سالفيني يبني حملته الانتخابية على محاربة تدفق المهاجرين
١٣ أغسطس ٢٠٢٢وصلت في الأيام الأخيرة العشرات من قوارب المهاجرين المكتظة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي جعلها موقعها قبالة الساحل التونسي نقطة هبوط لآلاف من المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط كل عام من أجل الوصول إلى ألمانيا.
ماتيو سالفيني، الذي يقود حزب الرابطة الإيطالية (لا ليغا)، جعل من إيقاف توافد المهاجرين على إيطاليا أساس برنامجه الانتخابي استعداداً للانتخابات العامة المقرر تنظيمها في 25 سبتمبر/أيلول القادم، حيث من المتوقع أن يكون حزبه جزءاً من تحالف يميني حاكم.
وقال سالفيني بعد زيارة مخيم استقبال المهاجرين في الجزيرة، وهو الأكبر في إيطاليا، "لامبيدوزا هي بوابة أوروبا، ولا يمكن أن تكون مخيماً للاجئين في أوروبا". وانتقد السياسي اليميني بشدة الأوضاع في المركز الذي يتسع لنحو 350 شخصًا لكنه قال إنه قد استضاف 1500 شخص هذا الأسبوع. معلقاً على الأمر بقوله إنهم "لا يستحقون بلدًا متحضرا".
حدود مراقبة ومنافذ مغلقة!
وقال سالفيني إنه إذا انتصر تحالفه الشهر المقبل خلال الانتخابات، فإنه "سيعود للسيطرة على الحدود وحمايتها، وسيرحب بمن يفرون بالفعل من الحرب". وفقًا لسالفيني، فإن 15 بالمئة فقط من الوافدين الحاليين، يستحقون حق اللجوء.
مثل حليفته السياسية، جيورجيا ميلوني، يخطط سالفيني إلى تحويل مراكز معالجة طلبات اللجوء إلى البلدان التي ينطلق منها المهاجرون، ولا سيما شمال إفريقيا. وقال "من له الحق في القدوم إلى إيطاليا يأتي بالطائرة وليس على متن قارب يخاطر بحياته. من ليس له الحق لا يجب أن يأت. لا يمكننا فتح أبواب إيطاليا أمام آلاف المهاجرين السريين الذين لا يفرون من الحروب".
أرقام الواصلين إلى إيطاليا في تزايد!
تعد منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم، حيث سجلت ما يقرب من 20 ألف حالة وفاة واختفاء منذ عام 2014، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ومن بقي على قيد الحياة يجد نفسه في شواطئ إيطاليا.
ووفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية، أكثر من 42 ألف مهاجر وصلوا إلى البلد حتى الآن هذا العام، وهناك ارتفاع بحوالي 30 ألفًا مقارنة بنفس الفترة من عام 2021.
عندما كان وزيرا للداخلية في 2018-2019، منع سالفيني العديد من سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات إنسانية التي تحمل مهاجرين تم إنقاذهم، من النزول في إيطاليا، بموجب سياسة حزبه بشأن "الموانئ المغلقة". وانخفض حينها عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا بشكل حاد.
وقال سالفيني: "أعتقد أنه في 2018-2019 كانت إيطاليا دولة أكثر أمانًا". ويخضع سالفيني حاليًا للمحاكمة في صقلية، بتهم الاختطاف وإساءة استخدام المنصب، وقد تمت إسقاط تهم كانت موجهة إليه في قضايا أخرى.
تشير الدراسات إلى أن الإيطاليين قلقون بشأن التضخم أكثر من قلقهم من الهجرة. لكن سالفيني يحاول تعزيز مواقف حزبه، الذي تشير الإحصائيات إلى أن حظوظه لم تتجاوز 13 بالمئة، بينما يتفوق عليه حزب ميلوني الذي وصلت التوقعات بشأنه إلى 23 بالمئة.
يسير الحزبان في طريقهما لدخول الحكومة، في تحالف مع فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني، لكن التصويت الفردي هو ما سيحدد من سيمتلك أكبر حصة من السلطة.
أدت زيارة سالفيني إلى لامبيدوزا إلى تغييرات في مركز الاستقبال، بحسب وكالة فرانس برس. وتحدث مراسلها عن مغادرة حوالي 200 مهاجراً، استقلوا عبارة متجهة إلى صقلية يوم الخميس، كجزء من الإجراءات التي وضعتها الحكومة لتخفيف الازدحام.
انتقادات لخطاب سالفيني!
لم يرحب الجميع في لامبيدوزا بزيارة وزير الداخلية السابق، إذ نظم عدد من عمال الإغاثة والنشطاء اعتصامًا قبل وصول سالفيني، ورفعوا لافتات تناقض تصويره لجزيرة يغمرها المهاجرون.
قال لوكا كاساريني، الناشط ورئيس البعثة على سفينة الإنقاذ الإيطالية ماري جونيو "كل من يأتي إلى لامبيدوزا لا يرى المهاجرين، لا توجد حالة طوارئ". واتهم سالفيني بمحاولة كسب الأصوات وبناء حملته "على جلد الأشخاص الذين يموتون في البحر".
وقال فلافيو دي جياكومو، المتحدث باسم مكتب إيطاليا للمنظمة الدولية للهجرة، إنه بينما ارتفع عدد المهاجرين الوافدين هذا العام بنحو الثلث خلال عام 2021، إلا أنهم لا يزالون أقل بكثير من 120.000 إلى 180.000، المسجل سنويًا منذ 2014-2016.
وقال دي جياكومو إن "هذه ليست أرقاماً تعلن عن حالة طوارئ عددية، لكننا نواجه حالة طوارئ إنسانية". مستشهداً بـ 905 أشخاص لقوا حتفهم أو فُقدوا في البحر هذا العام.
ماريون ماكغريغور/ م.ب، (فرانس برس / أسوشيتد برس)