيد انتخابهم (حزب العدالة والتنمية) بتفويض إصلاحي قوي للغاية لمواصلة الإصلاحات الأوروبية التي كانوا ينفذونها خلال الأعوام القليلة الماضية".
وحثت بريطانيا الأسرة الأوروبية على دعم جهود إردوغان لقيادة حكومة مستقرة. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قبل حضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "من المهم للغاية في شتى أنحاء أوروبا أن نمد أيدينا للحكومة الجديدة في تركيا عندما تتشكل. الوضع السياسي المستقر والأمن في تركيا في مصلحتنا بشكل كبير".
"فوز حزب العدالة والتنمية لا يهدد العلمانية التركية"
وكان حزب الشعب الأوروبي، وهو حزب يمثل أهم الأحزاب المسيحية والمحافظة في الدول الأوروبية في البرلمان الأوروبي، قد رحب بفوز إردوغان في الانتخابات البرلمانية. وقال رئيس الحزب الألماني فيلفريد مارتينز: " إن فوز حزب العدالة والتنمية يؤكد دوره كقوة سياسية يعتمد عليها وذات توجه أوروبي واضح".
أما عضو البرلمان الأوربي البارز عن تحالف الأحزاب الخضراء الأوروبية جيم أوزديمير (ألماني من أصول تركية) فقال في مقابلة مع موقع دويتشه فيله إنه لا يرى في فوز حزب العدالة والتنمية تهديدا للعلمانية التركية مشيرا إلى أن "الأمر هو على العكس من ذلك". وبين أوزديمير أن على الاتحاد الأوروبي الآن أن يجدد مفاوضاته مع تركيا بشأن انضمامها للاتحاد موضحا أن فوز حزب العدالة والتنمية يضع الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي.
كما وافق أزدمير في هذا الموقف الباحث الألماني كريستوف نويمان الذي يعمل في جامعة بيلجي في إسطنبول، حيث قال أنه يكاد لا يوجد مفكرون ومثقفون إسلاميون أتراك يحملون فكرة تأسيس جمهورية إسلامية. ويؤكد نويمان أنه حتى إسلام الدولة العثمانية كان "إسلاما في خدمة مفهوم الدولة" وليس العكس. لذا يرى الباحث أنه لا يوجد أساس للمخاوف التي تقول بإمكانية تحول تركيا إلى جمهورية إسلامية على غرار إيران.