زلزال العصر يودي بحياة أكثر من 30 ألف شخص ومشرف يطلب المساعدة من الأسرة الدولية

بدأت المعونات الدولية تتدفق على المناطق التي ضربها أعنف زلزال عرفته شبه القارة الهندية في الوقت الذي بدأت فيه السلطات الباكستانية تقدم أرقاما مفجعة عن عدد الضحايا الذين سقطوا أثر وقوعه صباح أمس السبت. وضرب هذا الزلزال، الذي كان مركزه على بعد 80 كلم الى الشمال الشرقي من العاصمة الباكستانية اسلام آباد، أيضا الهند وافغانستان. ووفقا لمعلومات خبراء الزلازل شكلت مدينة مظفر آباد، عاصمة القطاع الباكستاني من كشمير، مركز هذا الزلزال، كما تراوحت قوته بين 6.8 و7.8 درجات حسب مقياس ريختر.

محصلة ٌ قتلى الزلزال تتجاوز الـ 20 ألفا

وفي غضون ذلك إستمر عمال الإنقاذ في البحث بلا كلل عن ناجين بين أنقاض البلدات والقرى المدمرة اليوم الأحد بعد أن خلف هذا الزلزال أكثر من 20 ألف قتيل في شمال باكستان والهند. وفي الباكستان الأكثر تضررا لا يزال مئات الأطفال محاصرين تحت مباني المدارس المنهارة بعد مرور أكثر من 24 ساعة على وقوع الزلزال فيما دفن نحو 150 شخص بينهم أجانب تحت مبنيين سكنيين في العاصمة أسلام أباد. واستخدمت فرق الإنقاذ ومواطنون عاديون الرافعات والمعدات أو أيديهم في بحث دؤوب عن إحياء محاصرين تحت الأنقاض، كما شكا بعضهم من قلة المساعدات من السلطات المركزية بسبب عدم كفاية مواردها لمواجهة الكارثة.

ومن جهته قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف في تصريح أوردته وكالة أنباء الباكستانية الرسمية أثناء مغادرته لجولة تفقدية إلى المناطق المنكوبة إن باكستان بحاجة ماسة وعاجلة لمعونات مالية وأدوية وخيام ومروحيات شحن للوصول إلى سكان المناطق النائية التي أصبحت مقطوعة عن العالم، لأن هناك صعوبات في الوصول إليها. وشكر مشرف الدول الأجنبية لتعاطفها. كما قال رئيس الوزراء شوكت عزيز إن بلاده تحتاج أيضا لمساعدات مالية. وأضاف عقب جولة فوق المنطقة المنكوبة "كان ذلك زلزالاً هائلا.. كارثة كبرى.. تسببت في دمار هائل."

تعهدات بتقديم مساعدات

وحصلت باكستان على تعهدات بتقديم مساعدات من جميع أنحاء العالم في غضون ساعات من وقوع الكارثة وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الجهود "تسابق الزمن". وقال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب أحمد خان شرباو إن نحو 19400 شخص لاقوا حتفهم وأصيب أكثر من 42 ألفا في البلاد. وكان الشطر الباكستاني من إقليم كشمير وعاصمته مظفر آباد أكثر المناطق المنكوبة تضررا. ولكن وزير الاتصالات في حكومة الشطر الباكستاني من كشمير طارق فاروق قال إن حصيلة القتلى هناك فقط قد تصل إلى 30 ألفا. وفي مظفر أباد انهارت معظم المنازل والمباني الحكومية والمتاجر كما أمضى السكان الخائفون ليلة قارسة البرودة في الحقول ومواقف السيارات والمقابر والسيارات. ولقي نحو 689 آخرون حتفهم في الشطر الهندي من كشمير حيث دفنت العديد من المنازل الطينية والحجرية بسبب الانهيارات الأرضية. ووصف الميجر جنرال شوكت سلطان المتحدث باسم الجيش الباكستاني الدمار بأنه الأسوأ في تاريخ باكستان. وقال سلطان: "هناك الكثير من القرى التي محيت من على سطح الأرض."

وفي ألمانيا قال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إن حكومة بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية للمناطق التي ضربها الزلزال. أما الصليب الأحمر الألماني فقد أعلن أنه بدأ بتنسيق العمل مع المنظمات الباكستانية. من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي عن أنه سيقدم مبلغا فوريا تبلغ قيمته 3 مليون يورو. وقال مفوض شؤون التنمية في الاتحاد الأوروبي لويس ميشيل إن الاتحاد الأوروبي " يأمل في ألا يزداد عدد الضحايا مع مرور الوقت،" معلنا أن بروكسل لن تتأخر في تقديم المساعدات المطلوبة. أما الحكومة الفرنسية فقد أعلنت أنها باشرت بإرسال فرق بحث ومساعدات فورية. من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية أن فرق انقاذ بريطانية وصلت إلى العاصمة الباكستانية لتقديم المساعدة المطلوبة.

دويتشه فيله