Effizient, solide, diskret, verlässlich - Frank-Walter Steinmeier SPD-
٨ سبتمبر ٢٠٠٨لم يكن شتاينماير من الشخصيات المعروفة في ألمانيا عندما تولى منصب وزير الخارجية قبل نحو ثلاث سنوات، غير أن واقعيته وصراحته في ممارسة العمل السياسي جعلت منه أحد أقرب السياسيين إلى قلوب الألمان. عندما عين فرانك فالتر شتاينماير وزيراً للخارجية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2005، لم يكن سمع باسمه سوى القلائل. أما اليوم فإن الوزير المولود عام 1956 يعتبر واحداً من أكثر الساسة شعبيةً في ألمانيا.
ورغم شعبيته التي فاقت شعبية رئيس حزبه كورت بيك، فقد دعم ترشيح الأخير لمنصب المستشار في الانتخابات القادمة عام 2009. وتأكيد لذلك قال في وقت سابق: "أرى بأن كورت بيك هو المرشح المناسب. وعليه سأفعل كل ما في وسعي كي يصبح مستشاراً". غير أن شتاينماير يحتاج الآن لدعم بيك وزملائه في الحزب حتى يستطيع إلحاق الهزيمة بالمستشارة انجيلا ميركل.
شتاينماير ينحدر من بيئة اجتماعية بسيطة
انضم شتاينماير عام 1975 إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في التحالف الحاكم في برلين برئاسة المستشارة ميركل. وقد سبق له وترعرع في بيئة اجتماعية بسيطة كانت دوماً حقلاً خصباً لهذا الحزب. فأمه كانت عاملة في مصنع، أما أبوه فكان نجاراً. أراد شتاينماير في البداية دراسة الهندسة المعمارية، غير أن الأقدار قادته إلى دراسة الحقوق والعلوم السياسية. وبعد أن أتم دراسته عمل عدة سنوات باحثاً في جامعة غيسن.
صعود سريع إلى أعلى المناصب السياسية
في مطلع التسعينات ترك شتاينماير العمل الأكاديمي وانخرط في العمل السياسي. وسرعان ما لمع نجمه بعد أن أضحى في غضون سنوات رئيسا لمكتب رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى آنذاك غيرهارد شرودر. وقد اصطحب الأخير شتاينماير معه إلى برلين عندما أصبح مستشاراً لألمانيا عام 1998. وفي العام التالي تولى شتاينماير رئاسة مكتب المستشارية هناك. ومنذ ذلك الحين وهو يتمتع بثقة وتقدير العاملين معه. وبعد هزيمة شرودر في انتخابات عام 2005، أصبح شتاينماير وزيرا للخارجية في حكومة التحالف التي ترأسها المستشارة ميركل.
شتاينماير معروف بالصراحة
واجه شتاينماير صعوبات كبيرة عندما ثار الجدل في ألمانيا حول الحرب على الإرهاب، إذ اتهمته المعارضة بأنه لم يهتم كثيراً بمصير الألمان الذين اختطفتهم المخابرات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عندما كان مسؤولاً عن مكتب المستشارية في عهد شرودر. ورغم هذا اللغط حول دوره لم تتأثر سمعة الرجل كثيراً، بل حاز ثقة الناس بسبب صراحته، وأيضاً بسبب تعامله النزيه مع الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل التي يصف التعاون معها بالجيد. أما داخل الحزب فلا يتمتع شتاينماير بشعبية كبيرة، بسبب ارتباط اسمه بالإصلاحات الاقتصادية التي أقرها المستشار السابق شرودر والتي ما زال عدد كبير من أعضاء الحزب يختلفون حولها.