ركوب موجة المياه داخل ميونيخ يستقطب الكثير من عشاق اللعبة
٧ سبتمبر ٢٠١٠يستقطب نهر آيسباخ، وهو جدول كبير في الحديقة الانجليزية معروف بسرعة تدفق مياهه، يستقطب يوميا أعدادا كبيرة من عشاق التزحلق على المياه أو من يسمون براكبي موجات المياه. ويمر عبر الجدول حوالي 20 طنا من المياه الباردة في الثانية الواحدة. وهو أمر يفتتح شهية المغامرين من الرياضيين وغيرهم ممن يجدون في ركوب موجة اصطناعية سببها وجود بضعة أحجار في قعر النهر، متعة كبيرة.
الجدول الأخضر في ميونيخ يعتبر جنة للمتزحلقين على موجات المياه، خصوصا وان كمية المياه تساعد على اصطناع موجة يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار. وباتت ظاهرة التزحلق على أمواج آيسباخ في ميونيخ هدفا لزوار المدينة وللكثير من الفضوليين، الذين يصطفون على جسر يمر فوق النهر أو على الضفاف لمراقبة تمتع المتزحلقين. ونظرا لشدة برودة مياه النهر العريض، يتوجب على المتزحلقين ارتداء ملابس خاصة تقيهم برودة الماء المتدفق بشدة. ويقفز عشاق اللعبة بين الحين و الآخر إلى موجات مياه تصل درجة حرارتها 12 درجة مئوية فقط. وإذا حالف الحظ أحد القافزين في الماء فيمكن له إن يتزحلق لعدة دقائق متواصلة.
لم يكن المشهد جميلا دوما
كارستين كورنيس واحد من عشاق هذه اللعبة الجميلة، كما يصفها بنفسه، وبدأ ممارستها قبل حوالي 24 عاما، وتحديدا في أحد أيام شهر تشرين الثاني/ نوفمبر. ومنذ ذلك اليوم يمارس هوايته المفضلة هذه بشكل يومي تقريبا وحتى في فصل الشتاء، حيث تنخفض درجة حرارة المياه في الجدول إلى أربع درجات مئوية، فيما تصل درجة حرارة الماء في الصيف إلى حوالي 15 درجة مئوية.
لكن درجة حرارة المياه لا تلعب دورا مهما بالنسبة للمخضرمين من عشاق التزحلق على الأمواج. ويذكر كورنيس تلك الأيام التي كان يراقب فيها حركة رجال الشرطة في المكان كي لا يعتقل من قبلهم، حيث كانت ممارسة هذه الهواية ممنوعة آنذاك. ويقول كورنيس إنه كان يراقب بعين واحدة الشرطة وبالعين الأخرى حركة موجة الماء في الجدول. كورنيس يقضي أحيانا يوما بأكمله في ركوب الموجات، بغض النظر عن درجة حرارة الماء أو الطقس عموما.
حادث غرق استرالي كاد يغلق جنة التزحلق
قبل ثلاث سنوات غرق متزحلق استرالي في الجدول. وهدد هذا الحادث بإنهاء متعة المتزحلقين، حيث قرر متعهد الحديقة الانجليزية منع المتزحلقين من ممارسة هوايتهم المفضلة. لكن عمدة مدينة ميونيخ المعروف بشعبيته، كريستيان أوده تدخل شخصيا لإنقاذ موقع التزحلق في ميونيخ، فقدمت البلدية مقترحا بتبديل المناطق المحاذية لنهر آيسباخ داخل الحديقة الانجليزية بأخرى خارج الحديقة. وقد ساهم هذا الاقتراح في استمرار تمتع هواة ركوب الموجات المائية بهوايتهم.
وبرر مدير دائرة البيئة في بلدية ميونيخ موقف إدارته بالقول: "إن المدينة تحصل على دعاية كبيرة جراء هذه اللعبة، وميونيخ مدينة مفتوحة للجميع ومعروفة بولعها بالرياضة عموما ومن الطبيعي أن تحتضن هذا الموقع الطبيعي على نهر آيسباخ الذي يصطنع فيه ربما أكبر موجة مياه في نهر داخل مدينة في العالم".
آنيا زايلر/ حسن ع. حسين
مراجعة: عبد الرحمن عثمان