روسيا تحتفل بالذكرى الـ65 لنهاية الحرب العالمية الثانية بمشاركة غربية
٩ مايو ٢٠١٠تحتفل روسيا اليوم الأحد (7 أيار / مايو) بالذكرى الخامسة والستين للانتصار على الجيش الألماني النازي في الحرب العالمية الثانية. وبهذه المناسبة شاركت قوات من دول أعضاء في حلف الناتو للمرة الأولى في الساحة الحمراء في العاصمة موسكو في أكبر عرض عسكري ينظم في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وشارك في الاحتفالات زعماء أجانب من بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والزعيم الصيني هو جين تاو، فيما عدل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني عن المجيء بسبب الأزمة المالية، التي تهز منطقة اليورو. وسار أكثر من عشرة آلاف جندي روسي وعشرات الدبابات والآليات المصفحة لنقل الجند ووحدات إطلاق الصواريخ وثلاثة صواريخ نووية عابرة للقارات من نوع توبول-ام في الساحة الحمراء. ولأول مرة شارك عشرات الجنود من فرنسا وبريطانيا وبولندا والولايات في الاحتفالات الروسية.
دول حلف الناتو تشارك في الاستعراضات العسكرية في موسكو
وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في خطابه "قبل 65 عاما هُزمت النازية وتوقفت آلة إبادة الإنسان". وأضاف أمام آلاف الجنود "كانت هناك دماء ودموع، ولم يكن هناك خيار آخر غير الانتصار أو العبودية"، لافتا إلى أن الحرب العالمية الثانية قد جعلت من بلاده "دولة قوية". وعقب الخطاب هتف الجنود الروس له بصوت واحد. وكان جنود الكتيبة ال75 الممثلون للجيش البولندي، وهي وحدة متخصصة في العروض العسكرية و الاحتفالات الرسمية، في طليعة القوات الممثلة للناتو، التي دخلت الساحة الحمراء. وتمثلت فرنسا بفيلق النورماندي-نيمان للمطاردة، وهي وحدة قتالية قديمة في سلاح الجو الفرنسي تأسست إبان الحرب العالمية الثانية.
أما الولايات المتحدة فقد أرسلت فرقة من الكتيبة الثانية في فيلق سلاح المشاة الثامن عشر، فيما أرسل الجيش البريطاني وحدته الشهيرة المعروفة باسم "ويلش غاردز" (حرس الويلز) بلباسها الأحمر وقبعاتها السوداء المصنوعة من الفرو. وشارك في الاحتفالات أيضا جنود من جمهوريات سوفيتية سابقة عدة، منها كازاخستان وأذربيجان وأوكرانيا وأرمينيا ومولدافيا. كما نظمت عروض عسكرية مشابهة واحتفالات بيوم الانتصار على النازيين في سبعين مدينة في سائر أرجاء روسيا، شارك فيها 51 ألف جندي في الإجمال.
الحزب الشيوعي ينتقد مشاركة "عدو الأمس" في الاحتفالات الروسية
من جهتها انتقدت المعارضة الليبرالية الروسية السلطة الروسية لحجم هذه الاحتفالات التي تكلفت -فقط في موسكو- 3.1 مليار روبل أي ما يعادل 34 مليون يورو. فيما توعد الشيوعيون في روسيا، الذين يمثلون أكبر حزب معارضة في البلاد، بتنظيم مسيرة احتجاجية في وسط موسكو بعد العرض العسكري وترديد هتافات ضد قوات حلف شمال الأطلسي، التي سارت في الميدان الأحمر الذي يضم أيضا جثمان بطلهم الثوري فلاديمير لينين.
وقال سيرغي أوبوخوف، وهو عضو في اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي، "لم تظهر قط قوات أجنبية في الميدان الأحمر"، مشيرا إلى أن"وجود جنود أجانب وفي أيديهم سلاح أمر مخالف للتقاليد". وأشاد أوباما، الذي لم يتمكن من الحضور إلى موسكو بسبب ارتباطه بمواعيد أخرى بدعوة قوات حلف شمال الأطلسي. وقال في بيان "أظهر الرئيس ميدفيديف قيادة رائعة في تكريم تضحيات من سبقونا وفي التحدث بصراحة شديدة عن قمع الحقوق والحريات الأساسية في العهد السوفيتي."
(ش.ع / د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: هشام العدم