رينغو ـ جلاد بافاريا يعدم ضحاياه في مهرجان البيرة
٦ أكتوبر ٢٠١٣يتحدث هذا الفنان بلهجة بافارية ثقيلة قائلاً: "لا داعي للقلق، فقط سيتم قطع الرأس". ويجسد رينغو دور جلاد مهرجان أكتوبر العريق، فتعابير وجهه القاسية تلفت الانتباه، إضافة الى شاربه الأسود الكثيف ومكياج شاحب اللون للوجه، مرتدياً قبعة سوداء كبيرة.
وترافق رينغو في هذا العرض المسرحي صديقته التي ترتدي لباساً أسود على الطراز القديم وقبعة طويلة. وتقول إن الشخص الذي سيتم إعدامه تتم تغطيته بحقيبة هلامية وبالتالي يصبح غير قادر على سماع أو مشاهدة ما يدور حوله، مضيفة أن "كل ما هو مفقود الآن هو ضحية تلك الأعمال الشنيعة".
400 عرض كل سنة
يقدم الجلاد ومساعدته هذه العروض نحو 25 مرة يومياً خلال 16 يوماً التي هي عمر مهرجان أكتوبر. ويعتبر عرض الإعدام الأكثر جاذبية لدى زوار مسرح شليشتل، ويعود تاريخه إلى عام 1869. بدوره، يصف رينغو هذا العمل الذي دأب على لعبه منذ ثلاثين عاماً بأنه روتيني.
هذه المرة، تم اختيار الضحية من وسط مجموعة من سيدات يرتدين الزي التراثي البافاري المسمى "ديرندل"، والذي تختلف مقاييسه وألوانه حسب القرية والمنطقة. تصعد الضحية إلى خشبة المسرح بإرادتها نحو المقصلة ليتم قطع رأسها. وفي الوقت الذي يضع فيه الجلاد ومساعدته غطاء الإعدام على رأس الضحية، تضحك صديقاتها ويرددن هتافات تشجيعية.
يعطي الجلاد رينغو الأوامر للضحية قبل "الموت" بأن تبقي رأسها مستقيماً، فهذا "يجعل الموت أسهل"، على حد قوله، بينما يدخل هدير صوته الفرح والسرور على الغربان التي تقف بالقرب من المقصلة. كما توجد لوحة إرشادية خلف المقصلة توضح الوضعية الصحيحة للإعدام.
ويصل المشهد المسرحي لذروته عندما يسود الصمت والترقب أوساط الجمهور الذين يحدقون في شفرة المقصلة وينتظرون أن يبدأ الجلاد بالعد التنازلي لإنزالها على رأس الضحية. وبعد سقوط شفرة المقصلة، يصرخ الحاضرون بأعلى صوتهم ابتهاجاً بهذا العمل الفني، عندما يقطع الحبل وبالطبع لا أحد يصاب بأي أذى في الواقع.
دون أي مؤثرات خارجية
يرافق هيلمار- ماكسيميليان، الذي يلعب دور "جلاد مهرجان أكتوبر" فريق من 11 فناناً يقدمون عروضاً مسرحية وفنية تشمل أعمال سحر وخفة ورقص. ويستغرق كل عرض فني 15 دقيقة. ويعلق ماكسيميليان أن هذه الأعمال المسرحية تلاحقه إلى غرفة نومه، فهو بحاجة إلى ساعتين حتى يتمكن من النوم. لكنه يعتقد أن هذه الأعمال تكون مميزة أكثر خلال فترة مهرجان أكتوبر السنوي.
ويستطرد قائلاً: "ما يميز هذه الأعمال الفنية أنها تقليدية وبسيطة في الوقت نفسه. فهي تعود بالمشاهد إلى القرن التاسع عشر بدون أي تأثيرات تقنية، وهذا يجذب الجمهور ويجعلهم يتفاعلون أكثر مع عملية الإعدام الوهمية".
جدير بالذكر أن هذا العرض يقدم يومياً منذ شروق الشمس وحتى غروبها طيلة فترة المهرجان. ويقدر رينغو عدد الذين تم إعدامهم بنحو 14 ألف شخص خلال مسيرته المهنية. وكان رينغو قد اختار هذه المهنة بعدما أعجب بالأعمال التي كان يقدمها سلفه بريتوريوس، الذي استمر في تقديم هذه العروض المسرحية حتى بلوغه الثانية والتسعين من العمر.ويختتم رينغو القول بأنه يجب أن يتقاعد في هذا الوقت، إلا أنه لا يستطيع أن يبتعد عن خشبة المسرح.