صحف: ألمانيا لن تستطيع منع دعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد
١٩ يناير ٢٠٢٣تتزايد الضغوط على ألمانيا لكي توافق على دعم أوكرانيا بدبابات قتالية من طراز "ليوبارد 2" الألمانية الصنع، خاصة مع إعلان بولندا وبريطانيا عزمهما توريد دبابات قتالية ثقيلة لأوكرانيا. والجدل الدائر بهذا الخصوص، ولا سيما بشأن تردد ألمانيا، حاز على اهتمام العديد من الصحف الأوروبية.
"شولتس لم يعد يستطيع منع تسليم دبابات ليوبارد 2 لأوكرانيا"
تحت العنوان السابق علقت صحيفة هاندلسبلات الألمانية، على موقف المستشار أولاف شولتس، قائلة "سيعرف هو بنفسه أنه لن يستمر على هذا الموقف طويلا. ربما يستطيع أن يعرقل تسليم دبابات قتالية (لأوكرانيا)، لكنه لن يستطيع منع ذلك. الحكومة الاتحادية أيضا تتوقع كسر تابو ليوبارد، إن لم يكن الآن، فقريبا. وقدم شولتس الحجة الحاسمة بنفسه، فالمستشار يفضل أن يصطف خلف الأمريكيين إن كان ذلك ممكنا، كما فعل بالنسبة لكل مساعدات الأسلحة".
وتضيف الصحيفة أن "أمريكا لم تقدم حتى الآن دبابات آبرامز القتالية لأوكرانيا، متذرعة بأسباب لوجستية، مفادها أن آبرامز تستهلك كمية كبيرة من الوقود، كما لا توجد قطع غيار لها في أوروبا. في حين أن ليوبارد دبابة أوروبية (مصنعة) للحرب في أوروبا. وبذلك فإن الكرة عادت إلى ملعب شولتس. والمفارقة في الجدل هو أن المستشار بنفسه قدم الحجة الحاسمة لفعل ما يحجم عن القيام به!"
"دبابة آبرامز الأمريكية ستكون مفيدة في أوكرانيا"
علقت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية على موقف واشنطن بشأن تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد الألمانية والإحجام عن تسليمها دبابات آبرامز الأمريكية، بأن "أوكرانيا تحتاج بحسب محللين عسكريين إلى 100 دبابة على الأقل لتستطيع إحداث تأثير في ساحة المعركة. فالأولوية يجب أن تكون لتجهيز عدد كبير وبسرعة من الدبابات. قوات البحرية الأمريكية استبعدت كتائب الدبابات في إطار تغيير استراتيجي، ودبابات أبرامز هذه يمكن استخدامها بشكل مفيد في أوكرانيا".
وتضيف الصحيفة بشأن تحفظ واشنطن وعدم تقديمها دبابات قتالية وصواريخ بعيدة المدى نسبيا لأوكرانيا، بأنه "واضح أن البيت الأبيض يخشى من التصعيد في الحرب إذا خسر بوتين المزيد من الأرض. الروسي قادر على كل شيء، لكن ليس هناك سبب معقول أو استراتيجي لتقديم السلاح لأوكرانيا فقط بما يكفيها للقتال لعدة أشهر دون فرصة لتحقيق النصر".
"شولتس يرفض فقط نهجا ألمانيا فرديا"
أما صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية فأشارت في تعليقها إلى أن المستشار شولتس لم يكن أبدا ضد تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد، من حيث المبدأ، وقالت إنه "أوضح دائما بأن تسليم أسلحة ثقيلة ممكن فقط بالتنسيق مع الحلفاء. ولن يكون هناك نهج ألماني فردي. وبالإضافة إلى مقاومة الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب شولتس) ربما كانت لديه اعتبارات بمنع حدوث انقسام في الناتو أيضا. ومن خلال ذلك كان يريد منع جعل دولة بمفردها عرضة للهجوم من قبل روسيا، بسبب توفير إمدادات الأسلحة".
