روتنبورج: رحلة رومانسية في العصور الوسطى
١٢ أغسطس ٢٠٠٦تتميز مدينة "روتنبورج أوب در تاوبر" بطابعها الخاص الذي يعود إلى القرون الوسطى، كما يضفي عليها احتفاظها بسورها القديم بأكمله وبمبانيها العريقة رونقاً معمارياً ثميناً. وتعد هذه المدينة الصغيرة، التي يقطنها 12 ألف ساكن الزوار، تعد إحدى أكثر المدن السياحية في ألمانيا، لأنها كبلدة فرانكونية قديمة من عصر القيصرية، ظلت منذ حرب الثلاثين عاماً داخل السور المحيط بها دون تغيير يذكر. وللمدينة القديمة تاريخ طويل يرجع إلى عام 970 م، حيث بنيت أبرشية في وادي نهر التاوبر ومن هنا جاءت تسمية "أوب در تاوبر". وفي عام 1172 بنيت المدينة بأسوارها وبأبراجها، ومازال البرج الأبيض وبرج ماركوس وقوس رودر قائمين كما بنيوا. يذكر أنه تهدم جزء من المدينة من قبل جيوش الحلفاء أثناء الحرب عام 1945، إلا أنه أعيد بناؤه مجدداً بنفس الأسلوب القديم تماماً.
رحلة تاريخية في منتصف "الطريق الرومانسي"
وتقع المدينة القديمة في منتصف "الطريق الرومانسي" الممتد من مدينة فورتسبورج حتى مدينة فوسن. هذا الطريق الذي أنشئ في عام 1950 لجذب السياح إلى ألمانيا، يضم عددا من المدن السياحية ذات الطابع الرومانسي. وعلاوة على ذلك فإن منظر المدينة الإمبراطورية سابقاً الواقعة على مرتفع في وادي التاوبر يعد في حد ذاته عملاً فنياً رائعاً. كما تقع المدينة أيضاً على "طريق القلاع"، فمازالت الحديقة الرائعة لقلعتها المشهورة من أجمل المزارات السياحية بها.
ونظرا لحضور الماضي القوي تعد الرحلة إلى روتنبورج رحلة بآلة الزمن عبر التاريخ، فيشعر المتجول في شوارع المدينة الصغيرة وأزقتها بأنه انتقل بأعجوبة إلى العصور الوسطى. فمبنى البلدية التاريخي وبرج الأجراس بالإضافة إلى كنيسة القديس يعقوب وكنيسة دتفانجر تعد من أهم معالم المدينة.
مرحباً في مدينة المتاحف
وبالإضافة إلى كون المدينة متحفاً مفتوحاً بمنازلها وشوارعها القديمة، تعتبر روتنبورج أيضاً مركزاً لعدد من المتاحف من بينها متحف مدينة الرايخ، ومتحف رقصة الأغنام، ومتحف الجريمة، حيث تعرض وسائل العقاب المختلفة التي كانت تستخدم في العصور الوسطى. أما أشهر متاحفها فهو متحف العرائس واللعب، ومتحف عيد الميلاد الذي يحكي تاريخ تقاليد الكريسماس في ألمانيا والعالم. كذلك ينعكس التاريخ الزاخم للمدينة على العروض الفنية للمهرجانات التاريخية: "سيد الشاربين"، المسرحية التقليدية التي كتبها آدم هوربر في القرن التاسع عشر. قدمت المسرحية لأول مرة عام سنة 1881، في الذكرى 250 لأسوأ فترة في تاريخ حرب الثلاثين عام. أما مهرجان "رقصة الأغنام"، فقد خصص ليتوج تاريخ المدينة الذي اعتمد بشكل كبير على رعاية الأغنام وأعمال النجارة. وبالإضافة إلى هذين الاحتفالين، تزدحم السنة بالاحتفالات المختلفة والمهرجانات، التي من أشهرها المهرجان الهزلي حيث تعرض مسرحيات هانز زاكس، أحد الكتاب الهزليين المشهورين، وكان صانع أحذية كتب مئات المسرحيات والأشعار وهناك أيضاً احتفال المدينة الإمبراطورية وسوق عيد الميلاد المشهور.
الجانب الاقتصادي لروتنبورج
إلى جانب أهميتها السياحية والتاريخية، تحتل مدينة روتنبورج موقعا اقتصاديا متميزا. وهي تعتمد بشكل خاص على الصناعات والأعمال اليدوية المتميزة في العصور الوسطى، وإلى جانب ورش شركة الأدوات الكهربائية المشهورة آه.إي.جي وإحدى كبرى شركات صناعة المطابخ الألمانية. كذلك تعد صناعة الآلات والهندسة الكهربائية والطباعة وتصنيع اللدائن من أهم الصناعات في المدينة، حتى تم تخصيص منطقة صناعية للنهوض بهذه الأعمال.