صحف ألمانية: عام 2018 سيحسم مسألة إعادة اللاجئين السوريين
٥ يناير ٢٠١٨تساءلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية "إلى أية درجة تعتبر سورية آمنة"، وكتبت: "الحرب الأهلية في سوريا تنتهي، وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في الواقع قد هًزم، والنظام السوري استعاد السيطرة على أراضٍ واسعة بمساعدة روسيا".
وتابعت الصحيفة: "وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، ففي النصف الأول من عام 2017 وحده، عاد حوالي 440 ألف شخص إلى القرى والمدن التي فروا منها داخل البلاد، كما عاد 300 ألف لاجئ آخر من بلدان مجاورة".
وأضافت الصحيفة: "سوريا تبدو آمنة. ومنذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، فرّ ما يقدّر بـ 700 ألف سوري إلى ألمانيا"، وتساءلت: "أليس عليهم العودة إلى ديارهم، وإذا لزم الأمر بالترحيل؟ (...) في الواقع، فإن السؤال حساس جداً من الناحية السياسية (...)، يجب أن يكون هذا العام حاسماً لهذه المسألة فيما إذا تم إعلان أن سوريا آمنة - ويجب على السوريين العودة، كما تتعرض السياسة الألمانية لضغوط لأن طالبي اللجوء يسمح لهم بالبقاء في ألمانيا بشكل دائم بعد ثلاث سنوات، شريطة أن تتوفر لديهم المهارات اللغوية ويكونوا قادرين على تأمين معيشتهم".
وواصلت الصحيفة: "تم منح 290 ألف سوري الحماية في عام 2016، إذن حتى إذا تم تمديد وقف الترحيل مرة أخرى في نهاية عام 2018، عندها يمكنهم البقاء بشكل دائم اعتباراً من 2019. لكن تقييم الوضع في سوريا أمر معقد".
وتساءلت: "ما هي سوريا في الواقع؟ هل هي حلب الشرقية التي دمرت تماماً؟ هل هي اللاذقية، حيث يقضي الناس إجازتهم على الشاطئ تحت حكم الأسد؟ هل هي الإقليم الكردي في الشمال الشرقي على الحدود التركية، والتي تعيش بسلام، وحيث لا كلمة للأسد هناك؟ هل هي المناطق التي لا يزال القتال فيها مستمراً؟ وما هي قيمة السلام، بعد أن فاز ديكتاتورٌ هاجم شعبه بالحرب؟
وختمت: "إن البلد مليء بنقاط التفتيش، وهناك هجمات، وقتل، واحتجاز للرهائن. وتعرف السلطات الأمنية السورية بالتعسف والوحشية. وقد اعتقل النظام مئات الآلاف منذ عام 2011".
كما سلّطت صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" الضوء على النقاش حول اللاجئين في ألمانيا، وكتبت: "سيكون توافق ألماني حول موضوع اللاجئين مطلوباً على وجه السرعة، والذي يمكن أن يكون من خلال فتح المجال بشكل أكثر من ذي قبل للذين يلتزمون بالقوانين، حتى بالنسبة لمسألة لم شمل العائلة. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يلتزمون بالقوانين، والذي يبدأون بإخفاء هوياتهم، والحصول على أموال مزدوجة من أكثر من جهة، والتحرش بالنساء أو الظهور كمجرمين صغار، فيجب معاقبتهم بشدة وبوتيرة جديدة وترحيلهم".
وأضافت الصحيفة: "من شأن ذلك أن يهدّئ السكان المحليين ويوضّح أكثر للمهاجرين الصغار الذين يتأرجحون بين انتهاك القانون والالتزام به أنه فقط من يلتزم بالقوانين يحصل على فرصة".
أما صحيفة "هاندلسبلات" الصادرة في دوسلدورف فسلطت الضوء على سياسة أمريكا تجاه إيران، وكتبت: "الرئيس ترامب يكتشف حقوق الإنسان. وهذا يأتي بشكل غير متوقع، ففي السنة الأولى من حكمه، لم تكن هذه القضية على رأس جدول أعمال سياسته الخارجية. ولكن تسليطه للضوء على معنى حقوق الإنسان العالمية في ضوء الاحتجاجات في إيران لا يجب ربطه في الوقت نفسه بشعور مكتشف حديثاً لمعاناة المضطهدين."
وتعلل الصحيفة ذلك بأن "الاحتجاجات في إيران يمكن أن تمكّن الرئيس الأمريكي أيضاً من المضي قدماً في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بالنظر إلى تأثير طهران في الشرق الأوسط والاتفاق على البرنامج النووي الإيراني (...) وفي حين أن الرئيس يميل إلى الإبقاء على علاقة باردة جداً مع العديد من زعماء الحكومات والدول الغربية، فقد بدا أنه في الأشهر الماضية كان على ما يبدو يشعر بالراحة في الشراكة مع حكام مستبدين".
وقارنت الصحيفة مواقف ترامب المختلفة من مسألة حقوق الإنسان في كل من السعودية وإيران، وكتبت: "في أول زيارة خارجية له إلى المملكة العربية السعودية، أكد (ترامب): 'نحن لسنا هنا لإسداء النصائح"، ولم يشر إلى حالة حقوق الإنسان في المملكة (...) وما يثير الدهشة أكثر هي الأصوات الصادرة عن ترامب فيما يتعلق بالاضطرابات في إيران (...) والذي يرى أن إيران واحدة من خصومه الرئيسيين على الساحة العالمية. وقد أوضح خلال الحملة الانتخابية أنه يعتبر النظام في طهران تهديداً وجودياً للاستقرار في الشرق الأوسط بسبب دعمه للمنظمات الإرهابية مثل حزب الله اللبنانى".
وتابعت الصحيفة: "وهو (ترامب) لم يغير من موقفه هذا، الذي هو من الثوابت القليلة في سياسة ترامب الخارجية السابقة (...) وفي ضوء هذا الوضع الأولي، فإن إضعاف الحكومة في طهران من خلال الأزمة الداخلية هناك لابد أن يكون مناسباً لأمريكا. ورد الفعل القاسي للنظام الإيراني على المظاهرات (...) يمكن أيضاً أن يسهل على ترامب بلوغ هدف آخر وهو إنهاء الاتفاق النووي. والفرصة لتحقيق هذا في متناول اليد في غضون أيام قليلة".
وأضافت: "بعد أن رفض ترامب التصديق على الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر، ينتهي الموعد النهائى لذلك الأسبوع القادم، حيث يتعين على الحكومة الامريكية إنهاء تخليها عن العقوبات المفروضة على إيران، وإذا لم تفعل ذلك فإن الاجراءات العقابية ضد طهران والمؤجّلة حالياً ستدخل حيز التنفيذ. وهذه ستكون نهاية الاتفاق".
أما صحيفة "لاندسهوتر تسايتونغ" فكتبت عن المظاهرات في إيران: "عدم وجود قيادة للتمرد الجديد قد يشكّل قوته أيضاً، فمن الصعب أن يتغلب النظام الإيراني بنفسه على حركة بلا رأس. وسيظل الاستياء من (أولئك الموجودين هناك) باقياً، حتى وإن نجح في إخماد الاحتجاجات مرة أخرى".
واختتمت الصحيفة: "ويتحدث عن ذلك نسبة كبيرة من المتظاهرين الشباب أيضاً والذين يطالبون بوجود منظور لحياتهم. في إيران تختمر المسألة، والعنف هنا ليس حلاً على الأقل على المدى الطويل".
م.ح/ ر.ز