وبالنسبة لمنتقدي شولتس تقول الصحيفة إنهم يشيرون إلى أن "ألمانيا من خلال موقفها المتردد بشأن قضية دبابات ليوبارد قد عزلت نفسها منذ مدة طويلة بين داعمي أوكرانيا". وتضيف الصحيفة السويسرية أنه "بعد تردد في البداية، زادت ألمانيا دعمها العسكري لأوكرانيا تدريجيا خلال العام الماضي. والتركيز كان على تسليم معدات الدفاع الجوي". وتتابع الصحيفة "لكن النقد لنوعية وكمية الأسلحة التي قدمتها ألمانيا لن يتوقف".
"تعلم الدرس من تاريخي ألمانيا الحديث والمعاصر"
صحيفة "الغارديان" البريطانية أثنت على الموقف الألماني بقولها "يحسب للحكومة الألمانية أن موقفها بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا قد قطع شوطا بعيدا منذ العزو الروسي. وبالنسبة لإجمالي المساعدات العسكرية الموعودة، تعد ألمانيا من الدول الرئيسية الداعمة لأوكرانيا، كذلك هو الحال بالنسبة للدعم الإنساني والاقتصادي والمالي. لكنها كانت مترددة ومشوشة فيما يتعلق بإمدادات السلاح، ودائما في الطرف المتردد من القافلة الغربية".
وتضيف الصحيفة أن "إدارة بايدن في واشنطن تشارك برلين مخاوفها بشأن التصعيد الروسي ردا على إمدادات الأسلحة الغربية المتطورة، وربما أول استخدام روسي للسلاح النووي. لكن ليس هناك طريق خال من المخاطر للمضي قدما".
وترى الصحيفة أن "الطريق الواقعي الوحيد لتحقيق سلام دائم هو زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، بحيث تستطيع استرداد معظم أراضيها ومن ثم تتفاوض على السلام من موقع قوة".
وتشير الصحيفة إلى أن دعم أوكرانيا أصبح "اختبارا لشجاعة ألمانيا ضد ابتزاز بوتين النووي، والتغلب على مزيج مخاوفها وشكوكها، والدفاع عن أوكرانيا حرة ذات سيادة"، وتضيف أن خطاب شولتس أمام منتدى دافوس "لم يلمح إلى مثل هذه الجرأة. لكن بالتحرك إلى مقدمة خطة ليوبارد الأوروبية الخاصة بأوكرانيا، سيظهر شولتس القيادة الألمانية التي سيرحب بها الغرب. كما أنه سيتعلم الدرس الصحيح من تاريخي ألمانيا الحديث والمعاصر".
"مفتاح تسريع المساعدات الغربية بيد ألمانيا"
أما صحيفة لوموند الفرنسية فترى في افتتاحيتها أن الأسابيع القليلة الأخيرة أظهرت أنه آن الأوان، بعد المساعدات العسكرية من صنف أنظمة الدفاع الجوي، أن يتم تسريع المساعدات وتزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية ثقيلة ذات فعالية أكبر.
فبعد إعلان فرنسا بداية العام الحالي تزويد أوكرانيا بمدرعات لنقل المشاة من طراز "ا ام اكس-10"AMX-10 RC ، حذت برلين وواشنطن حذوها بخطوات مماثلة. ولكن الآن تكمن "العقدة" الأساسية في تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية غربية، من شأنها أن تمكن الجيش الأوكراني من تنفيذ هجمات مكلفة أقل من الناحية البشرية. وتقدر قيادة الجيش الأوكراني حاجتها إلى حوالي 300 دبابة من هذا الصنف.
وتلاحظ الصحيفة الفرنسية أن "الرسائل باتت ولأسباب متعددة موجهة بشكل خاص إلى فرنسا وألمانيا لتقديم دبابات قتالية ثقيلة لأوكرانيا". وتتابع أن كل دولة تقدم الدعم بحسب إمكانياتها من أجل ضمان "انتصار أوكرانيا". من جهتها فرنسا التزمت بتزويد أوكرانيا بالسلاح وكذلك بنشر دبابات لوكليرك في رومانيا و"ألمانيا بيدها مفتاح تسريع المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، في اللحظة الاستراتيجية المناسبة لتقوية هذه المساعدة".
إعداد: عارف جابو